أيمن رفعت المحجوب يكتب: من ثقافة اللفظ.. إلى ثقافة الأداء

والمشكلة الآن هي كيف نتحول من ثقافة 'اللفظ' إلي ثقافة 'العلم' والتقنية والصناعة.
وأوضح أن ذلك لم يكن بالرجوع إلي التراث القديم لسبب بسيط وهو أنه مثل هذه التحديات لم تصادف أسلافنا حتي نتوقع منهم أن يضعوا لها تصورات فالموضوعات التي تدور حول أرجاء الحياة المعاصرة لم تكن موضوع النظر عند الأقدمين.
وإنه لبعثرة للجهد أن نحلل الماضي كله لالتماس الجواب ولكن يجب أن نضع صوب أعيننا هذا السؤال: إلي أي حد نستطيع أن نجد العون علي حل معضلاتنا العصرية عند أسلافنا؟ ولو وجد أنه لا عون يمكن أن يستمد من هؤلاء الأسلاف، يصح هنا قول الغزالي إن أدوية الشفاء تختلف باختلاف الداء وكم من دواء ينتفع به مريض ويستضر به آخر وكانت الدعوة إلي إحياء التراث دعوة تغري السامع بنغمتها الجذابة لكنها لا تنطوي علي نتيجة عملية سوي ما يجده محترفو الدراسة الأكاديمية النظرية فيها من رياضة للذهن والحفاظ علي الأثر بعد العين.
ولكن ولكي نطرق كل الأبواب يجب أن لا نستبعد كل أفكار الأسلاف حتي ولو كانت وليدة مشكلاتهم، في تراثهم أفكارا يمكن أن نبتعثها ونعلق بها الرجاء معتمدين علي شرائح زمنية ارتفعت فيها ثقافة السلف إلي أوجها.
ففي بعض الظروف قد يكون هناك مطمع في الرجوع إلي الماضي بعد مفارقته.