الشيخ سعد الفقي يكتب: هكذا يكون إمام المسجد؟

الإمامة في المساجد ليست علما يلقيه الإمام وفقط وليست حضورا في الصلوات الخمس وفقط، بل هي المشاركة في الأفراح والأحزان والتعايش مع الناس والأخذ بأيديهم إلي طريق الفلاح والنجاح.
الإمام هو من يقف علي مسافة واحدة مع جميع رواد المسجد هو من يتجرد ويتواضع لمن يعرف ومن لايعرف.
الإمام والخطيب هو قليل الكلام كثير الفعل في أمور الخير وما ينفع الناس كل الناس حتي مع الخصوم، هو الخادم لبني قومه، الإمام هو من يحرص علي العلم وتحصيله ويبذل الغالي والنفيس من الاستزادة من خلال البحث والتدقيق والسماع والقراءة والتحاور مع الجميع واحترام ادأب الحوار.
الإمام في منطقته التي يعمل بها يمكن إن يكون البوصله التي توجه أهالي المنطقة إلي استنهاض الهمم وتفعيل كل القيم النبيلة وحدة من يمتلك شحذ الهمم الي العمل وأتقانه وهو من يستطيع استنطاق كل ماهو كامن في رواد المسجد والمشاركة والإيجابية والبعد عن الشح والأمساك بالإيثار وحب الأخرين والترسيخ للمفهوم الحقيقي للمواطنة ونشر وسطية الإسلام وأنه دين الاعتدال الذي لا يعرف الإفراط أو التفريط وكونه يسع كل الأطياف للتعايش وأنه دين الرحمة والعدل والمساواة وأنه الدين الذي يوقر الكبير ويحترم الصغير.
كثير من الائمة حفروا لأنفسهم مكانا ومكانه في عالم الدعوة أنا وأنت نعرفهم وهم كثر رحم الله الأموات منهم وبارك في الأحياء لأنهم تركوا بصمات واضحه وملموسة مازال العقلاء يتدارسونها ويتعلمون منها كانوا أداه للم الشمل ووأد الخلافات في مهدها وتجميع الناس علي الخير وما ينفعهم وإزالة ما علق في النفوس والصدور من شرور لم يكن أحدهم يوما سببا لمشكلة بل كانوا هم بحضورهم حلا لكل المشاكل التي تعتري مصالح الناس.
اذا خلصت النوايا وطهرت القلوب تبوأ الإمام مكانة لا تضاهي في مجتمعه ومحيطه الذي يعيش فيه أنا وأنت أحوج ما نكون الي العودة إلي الماضي واستنطاقه للوقوف علي نبل الائمة الذين رحلوا بأجسادهم إلا أن أفعالهم وما قدموه مازال حيا وباقيا.
الأسماء كثيرة ومن الصعب حصرها منهم مولانا الزاهد الورع الشيخ عبد السلام أبو الفضل فقد كان مربيا جليلا وعالما ندر أن تجد له مثيلا وله من الكرامات الكثير ومن أراد الوقوف علي مكانته فليذهب الي مدينه المحله الكبري وقراها فهناك سوف تسمع عن رجل من الزمن الوارف أنه راعي اليتامي وجابر الخواطر همزة الوصل بين علماء الأمس أنهم كانوا أطهارا أصفياء لايعرف أحدهم الغل او الحقد بل كانوا أداه لنزع كل الموبيقات من القلوب . صدقوا في دعوتهم فكانت الثمار . فتحوا الطريق أمام المتعثرين فوصلوا وأخذوا بأيديهم الي بر الأمان وهل أمتد نهج العالم العامل الي علماء اليوم وفي ظل مايسمي بالثورات المعلوماتية والتكنولوجية وهو مايخول لهم الريادة والصدارة نسمع الخطب والدروس ونتباكي وتنساب الدموع علي خدودنا ثم سرعان ما تذهب الكلمات أدراح الرياح لماذا الله أعلم والسؤال الذي يشغلني هل فعلا علماء اليوم علي وتيره ونهج علماء الأمس الأصفياء الأنقياء .دعوني أكون صريحا لا وألف لا، وإلا ماهذا الذي نراه من تناحر وتكالب بين الكثيرين منهم وما هذا الذي يحدث من ضرب تحت الحزام وايقاع بالنبلاء المفترض انهم علي قلب رجل واحد وأنهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا هذا مايجب أن يكون واذا كان العلماء في خطبهم ودروسهم يطالبون الناس بالوحده والتألف فهل هذا هو حالهم علي المستوي الإنساني والأجتماعي هذا مايشغلني كثيرا ولله الأمر من قبل ومن بعد.