عرب وعالم عرب وعالم

مضاربة رخيصة وانتهازية.. ثورة غضب من الدول الإسلامية ضد الرسوم المسيئة للرسول

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020 02:01 مـ بتوقيت القاهرة

انقلب المجتمع العربي والإسلامي، بعد إعادة نشر صحيفة شارلي إبدو الفرنسية، رسومات مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتصريح الرئيس الفرنسي بأنهم لن يتراجعوا عن نشر الرسوم، ونشر صورة مكبرة على أحد المباني الحكومية تسيئ إلى الرسول الكريم.

موقف الأزهر في مصر

البداية، استنكر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن تكون رموز الدين الإسلامي ومقدساته "ضحية مضاربة رخيصة"، في معرض تعليقه على "هجمة مُغرضة" تستهدف الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.

وقال الطيب، في بيان له: "نشهد الآن حملة مُمنهجة للزج بالإسلام في المعارك السياسية، وصناعة فوضى بدأت بهجمة مغرضة على نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، لا نقبلُ بأن تكون رموزُنا ومقدساتُنا ضحيةَ مضاربةٍ رخيصةٍ في سوق السياسات والصراعات الانتخابية، أقول لمَن يبررون الإساءة لنبي الإسلام: إن الأزمة الحقيقية هي بسبب ازدواجيتكم الفكرية وأجنداتكم الضيقة".

منظمة التعاون الإسلامي

فيما أدانت منظمة التعاون الإسلامي، استمرار الهجوم على مشاعر المسلمين بالإساءة إلى الرموز الدينية ولشخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مستنكرة أي تبرير لإهانة الرموز الدينية من أي ديانة باسم حرية التعبير.

وشجبت ربط الإسلام والمسلمين بالإرهاب، حاثةً على مراجعة السياسات التمييزية التي تستهدف المجتمعات الإسلامية، وتسيء لمشاعر ما يقرب من ملياري مسلم حول العالم.

الخارجية الكويتية

من جانبه أكد وزير الخارجية الكويتي الدكتور أحمد ناصر الصباح، للسفيرة الفرنسية على ضرورة وقف الإساءات للأديان والأنبياء في بعض الخطابات الرسمية والسياسية.

وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الكويتية بأن أحمد الصباح التقى السفيرة الفرنسية لدى الكويت، وبحثا تداعيات مقتل أستاذ التاريخ في إحدى المدارس الفرنسية، والتي سبق أن أدانتها دولة الكويت.

هيئة كبار العلماء السعودية

وأكدت هيئة كبار العلماء السعودية، أن الإساءة للأنبياء لا تمت لحرية التعبير بصلة، مشيرة إلى أنها خدمة مجانية لأصحاب الأفكار المتطرفة، بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الإسلام وتأييده نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وأوضحت أن الإساءة إلى مقامات الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام لن يضرّ أنبياء الله ورسله شيئا، وإنما يخدم أصحاب الدعوات المتطرفة الذين يريدون نشر أجواء الكراهية بين المجتمعات الإنسانية.

وتابعت أن الإسلام الذي بُعث به النبي محمد عليه الصلاة والسلام، جاء بتحريم كل انتقاص أو تكذيب لأي نبي من أنبياء الله، كما نهى عن التعرض للرموز الدينية.

المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر

أدان المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر، بشدة ما وصفه بـ "الحملة المسعورة على شخصية سيدنا محمد خير خلق الله، وعلى الدين الإسلامي الحنيف الذي يعتنقه مئات الملايين في كل القارات".

واعتبر المجلس في بيان نشرته الرئاسة الجزائرية على صفحتها بـ"فيسبوك"، أن التطاول على النبي صلى الله عليه وسلم والإساءة له يعتبر إساءة للإنسانية برمتها واعتبار هذا محض تطرف خصوصًا إذا كان صادرًا عن مسؤول يعتبر نفسه حاميا لقيم الإخاء والحرية والمساواة.

ودعا المجلس جميع المسلمين إلى أن يدفعوا بالتي هي أحسن، لأن ذلك هو جوهر الجهاد، وأيضا عقلاء العالم والمنظمات الدينية وهيئات حقوق الإنسان وحوار الأديان إلى مجابهة هذا الخطاب المتطرف وأن يسعوا إلى الانتصار إلى المنهج العقلاني الذي يحترم الرموز الدينية المشتركة ونبذ روح الكراهية والعنصرية.

الخارجية المغربية

اعتبرت وزارة الخارجية المغربية، أن استمرار نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد عمل استفزازي، مؤكدة إدانة "المملكة المغربية بشدة الإمعان في نشر الرسوم الكارياكاتورية المسيئة للإسلام وللرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام".

