الطريق
الجمعة 3 مايو 2024 09:33 صـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

نائب وزير الخارجية السابق لـ ”الطريق“: إسرائيل لن تحظى بالاستقرار طالما استمرت في ممارساتها العنصرية

وزير الخارجية السابق للشؤون الأفريقية
وزير الخارجية السابق للشؤون الأفريقية

ما زال الاحتلال الإسرائيلي يشكل تهديدًا للمستشفيات في قطاع غزة في محاولة لإجبار الشعب الفلسطيني على الانتقال جنوبًا وترك منازلهم ومستشفياتهم، الذين يتلقون فيها العلاج الذي يحتاجون إليه جراء الإصابات الناجمة عن القصف المستمر الذي يتعرضون له من كل جانب.

وعلى الرغم من المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، إلا أنهم ما زالوا صامدين وثابتين على موقفهم بعدم التنازل عن قضيتهم، و تسعى مصر بشكل مستمر لبذل جهود من أجل تخفيف التوتر وإنقاذ الوضع الذي تفاقم بسبب التورط الإسرائيلي.

فقد رفضت مصر بشدة فكرة تهجير الشعب الفلسطيني الشقيق وإنهاء القضية الفلسطينية، حيث تدرك أن هذه القضية تستدعي دفع ثمنٍ باهظ يتكبده كل طفل فلسطيني، لذلك حاورت جريدة «الطريق» السفير على الحفني نائب وزير الخارجية السابق للشؤون الأفريقية، لمعرفة السبب وراء الانتهاكات التي يشنها إسرائيل باستمرار على قطاع غزة ودور مصر في ذلك.

ما موقف مصر اتجاه القضية الفلسطينية؟

تؤكد مصر على وضوح موقفها تجاه القضية الفلسطينية، سعيًا للحفاظ على الاستقرار ومنع تصاعد العنف بين الأطراف المعنية، سواء كانت إسرائيل أو الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي بشكل عام، نحن نسعى أيضًا لتجنب تكرار المأساة التي شهدناها في قطاع غزة ونشهدها حاليًا.

تعمل مصر على إيجاد حل دبلوماسي للقضية الفلسطينية، من خلال جهود تهدف إلى تحقيق وقف لإطلاق النار ووقف القصف المستمر على قطاع غزة، كما نعمل على رفع الحصار المفروض على القطاع وتخفيف المعاناة الإنسانية للسكان المحاصرين، وتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية.

ما رأيك في الانتهاكات التي يفعلها إسرائيل بـ أهالي فلسطين؟

على الرغم من إدانة المجتمع الدولي لهذه الممارسات، إلا أننا لا نزال نشهد تكرارها بشكل مستمر وقد تصاعدت في بعض الأحيان، لذلك تدعو مصر إلى استمرار الضغط والجهود في تعزيز ثقافة السلام وتحقيق استبدال ثقافة الحرب والعنف والانتهاكات.

كما يجب أن تستمر المؤسسات الدولية في تعزيز نشاطها وتقديم الخدمات للشعب في قطاع غزة، على الرغم من التحديات التي تواجهها نتيجة العمليات العسكرية والاستهداف الذي تتعرض، بالإضافة إلى العمل على تخفيف المعاناة الإنسانية التي يعاني منها المواطنون في قطاع غزة وتوفير الدعم اللازم لهم.

هل ستنجح مصر في القضاء على فكرة تهجير فلسطين جنوبًا؟

تؤمن مصر بأن هذه الجهود يجب أن تستمر ولا تقتصر على فترة زمنية محددة، وذلك يعتمد على الجانب الآخر وهو الجيش الإسرائيلي، الذي يجب أن يتوقف عن ارتكاب أعمال عنف واحتلال غير مشروع للقطاع، خاصة في المناطق الشمالية.

كما يجب أن يتغير هذا النهج العدواني والانتهاكات المتكررة التي تعتبرها المجتمع الدولي محرمة دوليًا، بما في ذلك العقاب الجماعي وحروب الإبادة والتطهير العرقي، بالإضافة إلى الحصار الشامل للشعب الفلسطيني والضغط على سكان غزة لتهجيرهم.

هل ستسمح مصر لإسرائيل بإنهاء القضية الفلسطينية؟

مصر والأردن يعارضان بشدة تهجير الفلسطينيين، حيث يدركون أن هناك أجندات خفية وراء هذه الخطط التي يسعى الكيان الإسرائيلي لتحقيقها، بالإضافة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يولي أهمية للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة، بل يحاول المساس بمصالح الأمن القومي في المنطقة.

وينصب اهتمام إسرائيل حاليًا على توزيع قواتها العسكرية بطريقة تحافظ على التوازن العسكري، خاصة فيما يتعلق بالأساطيل البحرية الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، التي تدعم إسرائيل بشكل غير مشروع بمعونات ضخمة.

قيادتنا السياسية مدركة تمامًا لهذه الأجندات ولن تسمح بتهجير الفلسطينيين، حيث يُعَتَبَر ذلك خطًا أحمرًا غير قابل للتجاوز، لأن مصر والأردن لن يقبلا بأي محاولة لإنهاء دول المنطقة، حيث يدركون أن قطاع غزة يمثل جوهرًا أمنيًا إقليميًا يهم جميع دول المنطقة.

كيف استعدت مصر لاستقبال أهالي قطاع غزة؟

تقوم مصر بجهود دبلوماسية لتحقيق هدنة ووقف للأعمال العسكرية، وتسعى لفتح ممرات إنسانية لتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشتى أشكالها، كما قامت مصر بتجهيز عدد من المستشفيات في المناطق الحدودية مثل العريش والشيخ زويد ورفح لاستقبال الحالات الطبية الحرجة التي لا يمكن علاجها في قطاع غزة.

هل الرئيس السيسي استطاع تعزيز هذه القضية بشكل دبلوماسي غربيًا وعربيًا؟

تشير جميع الدول، وخاصة الدبلوماسية المصرية، إلى الدور الهام الذي تقوم به في الفترة الأخيرة واستمرارها في ذلك، لأنها أظهرت التزامًا صادقًا ووعيًا بأهمية الأمن والاستقرار في قضايا التنمية وتحسين مستوى المعيشة لجميع الشعوب، ولا يمكن التوصل إلى حلول لهذه الانتهاكات إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية.

إسرائيل لن تحظى بالاستقرار أو تجد طريقها طالما استمرت الممارسات العنصرية والتعسفية بأسوأ صورها، خاصة في الضفة الغربية، وقد زاد الأمر تعقيدًا بعد تمكين المستوطنين من امتلاك الأسلحة واستخدامها لقتل الفلسطينيين.

اقرأ أيضا: وزير الخارجية الأسبق لـ «الطريق»: مصر تضع خارطة طريق للتعامل مع الأزمة في غزة