الطريق
الثلاثاء 6 مايو 2025 08:55 مـ 9 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
البرهان: الشعب السوداني صامد في مواجهة التحديات ويستعد للقصاص من المعتدين لا يحمل رخصة.. ضبط قائد سيارة تسبب في مصرع شخص بالغربية محافظ دمياط يشارك بتجربة للنحت على الخشب مُعلناً إطلاق حزمة من الإجراءات لإحياء هذه الحرفة محافظ كفر الشيخ يتفقد مدرسة بلطيم الثانوية الصناعية العسكرية: “مؤكدًا دعم التعليم الفني لإعداد كوادر مؤهلة لسوق العمل” أئمة الأوقاف في زيارة لفرع مكتبة الإسكندرية بالقرية الذكية وزير الشباب والرياضة يبحث الاستدامة الخضراء لقطاعات الوزارة مع ممثلي مكتب الميثاق العالمي للأمم المتحدة (UN Global Compact) التشريع وانفاذ القوانين ” عنوان الجلسة الخامسة من فعاليات اليوم الثانى لمؤتمر منظمة المرأة العربية وزير الإسكان يعقد اجتماعًا للجنة التنسيقية العليا ويصدر حزمة من التكليفات والتوجيهات لرؤساء أجهزة المدن الجديدة وزير التموين يبحث مع رئيس مجلس إدارة شركة الزيوت المستخلصة سبل تعزيز الإنتاج وتحقيق الاستقرار في السوق المحلي وزير الطيران المدني يبحث مع سفير طاجيكستان فرص التوسع في الربط الجوي بين البلدين رئيس الوزراء يستعرض الإجراءات المقترحة لتيسير تسجيل ودخول الماركات العالمية إلى السوق المصرية نائب محافظ الجيزة يتفقد الوحدة المحلية لقرية المنوات بأبوالنمرس

المعادي وسنينها «3»

سعيد محمود
سعيد محمود

تمر الأعوام وتباعد بيننا المسافات، إلا أن مجرد لقاء يتيم كل بضعة سنوات كفيل بأن يذهب بنا في رحلة عبر الزمن، تشبه ما حدث مع "وولفرين" في فيلم Days of Future Past من سلسلة "الرجال إكس الشهيرة"، حيث نذهب بعقولنا إلى الماضي، بينما أجسادنا في عالم الحاضر، وحتى إن لم تقربنا المسافات، فيكفي "بوست" بسيط على فيسبوك لتعمل آلة الزمن غير المرئية، وتتدفق الذكريات دون توقف.

وفي غرفة عتيقة محببة إلى النفس من غرف الماضي، توجد ذكريات لا تعد ولا تحصى لمدرسة المعادي الثانوية بنين الشهيرة بـ"العسكرية".

ها هو "عم محمد عفانة" بعربة الفول الشهيرة أمام المدرسة، ونحن نقف أمامها نفترس شطائر الفول والطعمية وكأننا من آكلي لحوم البشر، قبل أن نتلفت حولنا بخوف، ثم نمضي في طريقنا إلى سينما ماجدة ومروة في حلوان، وصوت طابور الصباح ينادينا دون جدوى.

وها أنا أرى نفسي وأنا أطير من نافذة مسرح المدرسة بفعل "شلوت" محترم من أحد الأشقياء، بعد مشاجرة عنيفة نتجت عن منع "الشلة" له ولرفاقه من الدخول، حتى لا يتحرشون بالفتيات اللاتي أتى بهن حظهن العثر ليجرين "بروفة" في مدرستنا المبجلة.

وها هي الأستاذة "ر" تصيح في مديرة الإدارة التعليمية بكل عنف بسبب ما حدث، وأنا أشاركها الصياح بدلا من تهدئتها، قبل أن تحتوينا كبيرة موجهي المسرح "مدام صباح"، تلك الأم الحنون التي ما زالت تحيطنا بحبها إلى الآن.

أما أكثر تلك الذكريات طرافة، فهو عبارة عن "كيس لايز".. نعم، أنت لم تخطئ عزيزي القاريء، إنها تلك العبوة من البطاطس المقرمشة، التي أهدت صديقتنا الرقيقة بعضا منها لزميلنا الذي كان معجبا بها، فتصبب عرقا وقبل الهدية متعلثما، لنطلق عليه اسم "لايز"، ويناله منا سيلا من السخرية ظل ممتدا إلى يومنا هذا.

أما تلميذة الصف الثاني الإعدادي بسيطة المظهر عظيمة الصوت في الغناء، فها هي تقف على مسرح المدرسة في حفل مدرسي كنا نحن نجومه وقتها، لتقدم فاصلا غنائيا مذهلا بطبقة صوت تقارب صوت أم كلثوم، قبل أن تفتح لها أبواب الشهرة والمجد ليصبح اسم "آمال ماهر" علامة مسجلة في عالم الغناء العربي.

ذكريات لا تنتهي عمرها 23 عاما عن المعادي وأيامها و"جدعنة" شبابها وفتياتها، كلما مرت بخاطري أجد نفسي أردد كلمات أيمن بهجت قمر "أنا كل ما عمري يعدي ونقابل بعضنا.. أحس كإن أنا عندي ييجي 16 سنة".