وأوضحت أن هذه الأفعال تعكس غياب النضج لدى مقترفيها، وتجدد التأكيد على أن حرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين ومعتقداتهم، مضيفة أنه بقدر ما تدين المملكة المغربية كل أعمال العنف الظلامية والهمجية التي تُرتكب باسم الإسلام، فإنها تشجب هذه الاستفزازات المسيئة لقدسية الدين الإسلامي.

الخارجية الأردنية

بدوره، أبلغ وزير الخارجية أيمن الصفدي سفيرة فرنسا في عمان رفض المملكة "الاستمرار بنشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد التي تؤذي مشاعر نحو ملياري مسلم".

وأكد الصفدي للسفيرة فيرونيك فولاند، موقف المملكة الرافض لاستمرار نشر الرسوم المسيئة وإدانته إساءةً وإيذاءً لمشاعر ما يقارب من ملياري مسلم حول العالم.

موقف قطر

في السياق ذاته دانت وزارة الخارجية القطرية التصاعد الكبير للخطاب الشعبوي المحرض على الإساءة الى الأديان، معبرة عن رفضها التام لكافة أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين.

إيران

أما في إيران، أشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أن إهانة المسلمين إساءة استغلال "انتهازية" لحرية التعبير.

وقالت هيئة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية، إن وزارة الخارجية استدعت القائم بأعمال السفير الفرنسي لديها، وسلمته رسالة احتجاج على الرسوم المسيئة للنبي، وعلى تصريحات ماكرون.

موقف تركيا

كان الرئيس التركي أردوغان قد حث مواطنيه على مقاطعة البضائع الفرنسية، وشبه أردوغان معاملة المسلمين في أوروبا بمعاملة اليهود قبل الحرب العالمية الثانية، وطالب بتوقيع الكشف الطبي على الرئيس الفرنسي؛ للتأكد من صحة قواه العقلية.

الحكومة الباكستانية

من جهتها، استدعت باكستان السفير الفرنسي في إسلام آباد، للاحتاجاج على الرسوم المسية للنبي محمد، وأعلنت الحكومة الباكستانية أن رئيس الوزراء عمران خان، وجه رسالة لمارك زوكربرغ الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك"، يطالب فيها بحظر أي محتوى ينطوي على التخويف من الإسلام مثلما فرضه على من يشكك في محرقة اليهود في الهولوكوست.

مواقع التواصل الاجتماعي في الدول الإسلامية

سلطت وسائل إعلام فرنسية، الضوء على حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، التي تم إطلاقها في العديد من الدول العربية والإسلامية.

وذكرت صحيفة "لوباريزيان" أن نطاق الحملة آخذ بالتوسع في العالم العربي، في وقت ينتفض فيه الكثيرون ضد دعم الحكومة الفرنسية في التجديف والسخرية من المقدسات.

وقال موقع BFMTV: إن "التوتر يزداد بين فرنسا وبعض الدول الإسلامية"، تزامنا مع حملات المقاطعة في دول خليجية وتركيا وإيران، بعد أن بلغ وسمي #إلا_رسول_الله_يا_فرنسا، و#مقاطعة_المنتجات_ الفرنسية، الأعلى تداولاً في العديد من الدول العربية والإسلامية".

وأكد موقع RFI أن حملة المقاطعة "قد تضر بالعديد من الشركات الفرنسية"، وأن الأمر لا يقتصر على المواد الغدائية، مؤكدة أن 430 وكالة سفر قررت تعليق شراء تذاكر الطيران إلى فرنسا.

تعليق فرنسا

كانت وزارة الخارجية الفرنسية، قد قالت إن الأيام الأخيرة شهدت دعوات في عدد من دول الشرق الأوسط لمقاطعة المنتجات الفرنسية، خاصة الغذائية، إضافة إلى دعوات للتظاهر ضد فرنسا بسبب نشر رسوم كاريكاتورية عن النبي محمد.

ورأت أن "هذه الدعوات للمقاطعة لا أساس لها ويجب وقفها فورا، مثل كل الهجمات التي تستهدف بلادنا والتي تدفع إليها الأقلية المتطرفة".

ونشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر حساباته على تويتر وفيسبوك، باللغة العربية، قائلاً: "لا شيئ يجعلنا نتراجع، أبداً. نحترم كل أوجه الاختلاف بروح السلام.. لا نقبل أبداً خطاب الحقد وندافع عن النقاش العقلاني. سنقف دوماً إلى جانب كرامة الإنسان والقيم العالمية".