الطريق
الثلاثاء 6 مايو 2025 11:15 مـ 9 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
سجون الاحتلال .. هنا المكان الذي يعجز فيه الذكاء الاصطناعي عن مجاراة وسائل التعذيب ضياء رشوان: ”الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط” يناقش ماكينة الدعاية للجماعة بعد انهيارها إسرائيل تدمر مطار صنعاء ومرافق حيوية دون إصابات شاهد| وزير الزراعة: خطة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح وتعزيز الصادرات الزراعية إطلاق اسم الشيخ عبد الحميد الأطرش على معهد بني هلال الابتدائى الأزهرى تخليدًا لذكراه وزير الثقافة يستعرض مشروع القرار الوزارى بفتح باب الترشح لمنصب رئيس أكاديمية الفنون الأهلي يفوز على سبورتنج ويتأهل لنهائي كأس مصر لكرة السلة منى الشاذلي تحتفي بأبطال منتخب مصر للجودو غدًا كشف ملابسات واقعة التعدى بوحشة على فتاة بالعاشر من رمضان وزير التربية والتعليم يترأس اجتماع المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي لمناقشة خطة العام الدراسي 2025 / 2026 وزيرة التنمية المحلية تتابع مع قيادات الوزارة سير العمل في 16 مركز تكنولوجي بـ9 محافظات على مستوى الجمهورية ︎”الصحة” توقع بروتوكول تعاون مع ”ميرك ليميتد” لتصميم برامج تدريبية للأطقم الطبية

الوجع والكف والفنجان !!!

د. يحيى خيرالله
د. يحيى خيرالله

رغم الوجع المحتل لقلبه عنوة .. التقط سمعه الكلمات المعسولة للمرأة "الغجرية" عن أهمية قراءة الكف والفنجان.. لتسيل لعاب فريستها.. إحساس غريب استدرجه.. ماهو ذاك.. إنه الشعور الذي يجعل يدك تلامس أذنك..حينها.. وقعت عيناه على كف يده صدفة.. لم تعهد عيناه على تفحص كفه.. تغيرت ملامحه واعتصر الألم بداخله.. وتنهد قائلا :"يا إلهي كل هذا سيحدث؟!!!تكهنات ولمحات لما سيحدث في المستقبل القريب.. صور متلاحقة.. مواقف محصلة للذكريات ..هل يعقل كل هذا تحمله تلك القطرات من القهوة التي ارتسم الفنجان بأثر ارتشافه لها..فجأة .. ودون إرادة منه..وبخفة قبضة يده.. منحه نشوة الشعور.. إحساس جميل مغري.. كأنه يمسك بصيد ثمين .. إعتدل على مقعده متلصصا.. مال على المنضدة وفتح كفه بحذر وهدوء.. ظنا منه أن أسراره ستتسرب.. استدرك نفسه..تفقد مكانه.. للتأكد من سرية اكتشاف لملكته الخلاقة.. وبينما هو في حيرة من أمره .. اصطدمت رأسه بفنجان القهوة الذي شربه منذ لحظات .. وكأن الفنجان يعلن تمرده للنظر إليه.. حتى يستفيد من وهم الدجل والتكهنات.. فتحتلك الحيرة أكثر.. فما بين قراءة الكف والفنجان.. حكايا وبوح وفضفضة لسنين مبعثرة حملت في ثناياها آمال لم تتحقق.. ورجاء منتظر.. وطريق سفر طويل يترقبه بشغف.. أشرفت نهايته على أمل عاش عليه لسنوات.. ومع التدقيق في الأمر.. أمعن النظر في كفه مرة أخرى لتتمكن منه الدهشة ثانية وهو يتابع خطا مرتسما يقسم الكف نصفين.. يكشف عن طريق متشعب كأرض بور تشققت من أثر العطش.. إنه الوجع ..وفي الفنجان طريق فاض بالماء .. تناقض غريب .. كل هذا؟!!! لا زال في الفنجان والكف الكثير من الحكايا والأخبار والاسرار .. فعلا.. في الفنجان.. امرأة عجوز تنظر شذرا من بعيد .. وفي الكف طفلة صغيرة تاهت بين طرق متشابكة.. جميل وجودها .. ضمن قراءة الفنجان.. لعله فأل خير.. ماذا هناك؟؟؟..لم يصل جيدا لتلك الأصوات التي تترامى إلى سمعه كلمات ولم يرى القائل.. سرعان ما انتفض معتدلا .. رج كفه وقلب الفنجان.. وترك المكان مسرعا.. متظاهرا بأنه لا علاقة له بما حدث .. دبيب أقدام خلفه وصوت يتابعه.."حضرتك نسيت تدفع حساب القهوة".. يقع على سجادة غرفة نومه انتفض قرب سريره..فرك عيناه.. ابتسم قائلا:" في الحلم كل شيء مباح ومجانا.. إذا لماذا سأدفع دون العالمين الحساب؟!!!

بقلم: د.يحيى خيرالله

موضوعات متعلقة