الطريق
الأحد 5 مايو 2024 10:14 مـ 26 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

لماذا تهدد ثورة تيجراي مشروع سد النهضة.. وكيف ستتدخل إسرائيل؟ (تحليل)

ثرة إقليم تيجراي
ثرة إقليم تيجراي

"إقليم تيجراي".. ثورة الغضب التي لم تتوقع إثيوبيا اندلاعها، وفي ظل نشوب انقسامات بين أفراد الجيش وتدخلات خارجية تتمثل في إريتريا، تطرح تساؤلات حول العقبات المتوقع أن تعرقل مخطط سد النهضة الإثيوبي.


بداية الأزمة

 

بدأت الأزمة بين الحكومة الإثيوبية ومنظمة تحرير تيجراي، بمجرد أن تولى آبي أحمد الحكم في 2018، ورفضت المنظمة ما قاله آبي أحمد بأن له جميع الصلاحيات السياسية والاقتصادية.

الانتخابات في تيجراي

 

وارتفعت وتيرة الخلاف، حينما قررت منظمة تحرير تيجراي إجراء انتخابات بشكل منفرد، على الرغم من قرار الحكومة الفيدرالية بتأجيل الانتخابات العامة بسبب الحكومة، لكن المنظمة وفي 9 سبتمير الماضي بدأت في إجراءات الانتخابات، مؤكدة أن الدستور يمنحها هذا الحق.

وتوالت الأحداث واحدا تلو الآخر ليعلن الجلس الفيدرالي الإثيوبي موافقته على قرار حكومي يقضي بالتدخل وتشكيل حكومة مؤقتة في إقليم تيجراي الإثيوبي الذي يقع شمال البلاد، كما أقر حالة الطوارئ في الإقليم لمدة 6 أشهر، وتقرر أن يترأس فريق عمل الطوارئ رئيس أركان القوات المسلحة، وأن يتألف من ممثلين عن المؤسسات ذات الصلة، وسيكون هذا الفريق مسؤولا عن جميع القرارات التي سيتم اتخاذها أمام رئيس الوزراء.

اقرأ أيضا: عاجل | إثيوبيا تعتقل 17 ضابطا بالتواطؤ مع إقليم تيجراي

تدخل خارجي

 

من جانبها أرسلت إريتريا قوات عسكرية إلى إقليم تيجراي، وهو ما قوبل بانتقاد شديد من قبل زعيم الإقليم ديبريتسيون غيبريمايكل، متهما إريتريا بإرسال جنود عبر الحدود ومهاجمة القوات المحلية، في وقت تشن الحكومة الإثيوبية برئاسة أبي أحمد، هجومًا على هذه المنطقة.

ونفت إريتريا أن تكون أرسلت أي قوات إلى إثيوبيا أو أنها تنوي التدخل فيما يحدث داخل إقليم تيجراي بأي شكل من الأشكال.

الأزمة تتسلل لصفوف الجيش

 

ونظرا لاحتياج رئيس الوزراء آبي أحمد لولاء الجيش له لمساندته في مواجهة جبهة تحرير إقليم تيجراي، ولكي لا يتسبب في حدوث انقسام بين صفوف الجيش، يجعله يخسر معركته، فالبتزامن مع اعتقال 17 ضابط من قوات الجيش بالخيانة والتواطؤ مع إقليم تيجراي ويأمر بإعتقالهم، أكد أنه سينتقم للقوات بعد العثور على العديد من جثث الجنود في منطقة شيرارو التابعة لإقليم تيجراي وهم مكبلي الأيدي والأرجل، منوها أن ما تقوم به الجبهة في الإقليم عبارة عن عمل وحشي وسيؤدي لضياع إثيوبيا.

وفي تفاقم جديد للأحداث، فقد قرر برلمان إثيوبيا رفع الحصانة عن 39 مسؤولا ممن ينتمون لإقليم تيجراي بينهم حاكم الإقليم دبرصيون جبراميكائيل.

