”الرسالة الأخيرة”.. لماذا رفض ”طبيب الغلابة” هدية افتتاح عيادة جديدة؟

فجر الثلاثاء، حيث الناس نيام، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بخبر وفاة الدكتور محمد مشالي، طبيب الغلابة، هذا اللقب الشئ الوحيد الذي أخذه الدكتور من الدنيا بعد أن ترك أثره الطيب ورحل.
ذاع صيت مشالي في أواخر عمره، حيث أجرت العديد من القنوات التليفزيونية، والمواقع الإخبارية لقاءات مع الدكتور الذي وافتة المنية، عن عمر ناهز الـ76 ربيعًا، هذه اللقاءات كان الهدف من ورائها إبراز نموذج أفنى جسده وصحته وعقله في خدمة الفقراء ليقتدي به كافة الأطباء.
كان آخر اللقاءات التي أجراها مشالي، في شهر رمضان الماضي، حيث ظهر خلال برنامج "قلبي اطمأن"، الذي يذاع على قناة "أبو ظبي" الإماراتية.
"قلبي أطمأن".. هو برنامج خيري أذيع للمرة الأولى في رمضان 2018، يقدمه شاب لا يفصح عن أي شئ من هويته سوى اسمه ليصل إلى المشاهدين، لافتا إلى أن غرض البرنامج ليس التشهير بعمل الخير.
في اللقاء الذي أجراه "غيث" مقدم البرنامج، على أعتاب عيادة الراحل مشالي في طنطا، بدا الطبيب مرهق لكنه لا يزال يقاوم حتى الرمق الأخير من عمره لمساعدة كل محتاج.
فاجئه غيث بحضوره كعادته مع كل ضيوف وبادر مقدم البرنامج طبيب الغلابة بالسؤال عن السبب وراء تقاضيه 10 جنيهات فقط مقابل الكشف، فجاءت الإجابة من قبل مشالي كالتالي: "لأن الناس غلابة وأنا نشأت فقير".
أقدم غيث على تقديم مساعدة لافتتاح عيادة جديدة لطبيب الغلابة، إلا أنا الدكتور مشالي رفض هذه المساعدة وبرر رفضه بقوله: "أنا سعيدة بالعيادة دي لأنها في منطقة شعبية، وفيها ناس غلابة وأنا بخدم الغلابة، ومش هتنقل منها إلا أن يتوفاني الله، أنا مش محتاج حاجة من حد وبتقرب إلي الله بالعمل الخيري".
اكتفي طبيب الغلابة بهدية رمزية قدمها له غيث عبارة عن سماعة طبية، قام بتقبيلها مبتسمًا ليعلم من يشاهده أن القناعة كنز لا يفني، وبعد أن قام بتقبيل السماعة الطبية اختتم حديثه قائلًا: "دي كفاية أوي".
البرنامج بدوره لم ينسى تلك اللحظات التي عاشها مع الطبيب المتواضع، ونشر عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى "إنستجرام" صورة لتواجد طبيب الغلابة في الحلقة السابقة للبرنامج معلقًا،" ترك فينا أثرًا لن ننساه.. رحيلك سيترك فراغا فى حياة الكثيرين ..رحمك الله وتقبل صالح أعمالك".
اقرأ أيضا: مرة سنويًا.. ألمانيا تسمح للأطفال بطرح أسئلة على الوزراء في البرلمان