الطريق
الجمعة 3 مايو 2024 02:15 مـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

وزير الخارجية الأسبق لـ«الطريق»: اتهامات إسرائيل لحماس بقصف المعمداني غباء سياسي

السفير محمد العرابي
السفير محمد العرابي

يوجد العديد من الأحداث والجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني على مر السنوات، فقصف مستشفى المعمداني في قطاع غزة هو مثال واحد من تلك الأحداث المأساوية التي أودت بحياة الأبرياء، ومع ذلك، فإنه ليس الحادث الوحيد الذي يثير الاستياء والانتقادات الدولية.

فعزيمة الاحتلال الإسرائيلي للقضاء على حماس والذين يطلقون عليها منظمة إرهابية جعلت منهم شعبًا وجيشًا مجرمًا لا يمثل الإنسانية بأي شكل من الأشكال، لذلك تعمل مصر بجدية على تهدئة الأوضاع في قطاع غزة، في حين ترفض فكرة تصفية القضية الفلسطينية، لأن هذه القضية ليست مجرد مسألة دبلوماسية، بل دم يدفعه كل طفل وشهيد فلسطيني حتى الآن بسبب الانتهاكات والاضطهاد الجسيم الذي يلاحقه من قبل الجيش الإسرائيلي.

تحقيق آمال الشعب الفلسطيني

لذلك يضع الرئيس السيسي القضية الفلسطينية على طاولة المفاوضات، بهدف تحقيق آمال الشعب الفلسطيني والعربي في تحرير أرضهم نظرًا للجرائم والمشاهد المأساوية التي يرتكبها الإسرائيليون دون وجه حق، فتحقيق العدالة والاستقرار مطلب شعبي مصري وفلسطيني.

وفي هذا الشأن، تواصلت جريدة «الطريق» إلى السفير محمد العرابي وزير خارجية مصر الأسبق، لمعرفة دور مصر وقفها اتجاه القضية الفلسطينية، مع تحليل بعض تصريحات الاحتلال الإسرائيلي والتي أطلق العالم العربي عليها أنها مضللة وتهدف إلى خطط خبيثة للقضاء على العرق الفلسطيني.

كيف استطاعت مصر بنجاح الحصول على دعم من الدول الغربية والعربية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية؟

تحركت مصر بحكمة شديدة خلال الفترة الأخيرة على عدة مستويات، وقدمت خطوات مهمة لمواجهة الأزمة وتحقيق التهدئة في قطاع غزة، أولاً، قامت مصر بجهود كبيرة لاحتواء الأزمة لوقف التصعيد العسكري على غزة، ثانيًا ضغطها دبلوماسيًا لإدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، بهدف تخفيف معاناتهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

بالإضافة إلى ذلك، قدمت مصر مبادرة لعقد مؤتمر إقليمي ودولي بهدف بحث سبل حل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يوم السبت المقبل، و هذه المبادرة تعكس التزام مصر بالسعي لإيجاد حل سلمي وعادل للقضية الفلسطينية، وتشجيع المجتمع الدولي على المشاركة في جهود التسوية.

تعمل مصر أيضًا على إطار سياسي يعطي الأمل للشعب الفلسطيني في مستقبل أفضل، لأن مصر تؤمن بأن هناك حلاً للقضية الفلسطينية في المستقبل القريب، وتسعى للعمل بأسلوب مختلف ومبادئ ثابتة للالتزام بعدم التسوية النهائية للقضية الفلسطينية وعدم تهجير الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى ضرورة وقف إطلاق النار فورًا وتقديم المساعدات الإنسانية والمساندة في إعادة إعمار البنى التحتية في فلسطين.

بهذه الخطوات، قدمت مصر خريطة طريق متكاملة للتعامل مع الأزمة في غزة، ولم تكتفِ بأفكار محدودة لاحتواء التوتر، بدلاً من ذلك، تسعى مصر لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة من خلال جهودها الدبلوماسية والإنسانية.

هل تعتبر إجراءات التهجير المتخذة ضد الفلسطينيين حلًا مقبولًا في الوقت الحاضر على غرار ما فعلته إسرائيل حاليًا؟

تعتبر فكرة تهجير الفلسطينيين حلاً مرفوضًا تمامًا، وتنطوي على انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي، لأن الشعب الفلسطيني له حق أصيل في العيش في أرضهم وتقرير مصيرهم، ويجب أن يحترم هذا الحق الأساسي، لأن التصريحات الإسرائيلية التي تشير إلى تهجير الفلسطينيين تعتبر غير صادقة وغير مقبولة دوليًا، ومن الضروري أن تلتزم جميع الأطراف بقرارات المبادئ القانونية الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والحماية القانونية للشعوب،

علاوة على ذلك، يجب أن نرفض أي محاولة لتغيير الحدود بالقوة أو الاحتلال غير المشروع، لأن السيادة الوطنية والحدود المعترف بها دوليًا هي حق أساسي لكل دولة، بما في ذلك سيادة مصر على أراضيها خاصة سيناء لأن أي تصرف في حدود الدول يجب أن يكون وفقًا للقانون الدولي وبموافقة الدول المعنية.

