الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 07:42 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

BBC ترصد حكايات مثيرة حول مجندات ”عيون إسرائيل”

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مفاجأت كثيرة تكشفها لنا الأحداث خلال العدوان على قطاع غزة، الأمر يتمثل حول المجندات الإسرائيليات، والمطلق عليهم "عيون إسرائيل" على الحدود مع غزة، ولكن على مدى سنوات، ظلت وحدات من المجندات الشابات تضطلع بمهمة واحدة هنا، وهي الجلوس لساعات في قواعد مراقبة، ورصْد ما يشير إلى أي شيء مريب، وفق تقرير صادر عن BBC.

تدريب على المداهمة

ووفق التقرير، تغير الوضع تمامًا، وفي الشهور التي سبقت هجوم 7 أكتوبر، والذي شنّته حركة حماس، بدأت المجندات يرصدن أشياءً من قبيل: تدريب على المداهمة، وعلى عمليات اختطاف، فضلا عن قيام مزارعين بتصرفات غريبة على الجانب الآخر من السياج الحدودي مع قطاع غزة.

أحد المجندات تروي التفاصيل

تقول نوا، وليس هذا اسمها الحقيقي، إن هؤلاء المجندات كنّ يرفعن معلومات بشأن ما يرصدن للاستخبارات، ولضباط ذوي رُتب أعلى، بينما لم يكن بأيديهن عمل أكثر من ذلك، مبينه: "لم نكن أكثر من مجرد عيون".

فيما كان واضحًا لبعض من هؤلاء المجندات أن حماس تخطط لشيء كبير، وأنه كان هناك، على حد تعبير (نوا)، "بالونا يوشك على الانفجار".

التقارير المعلوماتية

واستعرض التقرير، حديثًاً أجرته BBC مع هؤلاء المجندات عمّا رصدن من تصعيد لأنشطة مريبة، وعن التقارير المعلوماتية التي رفعْنها إلى الضباط الأعلى رتبة في الجيش الإسرائيلي، وعما رصدن كذلك من عدم اكتراث من جانب هؤلاء الضباط.

واطلعت BBC على رسائل عبر الواتساب كانت أرسلتْها هؤلاء المجندات في الأشهر السابقة لهجوم السابع من أكتوبر، وقد رصدن فيها حوادث على الحدود؛ وكانت المجندات تتخوّفن ممّن ستكون منهن في الخدمة عندما يقع الهجوم المحتوم.

هؤلاء المجندات لم يكن الوحيدات ممن دقّوا ناقوس الخطر؛ ومع جمع المزيد من الشهادات، يتعالى الغضب داخل الدولة الإسرائيلية، وتثار تساؤلات عن ردة فعل هذا الغضب.

عائلات فقدت بناتها

أجرت BBC أحاديث مع العائلات التي فقدت بناتها، ومع خبراء ممن رأوا في استجابة الجيش الإسرائيلي لتقارير هؤلاء المجندات جانبًا من فشل استخباراتي؛ رفض الجيش الإسرائيلي الرد على أسئلة BBC، قائلا إنه الآن بصدد التركيز على التخلص من التهديد الذي تمثله منظمة حماس الإرهابية.

من ناحيه آخرى، شاي أشرم، 19 عامًا، تقول إنها كانت إحدى المجندات اللاتي صادف يوم 7 أكتوبر وجودهن في الخدمة، وفي مكالمة هاتفية مع عائلتها، حيث تمكن أفراد العائلة من سماع إطلاق الرصاص يدوّي صداه في خلفية المكالمة، قالت شاي إنه كان هناك إرهابيون في القاعدة العسكرية وإن حدثًا كبيرًا حقيقيًا يوشك أن يقع.

مقتل جندية على الهاتف

ولقيت شاي أشرم مصرعها، بين أكثر من عشرة مجندات كنّ في قاعدة المراقبة، بينما أُخذت أخريات كرهائن، وما أن بدأت حماس تهاجم قاعدة ناحال عوز، على مسافة نحو كيلومتر من الحدود مع غزة، حتى بدأت المجندات في القاعدة تودّع إحداهن الأخرى عبر تطبيق واتساب.

في غضون ذلك، لم تكن "نوا" في الخدمة حينها، وكانت تقرأ الرسائل عبر الواتساب من المنزل؛ تذكرت حينها ما كُن يتخوّفن منه من قبل "وقد وقع بالفعل، وبسبب مواقع تلك القواعد، على مقربة من السياج الحدودي، كانت المجندات في تلك الوحدات بين أوائل الإسرائيليين الذين توّصل إليهم مقاتلو حماس بعد خروجهم من غزة.

تجلس المجندات داخل غرف قريبة من الحدود، يحدّقن لساعات كل يوم في مراقبة مباشرة مصوّرَة بكاميرات المراقبة المثبتة بدورها على طول السياج المزوّد بتقنية عالية، وثمة بالونات تحلّق في سماء غزة.

السياج الحدودي

وثمة عدد من هذه الوحدات على مقربة من السياج الحدودي مع غزة، فضلا عن وحدات أخرى في مواقع مختلفة على طول الحدود الإسرائيلية، هذا، وكل مَن يضطلع بهذه الخدمة المحددة هن المجندات الشابات، اللاتي تتراوح أعمارهن حول سن العشرين؛ ولا يحملن بنادق.

وفي أوقات الفراغ، تقبل هؤلاء الشابات على الرقص كروتين يومي، كما يقمن بالطهي معا، وبمشاهدة البرامج التليفزيونية، أما بالنسبة للكثيرات منهن، تقدّم تجربة أداء الخدمة العسكرية فرصة للعيش لأول مرة بعيدا عن العائلة، وتكوين روابط أخوية جديدة.