يجمعهم ”أبليكيشن” وتعزلهم الزنازين.. كيف تتعامل السجون مع ”الشيميل”؟

أمرت نيابة الدقي برئاسة المستشار عمر شاهين، أمس الأحد، بحبس أشهر "شيميل" يمارس الفجور داخل فندق بالدقي مقابل 500 دولار في الساعة؛ 4 أيام علي ذمة التحقيقات، وكانت التحريات التي أعدها العقيد أيمن حسن رئيس مباحث آداب شرطة السياحة، أسفرت عن قيام المتهم بممارسة الرذيلة والفجور علي نطاق واسع وسبق ضبطه في قضية مماثلة عام 2014، ثم سافر إلى إحدى الدول الآسيوية ومارس نشاطه بها خلال فترة تتجاوز العامين.
يعتبر نفسه أنثى
وبمواجهة المتهم اعترف بما هو منسوب إليه وأضاف أنه يمارس الفجور مع الرجال فقط ويعتبر نفسه أثني وقام باجراء عمليات تجميل حتي يظهر كالنساء، وتحرر المحضر، وأمر وكيل النيابة احمد فؤاد في القضية التي حملت رقم 3920 لسنة 2020، بحبس المتهم 4 أيام علي ذمة التحقيقات وترحيلة لقسم شرطة الدقي ووضعة داخل حبس خاص.
حبس خاص
أكد اللواء محمد نجيب، رئيس مصلحة السجون الأسبق، إن المتهم الذي يعاني من "الشذوذ" وخاصة "الشيميل"، يتم إيداعه في عنبر خاص به منفردا، حتى يتم علاجه، مشيرا إلى أن جميع المساجين المرضى يتم علاجهم داخل السجون وفي حالة عدم توافر إمكانية العلاج داخل السجون يتم علاجه في مستشفى خاص.
وأضاف "نجيب"، في تصريح خاص لـ"الطريق"، في حالة وصول مسجون مريض بالشذوذ كما حدث في حالة المتهم الذي تم ضبطه أمس داخل أحد فنادق الدقي، يتم عزله نهائيًا عن جميع المساجين لأن وجوده بينهم يمثل خطورة كبيرة على باقي الزملاء حتى لا يحدث اتصال جنسي ونقل الأمراض.
وتابع رئيس مصلحة السجون الأسبق، أن هناك عنابر مخصصة لعزل المرضى وخاصة أصحاب الأمراض المعدية مثل السل والأمراض الجلدية وانفلونزا الطيور والخنازير وغيرها من الأمراض، موضحا أن حالات الشذوذ في السجون المصرية، قليلة جدا على مستوى الرجال، بينما الشذوذ بين النساء في السجون "السحاقيات" فلم تمر عليه في تاريخ عمله في قطاع السجون.
معنى لفظ "شيميل"
"الشيميل" هو عبارة عن فتاة بكامل أنوثتها تعاني من إفرازات في هرمون الذكورة ولذلك يكون لها عضو ذكري، وتحمل صفة الذكورة والأنوثة معًا، وهذه الحالة تحدث بنسبة ضئيلة جدًا.
الطب النفسي
قال الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية وتعديل سلوك الأطفال، إن "الشيميل" هو أخطر أنواع الشذوذ الجنسي، لأننا أمام أنثى مكتملة الأنوثة ولديها عضو ذكري، على عكس الشذوذ الذي يحدث بين رجلين أو سيدتين، وفي الحالة الأخيرة (المثلية) يكون العلاج أسهل، أما في الحالة الأولى "الشيميل" فالعلاج صعب جدًا، ويصبح شبه مستحيلًا لو استمرت الحالة في ممارسة الشذوذ.
وأضاف "هاني"، في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أن الكارثة الحقيقية تكمن في أن هناك تطبيق (أبلكيشن) على الإنترنت موجود في مصر، يجمع ويقرب المسافات بين هذا النوع من البشر "الشيميل"، ويتم التعرف والتلاقي والتواصل وممارسة الشذوذ فيما بينهم من خلال هذا التطبيق المنتشر والمعروف لأصحاب هذا الغرض.
أنواعه
وتابع استشاري الصحة النفسية، يوجد نوعين من "شذوذ الشيميل"، الأول يقوم بدور الرجل مع حالة أخرى، والثاني يقوم بدور الأنثى مع غيره، مشيرًا إلى أن هناك نوعا ثالث هو "الشيميل" الذي لا يرغب في ممارسة أي نوع الشذوذ السابق ذكره، ولكنه يرغب دائما في أن يعيش دور الأنثى من حيث الملبس (قميص نوم أو بلدلة رقص)، ويحب السهر في قاعات الرقص، ويجد متعته ومزاجه في هذه الحالة.
وأشار إلى أن أغلب حالات الشذوذ بكل أنواعه تكون ناتجة أن الحالة المصابة تعرضت للتناوب معها في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ودائما ما نطلب من الأسر أن تأخذ الحيطة مع أولادهم في المراحل السنية الصغيرة، وتعريف الأطفال بالثقافة الجنسية في مرحلة مبكرة من العمر حتى يستطيعوا الحفاظ على أجسادهم والأماكن الحساسة فيها.
عورة مشوهة
وقالت الدكتورة داليا الحسيني، إخصائية أمراض النساء والتوليد، إن هناك حالات لفتيات يولدن لديهن هرمونات ذكورة بصورة كبيرة في أجسامهن تتسبب في تشويهه، مشيرة إلى أن توقيت حدوث الهرمونات له تأثير كبير بمعنى أنه لو حدث ذلك لجنين الأنثى في الرحم؛ تولد البنت بعورة مشوهة.
وأكدت الدكتورة داليا، في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أن الحقائق العلمية الخاصة بهذا الموضوع مختلفة تمامًا عن المُثار للعوام، لأن الحالات التي نحن بصددها هي عبارة عن فتيات ولدن بعورة مشوهة، موضحة أن "الشيميل" لفظ خاطئ المقصود منه نشر الشذوذ الجنسي، وعلى المصابين بهذا المرض أن يعالجوا بالطب النفسي.