الطريق
الخميس 9 مايو 2024 08:44 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

يوسف والي.. رحيل الصندوق الأسود لنظام مبارك

يوسف والي
يوسف والي

أكثر من ثلاثة عقود قضاها يوسف في مطبخ الحكم، ليس شاهدًا على الأحداث فقط أو مشاهدًا لما يحدث، إنما مشارك فيها وصانع لها ومقرر لما يحدث وما سيحدث، ليصبح واحدًا من أهم الرجال في تاريخ مصر خلال الحقبة من السبعينيات وحتى أول الألفية، مثيرًا للجدل خلال وجوده في كنف الحكومة وبعد خروجه منها وحتى اعتزاله ووفاته، اليوم عن عمر يناهز 89 عامًا.

ولد يوسف والي، وزير الزراعة السابق، عام 1931، وتخرج في كلية الزراعة بجامعة القاهرة عام 1951، وحصل على الدكتوراه عام 1958 من الجامعة نفسها، ليتولى عدة وظائف بعدها، حيث عمل أستاذ بساتين بكلية الزراعة، ثم مستشارا للحكومة الليبية في عام 1962، ومستشارا علميا للقوات المسلحة عام 1968.

يوسف والي وزيرا للزراعة أكثر من 20 عامًا.. واتهامات عديدة

حط يوسف والي الرحال في وزارة الزراعة عام 1971، حين أصبح نائباً لرئيس الوزراء لقطاع الزراعة، قبل أن يتولى حقيبة الوزارة في أغسطس 1982، ليبدأ رحلة طويلة من العمل في الوزارة مليئة بإثارة الجدل والعديد من المشكلات والقضايا والاتهامات التي لم تؤثر فيه او تزحزحه عن مكانته في نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، كواحد من أهم رجاله ووجوهه، والصندوق الأسود لحقبته.

واحدة من أشهر القضايا التي لاحقت يوسف والي كانت اتهامه بإدخال مبيدات مسرطنة للبلاد، والتي تسببت في انتشار أمراض الفشل الكلوي والكبدي بسبب تلوث الخضروات والفواكه، كما أنها دمرت عددًا من الزراعات في مصر.

القضية الشهيرة وصلت إلى القضاء في يناير عام 2000، وكان متهماً فيها 21 مسئوولا ومتعامل مع وزارة الزراعة معظمهم من كبار مساعدي يوسف والي، الذي رفض المثول أمام المحكمة، بعد أن وجه يوسف عبدالرحمن وكيل وزارة الزراعة اتهامات بأنه المسؤول الأول عن القضية.

اقرأ أيضًا: عاجل| تشييع جنازة يوسف والي من مسقط رأسه في الفيوم عصر اليوم

وصدر حكم بحق يوسف عبدالرحمن بالسجن 10 سنوات وعزله مع عدد من المسؤولين، وطالب القاضي في حكمه نيابة أمن الدولة باتخاذ الإجراءات القانونيّة حيال يوسف والي، وهو الامر الذي لم يحدث بسبب الحصانة البرلمانية للراحل، لتتجدد القضية عقب ثورة يناير، ويصدر قرار في عام 2018 بضبطه وإحضاره.

القضايا المثيرة في عهد والي لم تتوقف على المبيدات المسرطنة، حيث امتد الأمر إلى علاقته بإسرائيل، حيث كان من أول المسؤولين المطبعين معها في مصر، وثارت العديد من الشائعات التي تفيد بأن أصوله يهودية في الأساس، وهو ما دفعه للتعامل مع إسرائيل بشكل مباشر كما ادعى البعض.