البريكست.. بريطانيا تعتزم فرض قيود على هجرة الأوربيين إليها
يبدو أن للهجرة دورا محوريًا في قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث ساعدت على توحيد الأراء والمواقف بين مناهضي العولمة ومظاهري اليورو والقوميين للتصويت على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
تحديد الوضع لمواطني دول أوروبا
وحاليا يحدد المفاوضون على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الوضع القانوني لأكثر من 3 ملايين مواطن أوروبي يعيشون بالفعل في المملكة المتحدة، وما يقرب من مليون مواطن بريطاني يعيشون في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، ويبدو أن هذه المفاوضات قد تم حلها تقريبًا وستسمح بشكل أساسي للمهاجرين الحاليين بالتسجيل واستحقاق الوقت نحو وضع الإقامة الدائمة.
اقرأ أيضا: البرلمان الأوروبي يصادق بالأغلبية على اتفاق ”بريكست”
نظام هجرة خاص
لكن عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فلن تخضع لقواعده بشأن حرية حركة الأشخاص، وستكون حرة في إنشاء نظام الهجرة الخاص بها.
السؤال هنا.. كيف سيبدو هذا النظام؟ وكيف سيؤثر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على حرية الحركة في بقية دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين؟.
قرارات بموجب القانون
وفقًا لموقع "فايننسير ورلد وايد"، فإنه وبموجب قانون الاتحاد الأوروبي، فإن الدول الأعضاء ملتزمة بحرية الحركة المتبادلة للأشخاص، أي أنه لا يجوز لهم فرض متطلبات التأشيرة أو تصاريح العمل أو الحصص أو قيود الهجرة الأخرى، وأنه بموجب القانون أيضًا فإن مواطنو الاتحاد الأوروبي أحرار في العيش والعمل في أي من دول الاتحاد الأوروبي.
ارتفاع نسبة الهجرة
وفي الفترة التي سبقت عملية استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تحديدا في يونيو عام 2016، ارتفعت الهجرة الصافية من دول الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المتحدة، وكانت هذه الزيادة مكونة إلى حد كبير من المهاجرين ذوي المهارات المنخفضة من ثمان دول عرفوا بـ "A8" تحديدا من أوروبا الشرقية المنضمة حديثًا، والتي تضم: "جمهورية التشيك وإستونيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا".
بريطانيا ورض القيود على العاملين
أكد الموقع البريطاني أن المملكة المتحدة كانت ضمن ثلاث دول فقط في الاتحاد الأوروبي إلى جانب أيرلندا والسويد، التي قررت عدم فرض قيود على وصول العمال إلى مواطني دول "A8"، وهو خيار متاح لجميع أعضاء الاتحاد الأوروبي خلال السنوات السبع الأولى من انضمام الأعضاء الجدد اتفاق، وارتفعت الهجرة من دول ""A8 لبريطانيا بشكل حاد في السنوات التالية، حيث تضاعف عدد مواطني "A8" بأكثر من عشرة أضعاف فمن 112.565 في عام 2004 إلى 1.2 مليون في عام 2015، وتعهد بوريس جونسون رئيس الوزراء بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي سوف يسمح لبريطانيا بإنهاء حرية الحركة، والسيطرة على حدودها الخاصة، والحد من الهجرة غير المرغوب فيها.
الهجرة بالنسبة لبريطانيا والاتحاد الأوروبي
وتمثل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي الآن نموذجين متباينين للهجرة فبريطانيا تهدف إلى تقييد الهجرة من أوروبا القارية من خلال فرض معايير تصريح العمل والإقامة على مواطني الاتحاد الأوروبي، على غرار النظام المعمول به حاليًا لغير الأوروبيين، مع الإشارة إلى أنه وبموجب المقترحات الحالية لنظام الهجرة في المملكة المتحدة، وبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيحتاج مواطنو الاتحاد الأوروبي إلى التأهل للحصول على تصاريح عمل بناءً على مهاراتهم وسيعتبرون من ذوي المهارات المنخفضة أو ذوي المهارات العالية، وسيكون العمال ذوو المهارات المنخفضة مؤهلين للحصول على تصاريح مؤقتة، إما لمدة عامين أو ثلاث سنوات، لكن لن يكونوا مؤهلين للحصول على الإقامة، وسيكون العمال ذوو المهارات العالية مؤهلين للحصول على تصاريح عمل مدتها خمس سنوات ويمكنهم في النهاية التقدم بطلب للحصول على الإقامة، حسب ما ورد في الموقع البريطاني.
اقرأ أيضا: صحيفة بريطانية: جونسون اختار الخروج من البريكست لتفادي الحرب
تحدي إيرلندا بسبب البريكست
تواجه أيرلندا تحديًا فريدًا بسبب البريكست، حيث تتجلى المخاوف بشأن منطقة السفر المشتركة التي تسمح بحرية الحركة بين مواطني إيرلندا والمملكة المتحدة.
