الطريق
الإثنين 7 يوليو 2025 01:28 صـ 11 محرّم 1447 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
ختام بطولة كأس العالم للخماسي الحديث بالأكاديمية البحرية بالإسكندرية المحافظ يضبط سائق لمخالفته بالسير عكس الاتجاه بطريق بهرمس النجار: تعزيز كفاءة شبكات المياه وتوسعة محطات الصرف لخدمة قرى منشأة القناطر أمين عام هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر ونوابه يفتتحون مباني جديدة بطب أسيوط وزير الخارجية والهجرة يشارك في اللقاء الافتراضي مع الجالية المصرية في واشنطن ونيويورك اختتام فعاليات دورة العلاقات العامة والمراسم بوزارة الأوقاف وزير الأوقاف ينعى ضحايا حادث الطريق الإقليمي قرب منشأة القناطر ويشدد على أهمية الوعي المروري وزير الإسكان يعقد اجتماعًا لمتابعة آخر مستجدات إنشاء وحدتي ”تنظيم السوق العقارية” و”تصدير العقار المصري” بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ”التنظيم والإدارة” يسلم ”الأوقاف” نتيجة مسابقة إمام وخطيب ومدرس رئيس الوزراء يشارك في الجلسة الافتتاحية للنسخة الـ ١٧ لقمة مجموعة ”بريكس” المُنعقدة في ”ريو دي جانيرو” وزارة النقل: غلق كلي مؤقت للاتجاه القادم من تقاطع الإقليمي مع الإسكندرية الصحراوي وحتي تقاطع الإقليمي مع طريق السويس الصحراوي لمدة أسبوع... منتخب مصر الأولمبي يفوز على كولومبيا في البطولة الدولية للسلة بالصين

الشيخ سعد الفقي يكتب: إخلاص من زمن فات

من حسن حظي أنني عشت الزمن الوارف. يومها كان الصفاء والإخلاص والرضا إحدى أهم سمات المجتمع المصري الريف والحضر لا فرق. كل الناس في مجملهم لا يعرفون الأحقاد أو الضغائن أو الحسد. من خرج عن هذه الصفات الحميدة كان نشازا وكان الناس يعرفوهم بالأسماء والصفات.

وكانوا يعيشون في عزلة وإن رأيناهم صباحا ومساء.رأيت بأم العين خالتي صفية وهي تحمل فوق رأسها طاجن اللبن وحبات الجبن الأبيض لتأتي به إلينا تاركة ما تحمله خلف الباب ثم تنصرف مسرعة حيث جاءت. شاهدت أمي وهي ترد الجميل عندما كانت تذهب لتوزيع الطماطم والباذنجان والفلفل الأخضر علي الجيران باعتباره حقاً مكفولاً لهم خرج من الأرض وهم شركاء فيه.

وليس منحة منها هكذا كانت تقول. ذات مرة وكنت أتقمص دور سبع الليل وأقوم بحراسة الأرض الزراعية التي كانت لا تخلو علي الدوام من الخضراوات كالفول والكرنب وغيرها.

من بعيد شاهدت أحد المارة وقد التقط عددا من قرون الفول الأخضر وظننت وبعض الظن أنه سارق. وكان لابد من توبيخه. ولأنني في سن صغيره ولا أعرف الأصول فقد نهرت الرجل وفي اليوم التالي وفي نفس التوقيت تقريبا رأيته يمر وإذا بوالدي رحمه الله يمسك في جلبابه وقام بجمع حجر كامل من الفول وأعطاه إياه. وبعد أن انصرف الرجل إلي حال سبيله أخبرت والدي بما حدث بالأمس وكان نصيبي علقة ساخنة مازلت أحلم بها حتي اليوم.

وكانت مقولته الناس شركاء في كل ما تنبت الأرض. إخلاص من زمن فات وأخلاقيات اندثرت من حياتنا. فلم تعد خالتي صفية تأتي إلينا ولم يعد أولادها بعد رحيلها كما كانت.

الوفاء الذي كان لم يعد موجودا

عند وفاة أحد أبناء القرية كانت عقارب الساعة تتوقف ومعها كل مظاهر الفرح والاحتفال.

حدث ذلك عندما كنا نحمل مشاعر رقراقة وقلوب نقية. اليوم الفرح والعزاء في مكان واحد أصوات قارئ القرآن لا تجد متسعا في الفضاء بعد أن زاحمتها أصوات الديجيهات وصراخ ما يسمون أنفسهم بالمطربين والمطربات.

بالأمس القريب كنت أتحدث مع صديق لي عما آل إليه حال القرية المصرية وعدنا بالذاكرة إلي الوراء عندما كانت وشائج الحب هي الرابط بين الناس وكانوا يعرفون أن للجار حقوقا وأن زيارة المريض واجبة إلخ ما كان متعارفا عليه من صفات حميدة وأخلاق خرجت من الخدمة وتمنينا سويا لو عادت بنا الأيام إلي الوراء. الزمن الفائت هل يعود؟؟