الطريق
السبت 11 مايو 2024 11:18 مـ 3 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد الهجوم على حمو بيكا بسبب ”دبلة” ذهب.. هو الدين بيقول إيه؟

شبكة حمو بيكا
شبكة حمو بيكا

بين ليلة وضحاها عاد من جديد مغني المهرجانات حمو بيكا لتصدر مؤشرات البحث على موقع جوجل وتريندات مواقع التواصل الإجتماعي، ليس بطرحه أغنية جديدة مثيرة للجدل، أو لصدام جديد مع نقابة الموسيقين، أو لهجومه على أحد زملاء مهنته، ولكن لارتداءه مجموعة من الحلي المذهبة في حفل خطوبته على إحدى الفتيات لم يشكف عنها.

صورة شبكة حمو بيكا

بصورة ليده ويد خطيبته نشر "بيكا" صورة عبر موقع تبادل الصور الفيديوهات "إنستجرام" معلقًا، "حبيبة قلبي زوزو وبس"، ثم على حسابه الرسمي على فيسبوك نشر صورة الشبكة كاملة معلقًا "محدش هيقولي ألف مبروك بيكا بيفرح، وسط تهنئات محبيه ومتابعيه.

وبعد صورة الشبكة، تم تداول مقطع فيديو صوره أحد الحاضرين لحفل الخطوبة، كشف فيه عن خطيبة بيكا وتدعى "زوزو شمس"، كما أظهر بيكا وهو يمنحها "غوايش وتوتنز ودبلة وخاتم"، قبل أن تمنحه "خاتم ودبلة وأنسيال" من الذهب، وهنا كانت بداية التحول بهجوم عنيف على "بيكا" لارتداءه حلي مذهبة عكس ما شرع الدين الإسلامي حسبما ذكر المعلقون.

حمو بيكا يرد

 

بمقطع فيديو مصور رد حمو بيكا على منتقديه قائلا "أنا راجل بحب الدهب، دبلتي دي لا أنت ولا أهلك تعرفوا تجيبوا زيها، لافتًا إلى أن شبكته تبلغ من الوزن كيلو جرام من الذهب".

الدين بيقول إيه؟

 

وفي مسألة ارتداء الرجال للذهب، انقسم العلماء بين التحريم والإباحة، أو أنها غير مستحبة، إذ أكد مفتى الجمهورية السابق الدكتورعلى جمعة، عام 2017 وخلال حواره في برنامج "والله أعلم" الذي أذيع على قناة "CBC" أن لبس الذهب حرم شرعًا على الرجال، لكن هناك بعض الحنفية أجازوا لبس الرجال للذهب، لافتًا إلى أن 99% من علماء المسلمين حرموه وفق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وتابع "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يوجب على صاحبه أن يعلم القاعدة التى تقول إنه ينكر المتفق عليه ولا ينكر المختلف فيه"، وشرح ذلك بقوله "يجب نهى شارب الخمر عن شربها حال مشاهدته لكن لا أستطيع أن أنكر على رجل يلبس "دبلة" ذهب ذلك لأن هناك خلافا فى ذلك".

أما رد دار الإفتاء على سؤال أحد المتابعين فقالت "يجوز للرجال لبس الذهب الأبيض إذا كان المقصود به البلاتين، أما إذا كان مسبوكًا من الذهب الأصفر ومادة السيليكون ونحوها فإنه حرام؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الذهب الأصفر والحرير: «إنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ على ذكور أُمَّتِي، حلٌّ لإناثهم» رواه ابن ماجه، وما سوى ذلك من المعادن النفيسة والأحجار الكريمة حلال.

أما عضو هيئة كبار العلماء والأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الشيخ الراحل محمد بن صالح العثيمين، فقال في مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الحادي عشر - باب الآنية، إن "لبس الذهب حرام على الرجال سواء كان خاتماً أو أزراراً أو سلسلة يضعها في عنقة أو غير ذلك، لأن مقتضى الرجولة أن يكون الرجل كاملاً برجولته لا بما يُنَشَّأ به من الحلي ولباس الحرير ونحو ذلك مما لا يليق إلا بالنساء، قال الله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِين}".

وتابع "المرأة هي التي تحتاج إلى لبس الذهب والحرير ونحوهما لأنها في حاجة إلى التجمل لزوجها، أما الرجل فهو في غنى عن ذلك برجولته وبما ينبغي أن يكون عليه من البذاذة والاشتغال بشئون دينه ودنياه".

وأشار إلى مواضع التحريم متعدد وجميعها من السنة النبوية وأبرزها ما ثبت عن في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه وقال: "يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده". فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ خاتمك انتفع به فقال: لا والله لا آخذه وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكذلك عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريراً ولا ذهباً" "رواه الإمام أحمد ورواته ثقات".

وأضاف في كتابه "ابن العثمين" في كتابه، هذه الأحاديث صريحة وظاهرة في تحريم خاتم الذهب على الذكور لمجرد اللبس، فإن اقترن بذلك اعتقاد فاسد كان أشد وأقبح مثل الذين يلبسون ما يُسمى بـ "الدبلة" ويكتبون عليه اسم الزوجة، وتلبس الزوجة مثله مكتوباً عليه اسم الزوج، يزعمون أنه سبب للارتباط بين الزوجين، وهذه بلا شك عقيدة فاسدة وخيال لا حقيقة له.

وأكمل، إن ظن الإنسان أن أصل هذه الدبلة مأخوذ من الكفار فيكون فيه قبح ثالث، وهو قبح التشبه بالكافرين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم".