سالي عادل: أدب الرعب بالنسبة لي يهدف لسمو الروح.. وأحمد خالد توفيق هو الأب الروحي لي.. (حوار)
أصدرت سالي عادل العديد من الكتب لكن سلسلتها "الحب والرعب" التي صدرت عن المؤسسة العربية الحديثة كانت السبب في معرفة الكثيرين بها، فأصدرت منها عشرة أعمال برغم انها بدأت تكتب الرواية الرومانسية والاجتماعية، وحول سلسلتها "الحب والرعب" وغيرها التقتها جريدة الطريق وكان هذا الحوار..
أصدرت أكثر من عشرة أعمال في سلسلة الحب والرعب.. حدثينا عن السلسلة منذ ان كانت فكرة وحتى صدورها في سلسلة؟
لم أتصور أنني سأتخصص في أدب الرعب، كنت أكتب الرومانسي والإجتماعي والأطفال، ولكن كنت مقلة في هذه الكتابات لأن الفكرة الجديدة شبه نادرة فيها، لكن الرعب أفكاره كثيرة بحكم كونه نوعًا غير مطروق في ذلك الوقت، كما أن مساحة الخيال فيه غير محدودة، وكنت حين أنشر قصصي في المنتديات قبل كتابة الرعب أسمع أن الأسلوب جيد، لكن لا أسمع أن الخيال متسع، لكن منذ كتبت الرعب أسمع أن الخيال واسع ويروقني هذا.
فكرة مزج الرعب بالحب وكلاهما نقيض للآخر كان مشوقا خاصة مع دمجك للحكايات.. كيف ترين هذا؟
أدب الرعب المفترض أن يهدف للتخويف، لكنه ليس كذلك بالنسبة لي، وإنما يهدف إلى سمو الروح مثل أي أدب آخر، ويساعدني على ذلك تناول الموضوع من وجهة نظر رومانسية، ويكون الرعب هو عنصر مضاف على القصة تضفي لها لمسة التشويق اللازمة والإيقاع المتلاحق وتحفيز الأدرينالين.
والرومانسية يجب ألا تخلو منها أية كتابة، أن تحب شخصا ما أو شيئا ما أو مكانًا ما أو حتى نفسك، لو لم تحب فهل تكتب لأنك تكرهنا؟! يجب أن نكتب بحب، وأنا لم أتعمد مزج شيء ولكن ربما بحكم طبيعتي الرومانسية أو أنني امرأة تكتب الرعب أو الشاعرية حتى في كتابة الرعب.
أحب في الأدب الرومانسي اللغة الراقية والمشاعر العالية، وأحب في أدب الرعب الخيال الجامح والأفكار الجديدة، وإذا أردت الاستفادة من مزايا كل منهما فربما يكون الناتج ذاك المزيج، ويمكنك أن تعتبره قصة رعب أكثر رومانسية مما يجب، أو قصة رومانسية لم تمضِ بالضبط كما ينبغي.
بعد النجاح الذي لاقته سلسلة الحب والرعب هل هناك سلاسل أخرى تدور في مخيلتك؟
لا أتوقع ذلك، ربما لأنني من متعددي الشغف، فهناك مجالات كثيرة أخرى تستهويني في الكتابة، وفي الحياة بشكل عام، لذلك سيكون من الصعب تخصيص المزيد من الوقت لكتابة السلاسل، لكن ربما الكتابة للطفل، أو الكتابة السينمائية، أو المسرحية، أو البحثية، أو ممارسة هوايات أخرى أهتم بها إلى جانب الكتابة، كما أننا في عصر الصوت والصورة لذلك من الجيد أن يكون لي مشروع في تحويل الأدب إلى شكل فني آخر.
أنت من الجيل الجديد لروايات مصرية للجيب.. كيف هي رؤيتك لهذا الجيل ومحاولة السير على نفس النهج القديم وتقديم وجبة أدبية يكون لها در في اثراء حياة القراء؟
جميل أن تحاول أن تثري حياة القراء، ولكنك لن تصل لهذا إذا حاولت بجد، ولكن قد تصل إليه إذا حاولت إثراء حياتك أنت بينما تكتب، فينعكس ذلك تلقائيًا على القراء.
أكتب لأن حياة واحدة لا تكفيني (كما يقول العقاد)، وكل منا له طريقته في إثراء الحياة (ولن أقول استبدالها أو الهروب منها). وبالنسبة لي كتابة الرعب وسيلة لعيش المغامرة المفتقدة في الواقع اليومي لأغلبنا، هي بديل مثلاً لأن تسافر، أو تقوم برحلة سفاري، أو تعيش قصة حب، أو شيء آخر يساعد في تدفق الأدرينالين. وحينها تصبح القراءة والكتابة إدمان، بشرط أن تقدم قيمة مضافة، مثل مواجهة الذات، إعلاء قيم الخير، كسر المخاوف، وهذا ما أحاول صناعته في سلسلة الحب والرعب.
تحدثت عن أحمد خالد توفيق وانه كان مؤثرا في اتجاهك للأدب.. حدثينا عن هذا الامر؟
الدكتور أحمد خالد توفيق عليه رحمة الله كان ومازال هو الأب الروحي لنا، وتعلمنا منه الكثير عن الأدب والحياة، وهو متواضع مثل شخصياته وراق وودود ومبدع ومحب للإبداع والجمال.. وقريب من قرائه ومتفهم ومعلم ومشجع، وتعلمت منه كل شيء عن أدب الرعب، وقرأت رواياته للمتعة والتعلم عدة مرات.
ما هو العمل الذي تعكف عليه سالي عادل الآن؟
العمل الحالي هو العدد الثالث عشر من سلسلة الحب والرعب، بعنوان عفريتة قطار منتصف الليل، وأشارك معك مقدمة العمل:
عندما يجن الليل على مسافري قطار منتصف الليل، يصير لبعضهم أمنيات مشروعة جدًا..
تمنيتُ لو لا أضطر للعمل الليلة، تمنيتُ لو آخذ فاصلاً من الراحة فوق كتف جاري في المقعد.. تمنيتُ لو أريح رأسي فلا يسألني من أنتِ، أو ماذا تفعلين، أو ما الذي رمى بكِ فوق صدري الحين!
ترى، أمنيات بسيطة جدًا.. لن تجعل حياتك أسعد، لكنها ستجعل تعاستك ألذ، وهو أقصى ما أطمح إليه، في حياتي الجديدة بعد الموت!".