الطريق
الثلاثاء 6 مايو 2025 06:33 صـ 9 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
مصر تفوز بكأس البطولة الأفريقية للووشو كونغ فو بعد حصد 50 ميدالية كلية القرآن الكريم بطنطا تحتفي بأبنائها الخريجين من الأئمة الجدد دفعة الإمام محمد عبده فعاليات المؤتمر العاشر لمنظمة المرأة العربية حول ”التواصل والتمكين والحماية للنساء والفتيات من العنف السيبراني محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يشهدان ندوة عن ” البناء الفكري وتصحيح المفاهيم” محافظ دمياط يزور قرية الوسطاني ويشهد توزيع المساعدات على المواطنين المتضررين من الأمطار إسرائيل على شفا الانقسام.. تصدعات داخل الجيش والمجتمع ضد سياسة نتنياهو لميس الحديدي ترد على منتقدي موقفها من أزمة الكلاب الضالة: لدينا قانون ولن أغير موقفي منتخب البرازيل يصل القاهرة لمواجهة فراعنة اليد ودياً القاهرة تستضيف مؤتمر الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة.. عرض تفصيلي رئيس نقابة البترول يؤدي واجب العزاء في والدة المهندس خالد استعداداً لعيد الأضحى.. تكليفات عاجلة والأسواق تحت الرقابة محافظ الغربية: لا تهاون في مخالفات البناء والأسواق تحت الرقابة الدائمة

بالدموع والأحضان.. «إخلاص» أقدم سكان العوامات تودع النيل بعد 25 عاما: ملهاش مكان تاني وولادها القطط والكلاب والبط

اخر سيدة تذهب من عوامتها علةى ضفاف النيل
اخر سيدة تذهب من عوامتها علةى ضفاف النيل

كانت السيدة «إخلاص حلمي» أقدم سكان عوامات النيل تنتظر حتى آخر وقت على أمل السماح لها بالبقاء والحياة على ضفاف النيل الذي قضت معه ربع قرن، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فرحلت اليوم من عوامتها التي كافحت سنوات طويلة للعيش بها.

مشاهد مؤثرة أثناء توديع السيدة إخلاص

قبلات وأحضان في مشهد مؤثر، جاءت من رجل ربته السيدة إخلاص منذ صباه، قبل أيديها وحضنها بشكل جنوني وهو يبكي، لم يصدق فراقها فكان يودع أمه وذكرياته الجميلة معاها.

«مبقاش عندها مكان» هكذا بدأ وليد الصياد كلماته الحزينة، مع تقبيل يدها وكأنها أمه التي ربته وهو صغير.

يحكي وليد لـ «الطريق» أن الحاجة إخلاص عرفها هو صبي وكان يعمل صيادا بإحدى المراكب الصغيرة، فهي سيدة تعطف على جميع الناس فمن يأتي إليها تعامله معاملة الأبناء رغم أنها ليس لديها أولاد، يحبها أكثر من والدته فكان يصعب عليه رؤيتها بهذا الشكل بعد توديعها لبيتها الذي كانت تعتبره روحها وحياتها.

يطمئن عليها يوميا من بلكونة العوامة

جاء عندما سمع بما حدث وودعها ببكاء شديد لم يتخيل أنها سترحل بعيدا عنه، فكان ينادي عليها يوميا عندما كان صغيرا لتفتح بلكونة العوامة ويطمئن عليها، «بتعاملني زي ابنها اللى عاوزه باخده من الثلاجة بدون استياء»، بعد ترك مهنة الصياد لأنها «مبتأكلش عيش» وذهب للعمل في صيانة المراكب.

كرمها الزائد جعله يحبها مثل والدته

كان يأتي لها لعمل الصيانة التي تحتاجها في العوامة لم يكن يحتاج منها مقابلا ماديا على ما يفعله ولكنها كانت كريمة رغم معاشها الصغير، لم تكن على استعداد للتعامل مع هذا الوضع الجديد، فكانت تحلم بوفاتها في العوامة لأنه بيتها منذ 25 عاما قائلا: «كانت بتقول انا عاوزة أموت هنا».

كان أغلبية الصيادين يبعدونه عن المراكب ليعمل بعيدا عنها ولكن كانت تناديه للصيد بالقرب منها لعله يجد رزقا فيها، وكان الطعام والشراب تعطي لهم دون طلب أو مقابل وكانت تدخلهم بيتها خوفا عليهم من أشعة الشمس.

وبكلمات الحزن يختتم وليد أنه لم ير سيدة في مثل طيبتها ومروءتها، فكانت تربي أكثر من 700 قطة.

حكاية النجار مع السيدة إخلاص

«أتمنى ربنا يرحمها وتتوفى ومتتعذبش» هكذا بدأ بحبح نجار إخلاص الذي يعمل لديها منذ 50 عاما وهو يبكي بكلماته المؤثرة، فحياتها وحبها وروحها في النيل، باعت ثلاث منازل لتسكن بالعوامة ونامت على رصيف النيل في غرفة صغيرة قائلا: «عشان تعيش في النيل»، جددت العديد من الأشياء لتلاءم حيواناتها الأليفة وطيورها الجميلة.

كان يطلب منها أن تذبح من البط الذي تربيه فكانت ترد بكلمات كلها قائلة: «دول أولادي لا يمكن أن أذبح شئ أربي»، فكانت ظروفها المادية غير جيدة في الفترة الأخيرة ومعاشها لم يتعد 3 آلاف جنيه يكفي علاجها لأنه باهظ الثمن، ويبحث عن صيدليات يباع العلاج بها بأرخص الأسعار حتى يكفيها معاشها.

50 عاما لحظات ومواقف عاشها النجار مع السيدة إخلاص

يقول بحبح: عاشرتها 50 عاما وأزورها يوميا فهي مثل أختي لأنها عطفت عليه وأنا شاب منذ كان عمري 22 عاما فكانت متبنية مصاريف أبنائي الصغار وكانوا يذهبون إليها ويجلسون معاها وكانت تحبهم للغاية، تعرفت عليها في منطقة الزمالك وأسير بعجلة وبدأت في صناعة وزخرفة كافة الديكورات.

كان يزورها العديد من الفنانين والمخرجين، وليس لديها أبناء وزوجها توفي وبقت في العوامة لوحدها فكانت علاقاتها بالناس محورها تربية الحيوانات، كانت تحب أن ترسلهم لشراء أكل الحيوانات وإطعامهم بذاتها قائلا: «كانت سيدة برنسيسة»، ولكن اليوم ذهبت ولن يراها مجددا.