بشكل عام، يجب العمل على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة من خلال الحوار والتفاوض والاحترام المتبادل لحقوق الشعوب، بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضهم في إطار حل الدولتين المبني على المبادئ القانونية والعدل.

لماذا تحاول إسرائيل تلفيق قصف مستشفى المعمداني لحماس؟


الرأي العام يشعر بالاستياء والاستنكار تجاه إسرائيل بسبب الأعمال إجرامية التي تفعلها بالشعب الفلسطيني، لأن هذا العمل غير قابل للتلفيق، ويظهر أن إسرائيل تحاول التخلص من المسؤولية عن هذا الحدث، ولكن من الواضح أنها لن تستطيع التهرب من العواقب المترتبة على أفعالها، لأن هذا الاتهام يدل على غباء سياسي وانعكاسًا لسوء الحكمة السياسية وعدم الاستدلال الصحيح في اتخاذ القرارات.

لماذا لا يسمح الرئيس السيسي بفتح معبر رفح للأجانب؟


إذا سمح لإسرائيل بالقيام بذلك، فلن تكون هناك مفاوضات بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتي تسلم اليوم، ذلك يجب معرفة أن سياسة الرئيس السيسي ودبلوماسيته لعبت دورًا في إمكانية وصول هذه المساعدات إلى سكان غزة.

فالأجانب قد يكونون قادرين على تحمل بعض الصعوبات، ولكن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للقصف ليس بإمكانه تحمل الأعباء المترتبة عليه دون تلقي المساعدة الإنسانية، وبالتالي، فإن هذا الموقف يعتبر مبررًا منطقيًا، ولا يمكن أن يلوم أي شخصنا على اتخاذه.

ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أنه في النهاية، يجب السعي إلى تحقيق السلام وإنهاء النزاع الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، هذا يتطلب التفاوض والحوار بين الأطراف المعنية، بما في ذلك إسرائيل والفلسطينيين والمجتمع الدولي، لضمان حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق الاستقرار والعدل في المنطقة بشكل عام.

ما هي الأسباب التي دفعت الرئيس السيسي لرفض عرض بلينكن بتسديد ديون مصر؟


نحن كدولة نحترم المبادئ الأخلاقية ونعتز بها، حتى في ظل الصعوبات والتحديات التي قد نواجهها، وذلك لأنها تشكل جزءًا أساسيًا من قيمنا الوطنية، يمارس الرئيس السيسي دبلوماسية بمهارة على أعلى مستوى، وقد حظي بثقة العديد من القادة الأجانب والعرب وغيرهم، لأن لديه حكمة وصبر طويل في حل المشاكل من جوانب قيادته التي جعلته مؤهلاً ليكون رئيسًا لمصر.

ومن المهم أن نعمل على تعزيز الحوار والتفاهم الدولي والإقليمي لحل الصراعات وتحقيق الاستقرار والسلام.، وبفضل قدرات الدبلوماسية المتقدمة والقيادة الحكيمة، يمكن للرئيس السيسي أن يلعب دورًا هامًا في تحقيق هذه الأهداف وتعزيز التعاون الدولي.

ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن القرارات السياسية والدبلوماسية تعتمد على تقديرات ومصالح الدولة، وقد تواجه تحديات وانتقادات من بعض الأطراف، لكن من خلال الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والسعي لتحقيق الخير العام، يمكن للقادة أن يلعبوا دورًا فعالًا في خدمة مصالح البلاد والشعب.

ما هو تأثير القضية الفلسطينية على انتخابات الرئيس السيسي في مصر؟


الرئيس السيسي يحظى بشعبية كبيرة قبل تعامله مع القضية الفلسطينية، وذلك بسبب تصور الكثيرون أنه رئيس مناسب لمصر وقادر على وضع خارطة طريق لتعزيز الاقتصاد والصناعة وتطويرهما في البلاد. وقد نجح في فرض فكرة الاستقرار في المنطقة بشكل عام، وليس فقط في مصر.

قدرات القيادة والرؤية التنموية للرئيس السيسي قد حظيت بتقدير كبير من قبل الشعب المصري، حيث يرون فيه قائدًا يسعى جاهدًا لتعزيز الاقتصاد وتطوير الصناعة وتوفير فرص العمل للمواطنين، كما أنهم يقدرون جهوده في إرساء أسس الاستقرار في المنطقة، والتي تعود بالنفع على مصر والدول المجاورة.

إن الرئيس السيسي يعمل على خلق بيئة استثمارية مواتية وتطوير البنية التحتية، وذلك لتعزيز القدرة التنافسية لمصر وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.، كما يعزز العلاقات الدولية ويسعى لتعزيز التعاون الإقليمي، مما يعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة بشكل عام.

من المهم أن نذكر أن تقدير الرئيس السيسي ودعمه لتنمية مصر والمساهمة في الاستقرار الإقليمي ليس مرتبطًا فقط بتعامله مع القضية الفلسطينية، بل بالعديد من الجوانب الأخرى لقيادته وسياسته التنموية الشاملة.

اقرأ أيضا: قيادي حركة فتح لـ”الطريق“: «ليس أمام الشعب الفلسطيني إلا الصمود والمقاومة»