اللب والفيشار سلاح المصريين لمواجهة الطقس وكورونا

ظل المصريون يسخرون من عدم إعلان الحكومة المصرية عن أى إصابة بفيروس كورونا رغم أن كثير من الدول تعلن يومياً عن اكتشاف إصابات ووفيات جديدة إلى أن تم الإعلان عما أصر المصريون على وجوده وتتابعت تقارير الجهات الرسمية فى مصر عن الثلاث حالات الأولى ثم إكتشاف 33 حالة فى باخرة سياحية بالأقصر انتقل اليهم الفيروس من سائحة أمريكية من أصل تايوانى لم يكتف المصريون بذلك بل زاد سخريتهم من المرض غيرأن القلق يتسلل رويداً رويداً إلى قلوب الأسر المصرية مطالبة بوقف الدراسة حفاظاً على ابنائهم والإقبال على شراء المطهرات والبحث عن أعراض المرض وسبل الوقاية منه ومارس المصريون حياتهم بشكل اعتيادى يذهبون الى اعمالهم يستخدمون المترو الذى يشهد زحاما كبيرا وقليل منهم من يستخدم الكمامات المصربون كعادتهم يسخرون من طوارق الزمن يقابلونها باستهزاء يتجازون تلك الايام الصعبة بالنكتة فمثلا يقول احدهم " بعد العمر ده أموت بفيروس هو انا كمبيوتر" ليرد عليه اخر قائلا " شعب بيأكل عند الجحش وبحة والبغل يجيله كورونا"
فى الخلفية تعلن منظمة الصحة العالمية اليوم انه يمكن اعتبار كورونا وباء عالمى وهذا تصريح خطير فى مدلوله وتاثيره على العالم كله اقتصادياً وطبياً وسياسياً مع ذلك المصريون التفوا حول التلفاز لمشاهدة مباراة الأهلى وسموحة وزادت إنفعالاتهم بتعادل الأهلى وتوقف قطارإنتصارات الأهلى وعجز رينيه فايلر المدير الفنى السويسرى للأهلى فى كسر رقم مانويل جوزيه المدير الفنى البرتغالى الأسطوره للأهلى الذى نجح فى تحقيق فى 17 انتصار متتالى للاهلى فى موسم 2005 .
الطقس السىء الذى تحذر منه الأرصاد فى مصر دخل دائرة السخرية حتى قررت الحكومة منح العاملين فى القطاعين العام والخاص إجازة والتحذير من الخروج من المنازل بدأ المصريون الاستعداد لقضاء تلك العطلة التى جاءت على غير توقع منهم بلزوم المنزل والجلوس أمام التليفزيون ومتابعة ما يحدث فى شوارع القاهرة ومصر عبر الشاشة مستعينا بقتل الوقت فى إحتساء المشروبات والفواكه واللب والمكسرات والفيشار.
المصريون فى سلوكياتهم يحيرون الباحثين عن سر هذا السلوك هل هو اللامبالاة والتجاهل فهل هى موروث ثقافى وحضارى من شعب خبر الزمن وعاش الأف المحن والازمات وتجاوزها وانتصرعليها وذلك سر بقاؤه ؟ أم شعب مغيب عن إدراك مخاطر الحوادث وتأثيراتها الفرضية الاولى هى الاقرب الى مزاج المصريين الشعب العاشق للنكتة والسخرية حتى من ازماته التى يحولها الى دراما يومية ساخرة لن تجدها إلا عند المصريين والدليل تلك الطوابير التى تقف أمام محلات باعة اللب والمكسرات ليقضى المصريون يومهم أو عطلتهم على شرف كورونا والطقس السيء غير عابئين بما يأتى غداً