الطريق
الأحد 16 يونيو 2024 07:17 صـ 10 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

تطورات مفاجئة بملف ”هدنة غزة” وتفاصيل تعرقل المفاوضات

أرشيفية
أرشيفية

الساعات القليلة الماضية شهدت تطور مُفاجئ بخلاف حالة التوتر التي تُحيط بملف وقف إطلاق النار في غزة المُغلق منذ أيام، وغضب الوسطاء مصر وقطر، من الانتقادات الكبيرة والمتصاعدة التي يتعرضان لها من قبل أمريكا وإسرائيل، إلا أن هذا الملف شهد تحرك خفي منذ لحظات، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.

ملف المفاوضات

هذا التحرك كشفت عنه العديد من وسائل الإعلام العبرية والأمريكية، حين تحدثت عن وجود قناة اتصال تعمل بين الوسطاء والأطراف، لإعادة تفعيل ملف المفاوضات، ومحاولة التوصل لاتفاق واضح لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.

في البداية، طالبت إسرائيل من الدولة المصري إعادة تحريك مياه المفاوضات، لم يأت بسبب حرص بنيامين نتنياهو، على إنهائه أوالتوصل لاتفاق شامل في غزة، بل خضوعًا للضغوطات الهائلة التي يتعرض لها من أهالي الأسرى الإسرائيليين في الداخل، وأحزاب المعارضة التي تنادي بعقد صفقة تبادل فورية مع حركة "حماس"، وكذلك الضغوطات الدولية والأمريكية التي تطالب بإيقاف حرب غزة.

هيئة البث الإسرائيلية قالت مساء الأربعاء، إن "كابينت الحرب"، سيدعم مقترحًا جديدًا لإطلاق سراح الاسرى لدى حركة "حماس". وقالت الهيئة إن المقترح الجديد صاغه مسؤول ملف المحتجزين في جيش الاحتلال، ويتضمن تسوية نقطة خلاف مع حركة حماس، في محاولة جديدة للتوصل لاتفاق واضح لوقف إطلاق النار بغزة.

عرض جديد

وتابعت : "يتضمن الطرح حلاً وسطًا ازاء نقاط خلافية مع حماس، واصرارًا اسرائيليًا على مسائل أخرى؛ دون مزيد من التفاصيل". وأشارت إلى أن الاقتراح نال اجماعًا كاملًا من أعضاء الكابينت.

وذكرت أن الوزراء يوآف غالانت وبيني غانتس وغادي إيزنكوت هم الذين طالبوا رئيس الوزراء نتنياهو بإجراء هذه المناقشة في أسرع وقت ممكن.

وتوقعت وسائل إعلام عبرية، أن تستجيب القاهرة لطلب تل أبيب، وتبدأ خلال الساعات المقبلة استئناف اتصالاتها وتحركاتها لإعادة إحياء المفاوضات غير المباشرة التي تقودها، فيما رجحت مصادر عبرية عدم وصول التحرك الجديد لأي نقطة تفاهم بسبب مواقف نتنياهو المتشددة، كون المفاوضات بالنسبة له فقط محاولة لكسب الوقت وامتصاص الضغوط الداخلية والخارجية.

من جانبه قال مسؤولون في حركة "حماس" إنهم أبلغوا الوسيط القطري بأنهم على استعداد لبحث أي اقتراح جدي للتوصل إلى اتفاق، لكن هناك خطوطاً حمراء لدى الحركة، خاصة في موضوع وقف الحرب والانسحاب ورفض أي اعتراض إسرائيلي على أي من الأسرى الفلسطينيين.

وأضافوا: "الهدف المركزي بالنسبة لنا هو الانسحاب الإسرائيلي التام من قطاع غزة ووقف الحرب، رغم معرفتنا أن إسرائيل ستجد دائماً الأعذار لملاحقة الحركة وقادتها في قطاع غزة وفي الخارج، لكن ما يهمنا هو تحرير غزة، وعودة أهالي القطاع لبيوتهم والشروع في إعادة إعمارها، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين يموتون تباعاً في السجون الإسرائيلية.

أمل وعقبات

وحول التقارير التي تم تداولها أخيراً بشأن اتهامات للمسؤولين عن ملف الوساطة في مفاوضات التهدئة في غزة من الجانب المصري بشأن تغيير شروط وقف إطلاق النار خلال جولة المفاوضات الأخيرة التي وافقت حركة حماس على مخرجاتها ورفضتها إسرائيل، وتلميحات تل أبيب بإفشال مصر للاتفاق، قال مصدر مصري رفيع المستوى، لـ"القاهرة الإخبارية" إن مثل تلك التسريبات هدفها الرئيسي تهرب حكومة نتنياهو من المسؤولية، خصوصاً أن موافقة حركة حماس على الورقة المطروحة جاء مفاجئاً للجميع، في وقت كان نتنياهو يعول -حتى آخر لحظة- على رفض الحركة للورقة، وبالتالي يجد مبرراً لتهربه من إبرام اتفاق لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى.

وكان تقرير بثته شبكة “سي إن إن” نقلاً عن “ثلاثة مصادر” وصفتهم بالأشخاص الذين على دراية بتفاصيل مفاوضات التهدئة في غزة قد زعم أن المخابرات المصرية غيرت (بصمت) شروط اقتراح وقف إطلاق النار الذي وقعت عليه إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر، ما أدى إلى إلغاء صفقة كانت قد تفرج عن الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، وتحديد مسار لإنهاء القتال في غزة مؤقتاً.

وأمس الأربعاء، هددت مصر بالانسحاب من جهود الوساطة التي تبذلها في المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعدما ذكر تقرير لشبكة (سي.إن.إن) أن المخابرات المصرية غيرت بنود مقترح هدنة مما أدى إلى عدم التوصل لاتفاق.

اقرأ أيضًا: الشعب الجمهوري يكرم صاحبة اللفتة الإنسانية بمدرسة فوه الثانوية

وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة المصرية للاستعلامات في بيان نشر على مواقع للتواصل الاجتماعي، مواصلة محاولات التشكيك والإساءة لجهود وأدوار الوساطة المصري، بادعاءات مفارقة للواقع، لن يؤدي إلا لمزيد من تعقيد الأوضاع في غزة والمنطقة كلها، وقد يدفع الجانب المصري لاتخاذ قرار بالانسحاب الكامل من الوساطة التي يقوم بها في الصراع الحالي".