الطريق
الأربعاء 24 أبريل 2024 03:50 مـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

نص| إلى ما لا نهاية!

الكاتبة ياسمين الشاذلي
الكاتبة ياسمين الشاذلي

كأنها فتاة مدللة يتمنى لو يراقصها الجميع، بفستانها الأحمر وعطرها الفرنسي الراقي!

تجعلها الموسيقى في رقتها وعمقها وعظمتها فلا تستطيع أن تعرف من منهما أضفى سماته على الآخر.

تنظر خلسة إلى الفتى الذي سرق أنظار الجميع من الوهلة الأولى لدخوله الحفل.

تتساءل عيناها عنه آملة أن تأتيها الإجابة من تلقاء نفسها..

تلتفت لتذوب في الموسيقى محاولة أن تهرب إلى ما تحبه مما تخشى أن تحبه.

تخطو خطوات راقصة مغمضة العينين..

لتجد نفسها بين ذراعيه فتفتح عينيها في ذهول، فيخطفها مع الموسيقى ويكمل الرقصة في ابتسامة تغزل روحه بروحها.

تنظر إلى عينيه فيسألها: إلى متى تريدين أن ترقصي معي؟

في خجل تجيب: إلى أن تنتهى ابتسامتك.

يرد عليها في تعجب: وكيف لها أن تنتهي وأنتِ أمامي!

تتسارع خطواتها في الرقص فرحة قائلة: إذًا لنرقص إلى ما لا نهاية.

تنتهى الموسيقى فتجد جرس الهاتف يرن، وعندما تستجيب له، يخبرها حبيبها أنه كان يرقص معها في الحلم، ويعتذر أنه لن يستطيع الرقص معها ثانية لأنه قرر الهجرة!

هكذا هي الموسيقى الجميلة تُسلمك من رقصة إلى أخرى دون نهاية!

تسترجع مشاعر ملكيتها لأفكارها ومشاعرها وكلامها وتصرفاتها وتقرر بوعي أن تختار الأفكار التي تجذب لها الشريك المناسب، تقرر بوعي أن تركز مشاعرها على السعادة اللا نهائية، تركز أكثر على الرقص والموسيقى والحب والحياة وابتسامتهما معًا.

تختار بوعي الكلام الذي يوجه بوصلة حياتها للجنة والنعيم الأبدي، تختار بوعي التصرفات التي تكتب لها المصير الذي تتمناه حقًا.

تغمض عينيها وتكمل الرقص مبتهجة وشمس قلبها تنير التفاصيل.

يأتي لتخطف قلبه بنظرة، ويسرق قلبها بضمة، تتسارع بينهما النبضات، تلك التي سمعاها كأنها لحن جميل، طغى على صوت المعزوفة، جعلهما ذائبين في كل دلائل الجمال، هائمين معها في عالم متفرد، لا يسع سواهما، منفصل تمامًا، ومكتفٍ بقلبيهما، معلنًا ميلاد قصة جديدة، وحب لن ينتهي بانتهاء المقطوعة، لأن معزوفتهما لا تتوقف عن النبض!

للتواصل مع الكاتبة