الطريق
الثلاثاء 6 مايو 2025 04:35 صـ 9 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
مصر تفوز بكأس البطولة الأفريقية للووشو كونغ فو بعد حصد 50 ميدالية كلية القرآن الكريم بطنطا تحتفي بأبنائها الخريجين من الأئمة الجدد دفعة الإمام محمد عبده فعاليات المؤتمر العاشر لمنظمة المرأة العربية حول ”التواصل والتمكين والحماية للنساء والفتيات من العنف السيبراني محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يشهدان ندوة عن ” البناء الفكري وتصحيح المفاهيم” محافظ دمياط يزور قرية الوسطاني ويشهد توزيع المساعدات على المواطنين المتضررين من الأمطار إسرائيل على شفا الانقسام.. تصدعات داخل الجيش والمجتمع ضد سياسة نتنياهو لميس الحديدي ترد على منتقدي موقفها من أزمة الكلاب الضالة: لدينا قانون ولن أغير موقفي منتخب البرازيل يصل القاهرة لمواجهة فراعنة اليد ودياً القاهرة تستضيف مؤتمر الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة.. عرض تفصيلي رئيس نقابة البترول يؤدي واجب العزاء في والدة المهندس خالد استعداداً لعيد الأضحى.. تكليفات عاجلة والأسواق تحت الرقابة محافظ الغربية: لا تهاون في مخالفات البناء والأسواق تحت الرقابة الدائمة

أتوبيس معرض الكتاب.. شعاع مضيء في مسيرة الثقافة المصرية

«الفكر لا يُقدَّر بثمن.. معرض الكتاب يلا معرض الكتاب» هذه كانت أول عبارة أسمعها من سائق الحافلة التي أستقلها من ميدان عبد المنعم رياض وأنا ذاهبة إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، دعاية جديدة ومختلفة وغير متوقعة بالمرة من السائق الذي كلفته هيئة الطرق بنقل القراء إلى أرض المعارض بالتجمع الخامس. ربما كان عليه أن يشجع زملاءه من السائقين، لأنه لقي تشجيعًا بدوره من الذين يفضلون ركوب «الميكروباص» نظرًا لسرعته عن الأتوبيس.

في انتظار معرض القاهرة الدولي للكتاب كل عام مشقة كبيرة يداريها البعض في نفوسهم، المعرض الذي يمثل لهم حياة مختلفة داخل حياتهم، ويأوى اضطرابات أفكارهم فتنسج لهم أفكارًا جديدة منقحة بفعل الكتب والقراءة، وربما أفكارًا لم تكن موجودة من قبل، وأصدقاءً ليس من شيمتهم الخذلان ولا الترك والمضي بعيدًا.

صباحٌ جديد ومختلف، ذاك الذي أستقل فيه «أتوبيس النقل العام» الذي توفره هيئة معرض القاهرة الدولي للكتاب كل عام، ونتوجه سويًا -أنا والقراء- نحو أرض المعارض بالتجمع الخامس، صباحٌ يصحبنا فيه النشاط والفرحة، نحنُ على مشارف دورة جديدة من المعرض، فيها الكثير من الندوات الثقافية التي تثري معلوماتنا، والعديد أيضًا من الكُتب التي أطلقها كُتَّابنا المفضلين.

في أتوبيس النقل العام تجد الكثير من الأشياء التي تجعلك توقن أنه لا زال هناك من يهتم بالفكر في مصر، تخيل أن تجد أكثر من 30 قارئًا، كل قارئ منهم يحمل في جعبته الكثير من الحكايات والمواقف والأفكار التي اكتسبها من الكتب، ولم يكتفٍ بذلك: بل هو الآن يشاركها مع أصدقائه الذين تعرف عليهم في الحال، فنشأت بينهم صداقة حميمية تغلفها حب الكتب، وهم ذاهبون جميعًا لاستقاء أفكار جديدة حتى لو شحّ بأيديهم المال.

لم يكن غريبًا عليَّ أن يتناقش السائق معنا عن رحلة المعرض المنتظرة، ما الذي قررنا أن نشتريه وهل هذه أول مرة نقرأ للكاتب، ظننته للتو يجري حوارًا صحفيًا مع كل راكب أثناء «لم الأجرة» قبل الانطلاق، ولكنه شاركنا أيضًا الكتب الذي قرر شرائها، وهذا ما تعجب منه البعض دوني، وظللت أردد في نفسي «الفكر ليس محتكرًا.. المعرض لكل الناس».

هذه المجتمعات الصغيرة التي تتشكل فيها أفكارنا هي أهم ما نملك، هي النواة التي نحب فيها أنفسنا أكثر حين نتشارك خبرتنا مع غيرنا، أتوبيس معرض الكتاب مختلف جدًا عن أي أتوبيس في العاصمة، هو فكرة مختلفة وغير تقليدية وشعاع أمل للمستقبل الذي نجحد أفضليته عن حاضرنا كل يوم، هو الكتاب الذي لم يقرأ بعد ولكنه طاقة نفثها اليأس في وجه الجهل والظلام.