الطريق
السبت 27 أبريل 2024 05:09 صـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

محمد عبد الجليل يكتب: حاكموا الخطيب.. إلى متى السكوت!!

محمد عبد الجليل
محمد عبد الجليل

لم أتصور يوما أن أكتب مقالا عن الكابتن محمود الخطيب أدعوه فيه إلى تصحيح المسار واتخاذ قرار حاسم للرد على سيل الإهانات الذي لم ينل أبدا من القلعة الحمراء، مثلما نال من تاريخها في عهده وأثناء ولايته.

ولم أقبل لنفسي أن أضعها يوما في موضع تبدو فيه أن بها غرض تشويه هذا الرجل، ليس بسبب أني أهلاوي وأن الخطيب مجرد لاعب سابق في الأهلي وواحد من أساطيره، وإنما وقبل كل شيء لأنه رمز كبير من رموز الكرة المصرية أجمع على حبه كل جماهيرها أهلاويا وزملكاويا وإسماعلاويا، وما دفعني إلى كتابة هذا الكلام هو حرصي على الكيان الأهلاوي الذي بنى قاعدة شعبيته وجماهيرتيه عبر تاريخ حافل من القيم والمبادئ قبل البطولات والانتصارات.

بحسبة بسيطة نجد أن الأهلي خسر كثيرا منذ أن تولى الخطيب المسئولية، أقول هذا بعد أن كنت واحدا من أكثر ممن دافعوا عنه بعد توليه رئاسة مجلس الإدارة، وقد تصديت بقلمي هذا ضد كل من حاول تفشيله والنيل منه، ومحو تاريخه الأسطورى بحملة رخيصة تديرها قنوات وأبواق مشبوهة ويمولها أحد الاشخاص لا يعرف عن كرة القدم شيئا سوى أنها "مدورة"، لكن يبدو أنني بحاجة الآن إلى مراجعة نفسي بعد أن اصبحت مبادئ هذا الكيان في مهب الريح وصارت قيمه أضحوكة، يوم أن سمح لأحد الاشخاص بأن يتدخل في أركان النادي العريق ويقرر سياساته، حتى جاء اليوم الذي فوجئنا فيه بأن الرجل يجابه الأهلي ويعاير مجلس إدارته التي التزم الصمت وكأن "على رأسها بطحة".

أنا لا ألوم على هذا "الشخص" في شيء من تصرفاته الغريبة العجيبة ، فهذا شأنه وحده، وإنما اللوم والعيب يقع على من فتح له الباب في مصر وجعل منه رئيسا "شرفيا" وأعطاه الضوء الأخضر للحديث نيابة عن أكبر وأعرق كيان رياضي في مصر وإفريقيا، ألوم على الخطيب الذي أوسع له صدرا وفتح له بابا ليدخل من واسعه، عندما أسبغ على الخطيب ومجلس إدارته بهداياه وأمواله ودعاه إلى مائدته قاصدا أن "يطعم الفم لتستحي العين"، ثم أخذ يعايرهم بعد ذلك بالهدايا والأموال والعطايا والموائد الزاخرة ويقوم بتصويرهم وهم يأكلون ويتمتعون في حضرته ويلتقطون "السيلفي" معه وأطباق الطعام تدور حولهم.

ألا يكن هذا كافيا أن يعرف الخطيب ماذا يدور من حوله وما الغرض ممن يتعامل معه، وأن يدرك جيدا أن ما يفعله من المعايرة والتباهي ونشر صور ضيوفه وهم يأكلون وتذكيرهم بالساعات والهدايا والعطايا، ألم يكن هذا نذيرا زاعقا بأن يتخذ قراره بتحجيم الرجل ووضعه في منزلته الحقيقية، إذا لم يكن حفاظا على كرامته، فمن أجل كرامة وتاريخ النادي الذي صنع اسم الخطيب ومجده.

يوم وراء يوم ينال "الشخص" من الكيان الأهلاوي الكبير ونحن ننتظر ردا من الخطيب وإدارته، بدءا من الإهانات التي طالت كل أعضاء مجلس إدارة النادي ووصفهم بـ"العصابة" في برنامج الإعلامي أحمد شوبير، الذي حرص بدوره على أن يناديه بسيادة المستشار، فيما امتفى محدثه بأن يناديه باسمه مجردا عن أي لقب ككابتن أو غيره، وهو حارس مرمى منتخب مصر في كاس العالم، والأسد الذي دافع عن عرين الأهلي لسنوات، لكن يبدو أن تقديم المصلحة المادية على أي اعتبار، فلم نسمع ردا من رجال الإدارة أو رئيسها الذي بلع الإهانة صامتا ورضي بوصفهم بـ"العصابة".

واستمرت الإهانات تخرج كقذف محموم من هذا الرجل الذي لا ألقي عليه أي لوم كما قلت، حتى وصلت إلى تعمد إهانة أحد أعضاء المجلس الأهلاوي ووصفه بـ"الهلفوت" دون أن نسمع ردا من الخطيب أو غيره على إهانة رجاله بهذا الشكل المخزي ما يوحي بأن الرجل "ماسك عليهم ذلة" منذ أن طالبهم بقبول استقالته وكأنه يتطهر من وجود اسمه في قائمة شرف النادي الأهلي الذي يكفيني بأن أقول أنا "أهلاوي" لتعني لي ولغيري الكثير، النادي ذو الأسوار التي طالما كانت حلما بأن يمر بجوارها الأشبال من كل جيل، النادي الذي وقف على راسه يوما مختار التتش وصالح سليم، النادي الذي تشهد كل طوبة فيه على مجد وانتصار وجماهيرية طاغية في كل إفريقيا، يهتز الآن هذا الكيان بزلزال يوشك أن يقوض كل أركانه وتاريخه، بسبب ضعف شخصية رئيسه الذي لم يكن على مستوى المسئولية.

بقلب أهلاوي ولسان أهلاوي يا كابتن خطيب، وبحق كل مشجع لهذا النادي، أدعوك أن تتخذ قرار وتقبل استقالة الرجل الذي طالما نادى بها وأن ترد على تلك الإهانات ، وان لم تفعل فأنا اناشدك أن تعتذر عن منصبك فورا وتتخذ قرارا شجاعا، ولو لمرة واحدة، بتقديم استقالتك والدعوة لانتخابات عاجلة، ويكفي منك إلى هذا الحد ما أصاب الأهلي وعشاقه، وإذا لم تفعل فليس أمامنا سوى محاكمة جماهيرية على كل أخطائك وخطاياك في حق النادي وجماهيره التي طفح بها الكيل أمام هذه الإهانات المسكوت عنها، وإلا لن يرحمك التاريخ الأهلاوي ولن يمحو من سجلاته سنوات رئاستك كأسود سنوات تاريخه العريق.