الطريق
الإثنين 17 يونيو 2024 06:53 صـ 11 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد وفاة إبراهيم رئيسي.. النظام السياسي الإيراني إلى أين؟

الرئيس الايراني
الرئيس الايراني

خبراء: النظام الإيراني بذل الكثير من الجهد ليأتي بالرئيس الراحل

بين صباح وعشية ترقب الكثير من زعماء وشعوب العالم (حادث طائرة الرئيس الإيراني)، يشوب المشهد مخاوف وتوتر حول الوضع الراهن في إيران حالة وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، في إشارة إلى أين ستمضي طهران سياسيًا بعد وفاة الرئيس ووزير خارجيته.. هل سيكون هناك اضطراب في حكم سواء صراعات داخليه أو غيرها، أم سيكون للموقف الأمريكي دورًا في تدبير الحادث من أجل انهيار مقاليد الدولة الإيراني؟

يجب عن كل هذه الأسئلة، الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، الخبير في العلاقات الدولية والشأن الإيراني، ليكشف لـ"الطريق" المرحلة المستقبلية السياسية الإيرانية.

في البداية يقول،: "وفاة إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته في اعتقادي هو حادث صادم للنظام السياسي الإيراني، وعلى الرغم من أن النظام في طهران يعتمد بشكل كبير على سلطة المرشد الأعلى (السلطة الأولى والرئيسية في صناعة القرار)، علاوة على سلطة الحرس الثوري فيما يتعلق بالأمور العسكرية الأمنية، وتصدير الثورة وغيرها، ولكن يظل منصب الرئيس مهم للغاية في النظام السياسي، علاوة على منصب وزير الخارجية".

وأردف: "النظام الإيراني بذل الكثير من الجهد حتي يأتي بإبراهيم رئيسي كرئيس لطهران في الانتخابات السابقة عام 2021، كان هناك العديد من الإجراءات الصارمة التي اتباعها النظام الإيراني، وذلك من أجل غلق المجال العام، ومن ثم محاولة انفراد الأصوليين بالمشهد السياسي على مستوى رئاسة الجمهورية، وأتو بإبراهيم رئيسي من سلطة القضاء؛ مكافأة له على تعاطيه من الاحتجاجات".

وتابع: "إبراهيم رئيسي قدم العشرات من الشعب الإيراني للمحاكمات، وعليها علامات استفهام أنه غير عادلة، لا سيما تقديم العديد منهما للإعدامات، وبالتالي تقلده منصب الرئيس بمثابة مكافأة، وأيضًا محاولة من النظام للسيطرة على معظم السلطات المختلفة، خاصًة السلطة التنفيذية متمثلة في رئاسة الجمهورية، والمؤثرة على السلطة التشريعية في مجلس الشورى".

وتناول الحديث لـ"الطريق" عن سيطرة (رئيسي) على السلطة القضائية، معلقًا: " المرحلة التي جاء بها (رئيسي) للسلطة مهمة للغاية، وذلك من أجل صياغة سياسات متسقة خارجيًا للتعاطي مع العديد من الملفات المعقدة بما يستدعي الموقف والتحديدات الإقليمية والدولية، وخاصًة في ظل البرنامج النووي، وسلوك الوكالة الدولية والتفتيش والمراقبة على النظام الإيراني حالة التصعيد الخارجية مع بعض الدول ومنها إسرائيل بشكل أساسي، ومن ثم بعض الدول المجاورة لطهران".

واصل: "أيضًا التصعيد على ملفات مختلفة في العديد من الدول التي ترتبط بوجود مليشيات خاصة مثل (سوريا- لبنان- اليمن)، أيضًا بشكل أساسي تداعيات الحرب في غزة والعلاقة مع حركة حماس، والتصعيد مع الجانب الإسرائيلي، وبالتالي حدوث هذا الأمر العارض في هذا التوقيت يشكل تحدي كبير للنظام الإيراني سيحدث نوع من التصدع، ومن ثم هزة كبيرة في ثقة النظام في نفسة".

وأتم: "خاصًة أن هناك العديد من الأسئلة لدي الشارع الإيراني حول طبيعية عملية سقوط طائرة إبراهيم رئيسي، كذلك مصير الطائرتان الأخريان اللتان كانت مرافقة لطائرة الرئيس الإيراني، وعلاوة على القدرات الإيرانية في عدم التواصل لمكان الطائرة إلا بعد حوالي 12 ساعة، وذلك في ظل صعوبة وتناقد في التصريحات في الحديث ما بين مسؤولين إيرانيين مختلفين".

ونوه: "غياب الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي سيحدث فجوة كبيرة، سيكون هناك نوع من فرصة ومساحة للإصلاحيين للعودة مرة أخرى إلى المشهد السياسي، كذلك النظام الإيراني سيرتبك ويعاني بسبب عدم وجود بدل ذات قبولية وجاهزية للاستعداد لطرحة للجماهير في هذه المدة الضيقة".

وأشار إلى أن هناك العديد من الاضطرابات التي ستحدث على مستوى السياسة الخارجية، ورغم أن لا يدعم الرئيس الإيراني السياسة الخارجية بشكل كامل، ولكن في النهاية غياب رئيس إيران، في الوقت الذي فتح فيه قنوات وعلاقات مع بعض الأطراف والدول والجماعات.

وتطرق إلى الحديث عن المرحلة القادمة لسياسة طهران، معلقًا: "إيران ستعاني نوعًا ما، وفي ظل أيضًا إشكالية سقوط العديد من القادة الإيرانيين في الحرس الثوري، والسياسيين جراء العمليات التي أسقطت عدد من رجال الحرس الثوري في الداخل السوري أو غيرها من العواصم، وقبلها أبو المهدي المهندس، وقاسم سليماني بالأساس، وغيرها من القادة المهمين، وبالتالي يلقي بتحدي على الجيل الأول من الثورة الإيرانية والذي حملة على عاتقهم الأيدلوجية والحماسة الثورية، كذلك تنفيذ أدبيات وشعارات الثورة، وبالتالي الخسائر المتتابعة ستؤثر بشكل كبيرة على النظام السياسي الإيراني.