في ظل تراخ السلطات اللبنانية عن كشف المستور
مدير معهد البحوث والدراسات العربية الأسبق لـ”الطريق”: حرائق مرفأ بيروت الجديدة بفعل فاعل

كارثة جديدة يتعرض له لبنان وبعد 36 يوم بالضبط بعد الانفجار المدوي الذي لحق بمرفأ بيروت وخلف ورائه المئات من القتلى والجرحى، والأغرب أن هذه الكارثة الجديدة تحدث في نفس المكان مما يطرح العديد من التساؤلات.
حريقي مرفأ بيروت
أعلنت قوات الدفاع المدني عن اندلاع حريقان داخل ساحات مرفأ بيروت، مشيرة إلى أن الحريق نتج عن احتراق زيوت ومواد أخرى كانت موجودة في إحدى ساحات المرفأ، كما أنه وقع في مستودع للإطارات في المنطقة الحرة بالمرفأ.
وبحسب الدفاع المدني فقد تم إخماد جزء من الحريق الأول، لكن الحريق الثاني لا يزال يتمدد داخل المرفأ، كما تسببت الحرائق في ظهور حالات اختناق جراء الحريق، وتقرر انتشار مكثف للجيش اللبناني في محيط مرفأ بيروت.
تراخي التحقيقات الحالية في لبنان
يشار إلى أن السلطات اللبنانية أكدت أكثر من مرة أن التحقيقات جارية لمعرفة المسؤولين عن الانفجار الذي لحق بمرفأ بيروت في الـ 4 من أغسطس، إلا أن حتى الآن لم تطرأ أي مستجدات أو خطوات إيجابية للكشف عن المسؤولين الحقيقين عن الانفجار ومحاسبتهم.
وفي ظل هذا التراخ الخطير يندلع حريقان داخل ساحات المرفأ مما يطرح تساؤلات حول السبب وراء حالة التراخ الحالية وما إذا كان ما طرأ بنتج عن أياد خفية أرادت محو الأدلة التي قد تساعد على الكشف عن حقيقة واقعة مرفأ بيروت.
اقرأ أيضا: عاجل| اندلاع حريق جديد في مرفأ بيروت
احتمالان لحدوث الانفجار
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمدير الأسبق لمعهد البحوث والدراسات العربية الدكتور أحمد يوسف، إن هناك تفسيرين لوقوع الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، فإما اشتعال نترات الأمنيوم بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وهنا يكون المتهم الأول هو إهمال السلطة التي لم تعمل على تخزين هذه النترات بطريقة أمنة حتى لا تتعرض للتفجير، أو أنه وقع بفعل فاعل.
وأشار يوسف في تصريحات لـ "الطريق" إلى أن تراخ إجراءات التحقيق من قبل السلطات اللبنانية يطرح فكرة هامة وهي أن الانفجار وقع بفعل فاعل، ومن الممكن أن يكون المتورطين فيما حدث هم من ممثلي القوى السياسية وشخصيات هامة يصعب في ظل الظروف الراهنة التي يعاني منه لبنان الكشف عنها لأن ذلك معناه تأزم الأوضاع أكثر وزيادة حالة الانقسام، وهنا يكون الحل الأمثل هو التراخ في التحقيقات والإجراءات.
اقرأ أيضا: الجيش اللبناني يعثر على قنبلة جديدة بجوار مرفأ بيروت
الدولة العميقة
وأضاف الدكتور أحمد يوسف أن لبنان تعاني من الدولة العميقة منذ اتفاق الطائف أي أنها تعاني من هذه الحالة منذ 30 عام، فإذا كان بالفعل هناك تراخ في التحقيقات حاليا فإن الدولة العميقة هي السبب الرئيسي وراء ذلك، وهو ما يحدث في عمليات محاربة الفساد، وبناءا على ذلك من الممكن جدا أن يكون الحرائق التي أندلعت داخل ساحات المرفأ اليوم تمت بفعل فاعل.
الهجوم الأوروبي على حزب الله
وردا على نقطة التصريحات التي أدلت بها ألمانيا بأن حزب الله تخزن لديها كميات كبيرة من نترات الأمنيوم، وهي الأداة المعروف أنها كانت السبب الرئيسي وراء الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، وما إذا كان ذلك دليل على تحالف دول أوروبا تتحالف لضرب نفوذ إيران في لبنان من خلال توجيه الاتهامات ضد حزب الله بأنها سبب رئيسي وراء الانفجار.
اقرأ أيضا: عاجل| الدفاع المدني اللبناني يخمد جزء من حريق مرفأ بيروت
وأكد الدكتور أحمد يوسف أن الغرب بصفة عامة والولايات المتحدة بصفة خاصة يريدون بأي شكل النيل من حزب الله لتصفية نفوذ إيران في لبنان، موضحا أن حدوث ذلك أمر صعب جدا، فحزب الله ليس مجرد عصابة إرهابية فهو بالفعل يعبر عن شريحة ضخمة من الشعب اللبناني ولديه تأييد من نسبة كبيرة من الشعب، وبغض النظر عن الانتقادات التي تحيط بسياسة حزب الله، لكن واقع الحال أن وجوده مستند على انتخابات وله أعضاء في البرلمان، إذا أي محاولة لتصفية حزب الله بغير الطرق اللبنانية سوف يؤدي لفتنة خطيرة داخل لبنان.