من القاهرة إلى شمال سيناء.. أسباب دفعت كورونا للانتشار وأخرى منعته

ينتشر فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، من خلال الاتصال الوثيق بين الأفراد، ودعت منظمة الصحة العالمية البلدان والأفراد إلى اعتماد تدابير التباعد الجسدي منذ أن أعلنت إدارة الطوارئ عن وباء كورونا في العالم.
ويستعرض "الطريق"، أسباب انتشار فيروس كورونا المستجد بصورة كبيرة في عدد من المحافظات، على عكس محافظات أخرى لم تسجل سوى حالة واحدة بالفيروس، وغيرها لم تسجل أي إصابات.
خريطة انتشار كورونا في المحافظات المصرية
كشفت أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة والسكان، إجمالي المصابين بفيروس كورونا في المحافظات، واحتلت القاهرة الصدارة بإجمالي ١٧٥ إصابة بنسبة 20.1%، تليها محافظة الإسكندرية بإجمالي ١٠٥ ثم دمياط ٩٨ وأسوان ٧٥.
وبلغ إجمالي المصابين في البحر الأحمر ٦١ والأقصر ٤٤ والمنيا 34 والدقهلية 32 والجيزة 47 وأسيوط 17 والمنوفية 32 والقليوبية 27 وقنا 14 وبني سويف 31 وبورسعيد 26 والبحيرة 10 والغربية 19.
وسجلت سوهاج، حالتين والسويس حالتين والاسماعيلية 4 حالات ومرسى مطروح حالة واحدة وجنوب سيناء 4 حالات وكفر الشيخ 6 حالات والشرقية حالة واحدة، والفيوم حالتين والوادى الجديد حالة واحدة، في حين لم تسجل محافظة شمال سيناء أي إصابا ت.
سبب تصدر القاهرة لعدد إصابات كورونا
ومن جانبه كشف طارق عبدالقادر، استشاري الأوبئة والحميات، سبب تصدر محافظة القاهرة لعدد إصابات فيروس كورونا، مؤكدا أن القاهرة بطبيعتها كعاصمة الدولة المصرية تشهد أكبر عد من السكان بالإضافة إلى كثرة الاختلاط بين المواطنين.
وأوضح استشاري الأوبئة والحميات، أن المواطنين من كافة و المحافظات يتنقلون داخل القاهرة لأسباب مختلفة منها التجارة والوظائف والفسح، وهو ما يزيد من الاختلاط الذي يساهم في نقل عدوى وباء كورونا.
وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن محافظة القاهرة تتصدر ترتيب محافظات مصر من حيث الكثافة السكانية بنحو 9 ملايين و963 ألف و697 نسمة، فيما تبلغ مساحة القاهرة 3084.676 كيلو متر مربع، وهو ما يزيد من انتشار فيروس كورونا بسهولة وسط التكدس السكاني وعدم التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية.
كما تعد العاصمة، أهم مركزا تجاريا نظرا لوجود كافة المصالح الحكومية ومعظم أماكن العمل، مما يزيد من الاختلاط المواطنين داخل المحافظة.
شمال سيناء تهزم كورونا
على عكس القاهرة، جاءت محافظة شمال سيناء خالية تماما من فيروس كور نا المستجد، ويعود ذلك لعدد من الأسباب منها قلة الكثافة السكانية والمساحة الكبيرة للمحافظة.
وقال "يوسف الهرش"، أحد أهالي شمال سينا، أنه منذ دخول فيروس كورونا المستجد، استعدت المحافظة للوباء، حيث كثفت من حملاتها التوعوية، بالإضافة إلى حملات التطهير والتعقيم لكافة الشوارع.
وأوضح في حديثه ل "الطريق"، أن أهالي شمال سيناء على وعي تام بخطورة الفيروس ويحافظون على عدم الاختلاط، مشيرا إلى أن المناعة لدى أهالي سيناء قوية، حيث لا يتم استخدام الكيماويات في المواد الزراعية، بالإضافة للحرث الدائم على النظافة.
وبلغ عدد السكان في محافظة شمال سيناء، نحو 473 ألف و270 نسمة، فيما تبلغ مساحتها 27.574 كليو متر.
الموقع الجغرافي وعلاقته بانتشار كورونا
في سياق متصل أكد اللواء جمال مظلوم الخبير الاستراتيحي، أن الموقع الجغرافي للمحافظات له عامل أساسي في نشر الوباء أو منعه، حيث يزيد الاختلاط بين المواطنين في المناطق الأكثر كثافة مثل القاهرة والإسكندرية، على عكس شمال سيناء والشرقية والمخافظات الاقل تسجيلا لعدد الإصابات.
وأوضح مظلوم، في تصريح خاص ل "الطريق"، أن المحافظات الساحلية مثل الإسكندرية، ودمياط، سجلوا إصابات كبيرة بكورونا، بسبب انتقال العمالة من المحافظات الأخرى وبسب المصايف والسياحة وغيرها.
عدد إصابات كورونا في مصر
وسجلت وزارة الصحة والسكان أمس الخميس 865 إصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، و58 حالة وفاة.