الطريق
الجمعة 10 مايو 2024 09:22 صـ 2 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

”سمير الإسكندراني”.. الثعلب المصري قاهر إسرائيل وخادع الموساد

سمير الإسكندراني
سمير الإسكندراني

"ياللي عاش حبك يعلم كل جيل من بعد جيل، ياللي علمتينا دايمًا نلغي كلمة مستحيل".. بهذه الكلمات تغنى سمير الإسكندراني بحبه لمصر والذي ورثه عن والده، فقد عاش في حي الجمالية، وبعدها انتقل لشارع عبد العزيز، وكان وقتها يسكن به الأجانب.

تعلم منهم اللغات المختلفة، وتحدث بطلاقة وتعرف على فاتنة إيطالية، كانت السبب في حبه لإيطاليا، لذا تفوق في دراسته لينال منحة إلى إيطاليا، وذهب لأوروبا ليدرس الأدب في قصر ملكي، وكانت تتراوح أعمار الدارسين ما بين 17 لـ70 عاما.

وخلال سنوات تواجده هناك، تعرف على شاب مصري يدرس معه في المنحة على الرغم من أنهم كانوا لا يتلقون أكثر من 48 جنيهًا شهريًا من السفارة الإيطالية، نفقات شخصية إلا أن صديقه كان ينفق 400 جنيهًا في الليلة الواحدة.

احتار سمير الإسكندراني في أمر "سليم"، لكن إحدى صديقاتهما المشتركة قالت إنها رأت جواز سفر أمريكي مع "سليم"، وهنا قطعت الشك باليقين لسمير الإسكندراني؛ لارتباط اسم أمريكا وإسرائيل ارتباطًا وثيقًا في ذلك الوقت.

لكن ظلت علاقتهم جيدة، لأن سمير الإسكندراني كان يحب كل من يجد فيه رائحة مصر، وجاء اليوم الذي كشف له صديقه اوراقه عندما عرفه على شخص ألماني، يدعى جوناثان شميث وفي أول لقاء لهما، سأله "شميث" عن رأيه في حكم "البكباشية".

جاء رد سمير الإسكندراني مناسبًا لـ"شميث" حتى يفصح له عن مكنوناته؛ لأن الشاب المصري أخبره بأنه نظام ديكتاتوري وطلب الانضمام إليهم، حتى يستردوا أموالهم من النظام الحاكم؛ لأنه في ذلك الوقت تحفظ "عبد الناصر" على أرصدة اليهود في البنوك المصرية.

وعلموه بعد ذلك الكتابة بالحبر السري، والتعامل مع الأجهزة التي تخص المخابرات، وبعد عودته لمصر قص على والده ما حدث وتواصل والده مع صديق له يعمل في المخابرات، وعندما حكى له عن الأمر اعتبرها مزحة.

ولكن بعد أن قابل سمير الاسكندراني، بدء في أخذ الموضوع بجدية، وطلب منه أن يحكي له كل التفاصيل لكن "سمير" رفض، وطلب مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر، وبعد ذلك تحقق له ما طلبه.

بمجرد ان قابل سمير الإسكندراني الرئيس جمال عبد الناصر، في صالونه الخاص، احتضنه وحاول أن يقبل يده لكن الأخير رفض، ومن هنا بدأ تعامله مع المخابرات المصرية.

استطاع الشاب العشريني وقتها أن يحبط محاولتين اغتيال لأهم رموز الدولة، عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، كما أخبرهم بأسماء المتورطين في التنفيذ، وظل يعمل معهم جاسوس مصري متخفي، إلى أن أوقع الشبكة بأكملها.

اقرأ أيضًا: في عيد ميلاده.. شاهد كيف كان شكل سمير الإسكندراني دون ”دوجلاس”

وحاولوا الانتقام منه بقتل شقيقه في النمسا، لكن المخابرات المصرية كانت تعي ذلك وأرسلت في رجوعه لمصر، وبهذا خدع الشاب العشريني المخابرات الإسرائيلية، وحمى رموز بلده وكافأه عبدالناصر على نجاحه في العملية.