الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 12:25 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

”أنا مش عارفني”.. شابة تعاني من حالة نادرة وتفشل في التعرف على الوجوه

حالة عمي التعرف على الوجوه
حالة عمي التعرف على الوجوه

هل يمكنك تخيل النظر فى المرآة وعدم التعرف على الشخص الذي أمامك، هذا بالفعل ما حدث مع امرأة روسية تبلغ من العمر 29 عامًا تعاني من "عمى التعرف على الوجوه"، وهي حالة نادرة تجعل من المستحيل التعرف على الوجوه، بما فى ذلك وجهها.

وبحسب موقع "odditycentral"، علمت لينا آش أنها كانت تعاني من عمى التعرف على الوجوه العام الماضي فقط، وقبل ذلك، كانت تحاول دائمًا إقناع نفسها بأنها ليست لديها مشكلة وأن الأمر من قبيل الصدفة، وعندما كانت طفلة، كانت لينا تواجه مشاكل فى التعرف على الوجوه أيضًا، ولم تكتشف حالتها حتى بعد التحدث مع والديها حول الأمر.

يذكر أن اَش لا تلومهم على ذلك، لأنهم لم يعرفوا حتى بوجود مثل هذه الحالة، وليس الأمر كما لو كان بإمكانهم ببساطة البحث عن أعراضها فى ذلك الوقت، حتى أطباء الأعصاب الذين ذهبت إليهم بسبب الصداع النصفي وانخفاض ضغط الدم والغثيان لم يتمكنوا من معرفة سبب مشاكلها الصحية، وكل هذا جعلها تشعر بالقلق.

وجلست المرأة البالغة من العمر 29 عامًا مؤخرًا مع "برايت سايد" لإجراء مقابلة حول حالتها غير العادية، حيث إنها الآن تعرف سبب "فقدان ذاكرة الوجه" لديها، فهي تريد أن تدع المرضى الآخرين المصابين بنفس حالتها يعرفون أنهم ليسوا وحدهم.

وعندما تتحدث إلى شخص ما، يمكن لـ "لينا" أن ترى وجهه بوضوح شديد، ولكن بمجرد أن يغادر مجال رؤيتها، فإنها تنسى شكله، فى حين أن معظم أدمغتنا مبرمجة لخلق ذكرى للأشخاص الذين نلتقي بهم، مما يساعدنا على التعرف عليهم بشكل أسهل من الأشياء الأخرى بعد ذلك، إلا أن دماغها لا تخلق ذكريات لوجوه الناس، أو حتى وجوههم.

وقالت لينا آش: "أستخدم بعض الأدوات للتعرف على وجهي، وعندما أنظر فى المرآة أو إلى صورة لنفسي، أفهم من هو أمامي من خلال تذكر الشامة فوق الحاجب، وشكل خط شعري، والندبة الموجودة على ذقني وشكل أنفي، وأعرف ملامح وجهي ويمكنني الاحتفاظ بها فى رأسي".

اقرأ أيضًا: قط يستكمل حياته بلا شعر ولا عيون بعد إصابته بمرض نادر (فيدو)

وتابعت: أنها تفعل الشيء نفسه مع الأشخاص الآخرين الذين تلتقي بهم، وتحاول التركيز على ميزات معينة لا يمكن نسيانها، مثل الشامات الملحوظة، والندوب، والوشم، والأنوف الملتوية، وتحاول ألا تركز على الملابس أو حتى شعر الوجه، لأن هذا قد يكون محيرًا بالنسبة لها، على سبيل المثال، يبدو زوجها ذو اللحية وبدونها كشخصين مختلفين تمامًا عنها.

وتقول الشابة الروسية، إنها علمت نفسها التعرف على أصوات الناس من أجل التمييز بينهم، بينما يتذكر معظم البشر وجوه الناس بشكل أفضل، فإنها تصنع ذكريات من أصواتهم، لأن هذه هي الميزة الأكثر دقة التي يمكنها الاعتماد عليها، وعلى سبيل المثال، عند اصطحاب ابنها من روضة الأطفال، من المفيد حقًا أنه يصرخ "أمي!" عندما يراها، ولديه أيضًا حقيبة ظهر برتقالية زاهية تساعد لينا على تمييزه عن الَأخرين.

وتعترف لينا بأن التعايش مع "عمى التعرف على الوجوه" ليس بالأمر السهل، حيث أنها تتعرض لبعض المواقف التي يجدها معظمنا طبيعية، مثل مقابلة أحد معارفك أو زميل قديم فى المدرسة فى الشارع للدردشة، فإنها تكون محرجة بالنسبة لشخص يعاني من عمي الوجه، لأنها ببساطة لا تستطيع التعرف على الشخص الذي يتحدث معها.

وأوضحت لينا: "بعض الناس يعتبرونني متعجرفًا، لأنني لا أحييهم عندما نمر بجانب بعضنا البعض فى الشارع، لكنني لا أتعرف عليهم فعلًا"، وبعض الناس لا يصدقونني عندما أخبرهم عن حالتي، بينما يتفهم الآخرون ويسألونني كيف أعيش دون أن أتمكن من التعرف على الوجوه".

ولكن، لحسن الحظ، تمكنت لينا من إيجاد جانب مشرق للتعايش مع عمى الوجه، حيث إنها لا تربط وجوه الناس بالذكريات السلبية، على سبيل المثال، عندما عملت كاتبة مبيعات واضطرت إلى التعامل مع العملاء الصعبين الذين سبوها وأساءوا إليها، فإنها لن تتذكرهم حتى إذا عادوا فى اليوم التالي، وهم يرتدون ملابس مختلفة.

يذكر أن "عمى التعرف على الوجوه" ليس له علاج، ويمكن للمصابين به الاعتماد فقط على سلسلة من التقنيات لتحسين الذاكرة والمهارات الحركية الدقيقة من أجل تطوير النصف المخي المسؤول عن التعرف على الوجه، ومع ذلك، فإن هذه الأساليب لا تعمل مع الجميع.

وقالت لينا آش: "أتمنى أن يتوصل الأطباء إلى حل يعمل على استقرار حالتي على الأقل، إذا لم يعالجها".

وذكرت أن ذاكرتها تتدهور: كل عام أعود إلى أفلام هاري بوتر وأشعر وكأنني أشاهدها لأول مرة، كما لو كنت قد شاهدت المقطع الدعائي فقط من قبل، وليس الفيلم بأكمله، كما أن رؤيتي تتدهور ولا أدري ماذا سيحدث لي غدًا، وأخشى أنه فى غضون 10 سنوات لن أتمكن من التعرف على أي شخص على الإطلاق".