مجتمع عقائدي

 

وردا على آخر المستجدات التي تشهدها إثيوبيا قال دكتور ناصر مامون عيسي باحث في العلاقات الدولية وشئون الشرق الأوسط، إنه لكي يتم فهم مجريات الأمور لابد من الإلتفات إلى أن إثيوبيا في الأساس مجتمع عقائدي، وفيه العديد من الأقليات، منوها بأنه يتضمن 84 فصيلة إثنية تختلف عن الأخرى، أبرزها 3 فصائل وهم "الأمهرة والأورومو وتيجراي".

وأشار مأمون في تصريحات لـ "الطريق" إلى أن فصيلة الأورومو هي التي تتصدر المشهد فهي ذات مساحة ضخمة ولديها جيش يصل تعداده لـ270 ألف جندي، مما يؤكد أنه قوة لا يستهان بها عسكريا كما أنها تشكل 40% من التعداد السكاني في إثيوبيا، مما يؤكد أنها قوة مؤثرة أيضا من حيث السكان.

سر أهمية إقليم تيجراي

 

وأضاف عيسى أن حساسية وأهمية تيجراي تكمن في أنه مجاور لإريتريا وإسنية تيجراي مشتركة بين إثيوبيا وإريتريا التي تخشى من أن تؤثر هذه المستجدات عليها، وتجد النسبة التي تمثل "إسنية تيجراي" وتعيش على أراضيها تتحالف مع "إسنية تيجراي" الذين يعيشون في إثيوبيا ويشكلوا معا إقليم، فإذا بالفعل تدخلت كما تردد مؤخرا فستعمل على التعاون مع الجيش الذي يمثل الدولة وستقف ضد جبهة تحرير تيجراي.

اقرأ أيضا: عاجل | برلمان إثيوبيا يرفع الحصانة عن حاكم تيجراي و39 مسئولا

وتطرق الدكتور ناصر لقضية سد النهضة، وأوضح أن إثيوبيا حريصة على إتمام هذا المشروع، مشيرا إلى أنه ولكي تتمكن من تحقيق حلمها فعليها إذا أن تتمتع باستقرار داخلي، حتى تتمكن من الدخول في أي مفاوضات وتكون قادرة ايضا على اتخاذ القرار، مؤكدا أن رئيس الوزراء آبي أحمد يجد صعوبة الآن في تحقيق هذا الاستقرار الداخلي، فهناك أقاليم تسعى للانفصال وزادت الأمور سوءا بإقليم تيجراي الذي تحول لقوة مسلحة، لذلك فإنه يفتقر الاستقرار الذي سيساعده على إتمام بناء السد والتفاوض.

الجهات المانحة

 

وتوقع باحث في العلاقات الدولية وشئون الشرق الأوسط، إن الجهات المانحة سوف توقف المساعدات المالية لإتمام مشروع السد لحين تستقر الأوضاع الداخلية، فتقديم أي أموال الآن يعد مغامرة خطيرة، خاصة وأنهم بهذا الشكل يقدمون أموال ضخمة لمجتمع غير مستقر قد يوقف إتمام المشروع في أي لحظة.

ألاعيب إسرائيلية

 

وحول سؤاله عن موقف إسرائيل واحتمالات تدخلها لحماية لتهدئة الأوضاع الداخلية في إثيوبيا، أكد الدكتور ناصر أن إسرائيل تدعم إثيوبيا لوجستيا، كما أنها تساعد في إتمام بناء سد النهضة من خلال خبرائها فمساعدتها تقنية في المقام الأول، منوها بأن من مصلحتها تهدئة الأوضاع المضطربة حاليا لحماية محطاتها الاستخباراتية والجوية المتواجدة في إثيوبيا، التي تشكل أهمية خطيرة بالنسبة لها، مؤكدا أن من مصلحتها إتمام مشروع سد النهضة لأنه يشكل خطورة على الأمن القومي المصري.

اقرأ أيضا: العثور على جثث عسكريين إثيوبيين في تيجراي.. وآبي أحمد يتوعد بالانتقام

وأختتم الدكتور ناصر مامون عيسي بأن إسرائيل بأنه على الرغم من الأهمية اللوجستية التي تشكلها إثيوبيا لإسرائيل لكن من الصعب أن تتدخل لاستقرار الأوضاع، لأن جبهة تحرير تيجراي تعي جيدا ألاعيب إسرائيل ولن تسمح لها بأي تدخل عسكري.

موضوعات متعلقة