الطريق
السبت 27 أبريل 2024 08:17 صـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

فورين بوليس: صفقة القرن أكذوبة واستنساخ لخطة إسرائيلية قديمة

صفقة القرن
صفقة القرن

يبذل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قصارى جهده من أجل نيل رضاء اللوبي اليهودي في واشنطن، فهم بالنسبة له السلاح القوي الذي سيعتمد عليه في معركته الانتخابية المقبلة، ولكي يضمن أن يظل السلاح طوع يده، عليه أن يحافظ على كسب رضاء إسرائيل ومساعدتها في تنفيذ كافة المخططات التي تطمح لها، إلى أن أُعلنت "صفقة القرن"، والتي كانت بمثابة الفرصة الذهبية له ليثبت حسن نواياه لإسرائيل ووقوفه معها في اغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني.

استنساخ وتفاخر كاذب

وفقا لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، فإن صفقة القرن التي وضعها "ترامب"، ليست جديدة فهي لا تزيد عن كونها استنساخ لخطة وضعتها إسرائيل عمرها 40 عاما، مشيرة إلى أنه حاول التفاخر هو وكبار مستشاريه من خلال الإدعاء بأنهم تمكنوا من التفكير خارج الصندوق وأنهم تحدوا كافة الأساليب التقليدية بجرأة، أما جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب ومهندس الخطة التي صدرت مؤخرا، فقد حاول التفاخر بم وصفه بـ"حداثة ابتكاره الجديد" وقال عن هذه الخطوة: "لقد اتبعنا نهجا جديدا، فإذا ركز الناس على نقاط الحديث القديمة، فلن نحقق أي تقدم".

اقرأ أيضا: نتنياهو يتوعد حماس بمفاجأة غير مسبوقة
 

خطة تقليدية

وبحسب ما نوهت عنه المجلة الأمريكية، فإن خطة الرئيس الأمريكي "تقليدية" على حد تقديرها، لأنها تشبه خطة أخرى نشرت قبل أكثر من 40 عاما، تحديدا في العام 1979، حيث أصدرت المنظمة الصهيونية العالمية خطة جاءت بعنوان: "الخطة الرئيسية لتنمية المستوطنات في يهودا والسامرة"، والتي صممها ماتيتياهو دروبلس، وهو عضو سابق في الكنيست ورئيس شعبة الاستيطان بالمنظمة الصهيونية العالمية، وهي الهيئة المسؤولة عن تخطيط وبناء المستوطنات.

المستوطنات

الهدف من الخطة

وكانت خطة "دروبلس" هي عبارة عن محاولة مُفصلة لتنفيذ خطة وزير الزراعة في هذا الوقت "أرييل شارون" لتوسيع المستوطنات، وهي مهمة نفذتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بحماس وإصرار، حيث وضعت 640 ألف مستوطن في مناطق رئيسية بجميع أنحاء الضفة الغربية، ويبدو أن خطة ترامب هي في الواقع نسخة جديدة من هذه الخطة القديمة.

اقرأ أيضا: الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 6 فلسطينيين ويقتحم الحرم الإبراهيمي

أوجه اتفاق

"فهناك رؤى مشتركة بين خطة كل من "ترامب ودروبلز"، لأن كليهما يحاولان إقناع المجتمع الدولي بأنه لا ينبغي أن تكون هناك سيادة فلسطينية حقيقية على الأرض، أما خطة ترامب تعترف أيضا بأنه لابد من فرض سلسلة قيود على بعض السلطات السيادية في المناطق الفلسطينية"، حسب الصحيفة.

وأشارت إلى ما قاله دروبليس، حينما وضع الخطة، حيث قال: "من المهم الآن التأكيد على أن الحكم الذاتي لن ينفذ على الأراضي، وإنما على السكان العرب وحدهم، وبعبارة أخرى يمكن القول أن الرئيس الأمريكي يصر مثل دروبلس قبل 40 عامًا، على فرض السيطرة الإسرائيلية المطلقة على الأرض ولكنه يحاول أيضًا الاستعانة بمصادر خارجية لإدارة السكان غير اليهود في تلك المنطقة.

الرئيس الأمريكي

الحدود الشرقية

وعند مناقشة أهمية الحدود الشرقية لإسرائيل على طول نهر الأردن، تبرر خطة ترامب وكوشنر السيطرة الإسرائيلية الدائمة على غور الأردن، فهي تنص على أن وادي الأردن يوفر حاجزًا ماديًا حادًا على بعد 4600 قدم تقريبًا ضد أي هجوم خارجي من الشرق، ومن الممكن أن يمنع قوات الاحتلال من الانتشار على طول المنحدرات الشرقية من سلسلة تلال الضفة الغربية.

وعند الالتفات للخطة التي وضعها وزير العمل الإسرائيلي عام 1967 يجئال آلون، فقد كانت تؤكد على ضرورة ضم وادي الأردن من أجل نقل الحدود الشرقية لإسرائيل إلى نهر الأردن، ولإنشاء منطقة عازلة بين الفلسطينيين في الضفة الغربية والأردن، لكن دروبليس انتقد هذه الفكرة، وأكد على أن مستوطنات وادي الأردن، تعد أول جدار دفاعي في الشرق، وفقا لـ"فورين بوليس".

الصر اع الفلسطيني الإسرائيلي

اقرأ أيضا: معاذ عمارنة لـ”الطريق”: للصحافة دور كبير في مواجهة صفقة القرن.. والوقوف ضد الاحتلال فرض عين

الأكثر وضوحا

واختتمت المجلة الأمريكية بالتاكيد على أن كافة البنود التي وضعها الرئيس الأمريكي في خطة السلام أو "صفقة القرن"، تعد دليلًا على رسالة يريد أن يبعث بها للعالم أجمع وخاصة الشعب الفلسطسيني وهي: "إسرائيل لن تضطر إلى اقتلاع أي مستوطنات".