الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 01:45 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ما هي جوازات السفر التي يتهم ترامب الـ «أف بي آي» بسرقتها؟

ترفض وزارة العدل الكشف عن وثائق تفتيش منزل ترامب
ترفض وزارة العدل الكشف عن وثائق تفتيش منزل ترامب

لم يتوقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن إثارة الغبار على مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل بسبب مداهمة منزله في فلوريدا، إذ اتهم الـ «أف بي آي» بسرقة ثلاثة جوازات سفر له خلال عملية المداهمة التي شنها الأسبوع الماضي.

وفي إطار صراعه العلني مع «أف بي آي» ووزارة العدل، خرج ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»، اتهم مكتب التحقيقات الفيدرالي بمصادرة ثلاث جوازات سفر يمتلكها خلال عملية مداهمة الأسبوع الماضي، ليثر تساؤلات وتكهنات حول طبيعة الجوازات الثلاثة، وما إذا كان ذلك أمراً طبيعياً أو استثنائياً لرئيس سابق، وما إذا كان «أف بي آي» لا يريد مغادرة الرئيس السابق الأراضي الأمريكية خلال عملية التحقيق الجارية الآن.

وفي حين وصف ترامب في منشوره مصادرة جوازات سفره بأنها «اعتداء على خصم سياسي بمستوى لم يسبق له مثيل»، تكهن البعض بأن ترامب ربما يعتزم السفر والفرار إلى دولة أجنبية لم توقع على معاهدة لتسليم المجرمين مع الولايات المتحدة، بخاصة أنه قد تتم أحياناً مصادرة جوازات السفر خلال التحقيقات لمنع أي شخص من مغادرة البلاد إذا كان من المتوقع توجيه اتهامات إليه.

إجراء شكلي

ونظراً إلى أن تفتيش منزل ترامب في 8 أغسطس الجاري مرتبط بانتهاكات محتملة لقانون السجلات الرئاسية أو قانون التجسس، توقع طارق الشامي الباحث في الشؤون الأمريكية، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي صادر جوازات سفر الرئيس السابق الثلاثة كإجراء شكلي في التحقيق.

وعلى الرغم من انتهاء صلاحية أحد جوازات السفر باعتراف ترمب على منصته الاجتماعية، فإن من المألوف أن يمتلك الرؤساء وبعض موظفي الحكومة أكثر من جواز سفر، فما هي جوازات السفر التي تصدرها الولايات المتحدة والتي ربما يمتلكها ترمب؟.

ماهية الجوازات الثلاثة

وأوضح الشامي، في تصريحات لموقع «الطريق»، أن الولايات المتحدة تصدر أنواعاً مختلفة من جوازات السفر، بما في ذلك جوازات السفر الدبلوماسية التي تمنح لشخص يسافر إلى الخارج للقيام بواجبات نيابة عن الحكومة الفيدرالية.

وأضاف: «بينما لا يمكن استخدام جوازات السفر الدبلوماسية للسفر الترفيهي أو السياحي، فإنه يسمح للرؤساء بالاحتفاظ بجوازات السفر الدبلوماسية بعد مغادرة المنصب، لكن نظراً إلى أن هذه الجوازات ذات اللون الأسود صالحة لمدة خمسة أعوام فقط، فمن المحتمل أن يكون هذا هو جواز سفر ترامب منتهي الصلاحية الذي تحدث عنه».

وتابع الشامي: «لأن النوع السابق من جوازات السفر صالح فقط لأغراض العمل الدبلوماسي، يتم تشجيع حامليه على حيازة جواز سفر السائح العادي ذي اللون الأزرق الداكن الذي يمتلكه معظم الأمريكيين، وهو ما سيكون على الأرجح بمثابة جواز سفر ترامب الثاني».

وأكمل الباحث في الشؤون الأمريكية: «أما جواز السفر الثالث الذي يذكره ترامب، فربما يكون الرسمي ذا اللون الأحمر الداكن (كستنائي) الذي يمنح لمسؤولي الحكومة الأمريكية، وربما أيضاً يكون جواز سفر أجنبياً، علماً أنه من غير الواضح ما إذا كان الرئيس السابق يحمل جنسية مزدوجة لدولة أخرى، بخاصة أن ليست هناك متطلبات قانونية تمنع الرئيس الأمريكي من أن يكون مزدوج الجنسية».

وأشار الشامي إلى أنه «عادة ما يتم إصدار جوازات السفر الرسمية للأمريكيين الذين يسافرون إلى الخارج في مهمات لخدمة الحكومة الأمريكية ولكنهم ليسوا في السلك الدبلوماسي، مثل أعضاء الخدمة العسكرية وعائلاتهم خلال تأديتهم للخدمة الفعلية».

إعادة جوازات السفر

ورداً على انتقادات ترامب الشديدة لمكتب التحقيقات الفيدرالي بسرقة جوازات سفره خلال مصادرة صناديق من الوثائق والمستندات، أعلن المكتب بعد ساعات من منشوره على «تروث سوشيال» أنه أعادها.

كما كشف متحدث باسم ترامب عن رسالة بريد إلكتروني أكد فيها مسؤولون حكوميون أنهم أعادوا جوازات السفر وأن ترمب كان مخطئاً في رسالته لأن جوازين من الجوازات الثلاثة كانا منتهيي الصلاحية، وليس واحداً فقط كما قال الرئيس السابق.

وثائق سرية للغاية

غير أن الصخب حول جوازات سفر ترمب لم يكن الوحيد خلال اليومين الماضيين، فقد أعلنت وزارة العدل أنها عارضت طلب الكشف عن الشهادة الخطية التي استخدمها المدعون للحصول على موافقة القاضي الفيدرالي لتفتيش منزل ترمب في فلوريدا.

وفسرت الوزارة معارضتها بأن التحقيق الجاري يشير إلى مواد «سرية للغاية»، وهي أعلى درجات التصنيفات السرية في الولايات المتحدة، فضلاً عن أن الوثيقة تحتوي على معلومات حساسة عن الشهود.

وخلال المداهمة، استعاد عملاء «أف بي آي» أكثر من 20 صندوقاً من الأغراض التي وصف بعضها بأنه «سري للغاية»، وأظهر أمر تفتيش منزل ترمب أنهم استعادوا مجموعة من الأوراق التي تم تمييزها ليس فقط على أنها «سرية للغاية»، ولكن أيضاً لأنها تشمل معلومات حساسة مجزأة، وهي فئة خاصة تهدف إلى حماية أهم أسرار الأمة.

ومنذ أن انتهت ولايته لا يزال ترامب أكثر شخصية تثير الانقسام، علماً بأنه لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة في الحزب الجمهوري كما يصر على زعمه بأنه الفائز في انتخابات عام 2020.

ويقع ترامب تحت مجهر المحققين على خلفية جهود بذلها لقلب نتائج الانتخابات عام 2020 والاشتباه بضلوعه في الهجوم على الكابيتول في يناير 2021.

اقرأ أيضا: ما وراء مداهمة منزل الرئيس الأمريكي السابق؟