هل تؤثر على تمويل التأمين الصحي الشامل؟.. القصة الكاملة لطرح رخصة تصنيع السجائر لأول مرة في مصر

أثار طرح الهيئة العامة للتنمية الصناعية، التابعة لوزارة التجارة والصناعة، لرخصة تصنيع السجائر في مصر، لأول مرة على الإطلاق، جدلًا واسعًا خلال الأيام الماضية بين الشركات العاملة في قطاع توزيع السجائر والأدخنة، اعتراضًا على شروط الطرح، إذ أنه اشتمل على شروط لا تضمن المنافسة القانونية.
اقرأ أيضا: مصر تتصدر قائمة فوربس لأقوى سيدات الأعمال بالشرق الأوسط
وقبل أن يمضي على إعلان مزايدة من التنمية الصناعية لصناعة السجائر أكثر من شهر، أعلن ابراهيم إمبابي، رئيس شعبة الدخان في اتحاد الصناعات، بشكل رسمي، أن هيئة التنمية الصناعية أجلت مزايدة صناعة السجائر في مصر لحين مناقشة مقترحات الشركات المعترضة على شروط الرخصة.
ويضيف في تصريحات صحفية، بأن الهيئة أخطرت المنشآت العاملة في قطاع صناعة الدخان والشعبة بانه قد تم تأجيل جلسة فتح العروض الفنية الخاصة بالمزايدة المحدودة لطرح رخصة انتاج السجائر، لحين الانتهاء من الرد علي الاستفسارات المقدمة من بعض الشركات أعضاء الغرفة واعتماد الرد من مجلس الوزراء.
وكذلك كشفت مصادر مطلعة على الطرح، أن هناك تدخلات جرت من جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، من أجل قبول هيئة التنمية الصناعية لمقترحات الشركات المعترضة على الطرح، وتأجيل المزايدة مؤقتاً، ثم عرضها على رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء.
وتعتبر السجائر ومنتجات التبغ، أحد موارد الحكومة لتمويل التأمين الصحي الشامل، الذي سيتم تعميمه على مستوى مصر بحلول 2030، بينما سيتم الانتهاء من المرحلة الأولى منه في محافظات بورسعيد، السويس، جنوب سيناء، شمال سيناء، والإسماعيلية، خلال العام المالي المقبل.
وحدد قانون التأمين الصحي الشامل الاصدر في 2018، موارد دعم نظام التأمين الصحي على 12 وسيلة، منها وسيلتنا تعتمدان على السجائر والدخان وهما: (75 قرشًا من قيمة كل علبة سجائر مباعة بالسوق المحلي، على أن تزداد كل 3 سنوات بقيمة 25 قرشًا أخرى حتى تصل إلى جنيه ونصف، وأيضا 10% من قيمة كل وحدة مباعة من مشتقات التبغ غير السجائر).
ومنذ نحو شهر، طرحت الهيئة العامة المصرية للتنمية الصناعية مزايدة تمنح تراخيص لإنتاج السجائر التقليدية والإلكترونية، كان ينتظر ترسيتها على الشركات في يونيو المقبل، ما قد يكسر احتكار الشرقية للدخان "إيسترن كومباني" لصناعة السجائر بالبلاد.
إلا أنَّ 4 شركات تبيع السجائر في مصر طالبت في خطاب إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بتاريخ 16 مارس الجاري تجميد المزايدة، ودراسة طرح رُخَص تسمح لجميع الشركات بالتصنيع.
كما اعترضت الشركات في خطابها، على اقتصار حق تصنيع الجيل الجديد من السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخَّن على الشركة الفائزة، وقالت لرئيس الوزراء، إنَّه يخلق حالة من الاحتكار، ويضرُّ بمناخ الاستثمار .
وتسيطر الشرقية للدخان على صناعة السجائر في مصر، وتنتج السجائر وتبغ الغليون والسيجار والمعسل، وتبلغ الحصة السوقية للشركة حوالي 70 % مقابل نحو 30 % للشركات الأجنبية.
وبحسب الخطاب الذي وجهته 4 شركات لرئيس الوزراء، تشترط المزايدة المزمعة مساهمة الشرقية للدخان بنسبة 24% من رأسمال الشركة التي سيؤسسها صاحب العرض الفائز، وألا يقل الإنتاج السنوي للشركة الجديدة عن 15 مليار سيجارة، وأن يكون سعر منتجات الشركة الجديدة أعلى من سعر بيع السجائر الشعبية التي تنتجها الشرقية للدخان بما لا يقل عن 50% من سعر أدنى منتج للشركة الشرقية، مع عدم طرح رخصة جديدة لمدَّة عشر سنوات من حصول الشركة الفائزة على الترخيص.
وقال مصدر بإحدى شركات السجائر الأجنبية في مصر لرويترز : " تمَّ إبلاغنا بالمزايدة مطلع مارس الجاري، على أن يتمَّ تقديم العطاءات خلال 30 يوماً، في حين سيتم إرساء التراخيص في يونيو المقبل".
ورأت شركات أدخنة النخلة، وبريتش أمريكان توباكو، وإمبريال توباكو، والمنصور الدولية للتوزيع - أنَّ المزايدة لا تتسم بالعدالة، وتخالف قانون حماية المنافسة، ومنع الممارسات الاحتكارية، كما أنَّ الحدَّ الأدنى الذي اشترطته المزايدة لعدد السجائر المنتجة سنوياً، والبالغ 15 مليار سيجارة، سيقيِّد من إمكانية منافسة عدد أكبر على الترخيص، إذ لا يتناسب مع واقع صناعة السجائر في مصر.
وارتفعت أرباح الشركة الشرقية للدخان بنسبة 17% خلال الأشهر السبعة الأولى من العام المالي الجاري، وسجَّلت 2.95 مليار جنيه خلال الفترة من يوليو 2020 إلى يناير 2021، مقابل 2.52 مليار جنيه في الفترة ذاتها من العام المالي الماضي. (الدولار يعادل 15.6 جنيه مصري)
وتمتلك الحكومة المصرية 50.5% من الشركة الشرقية للدخان "إيسترن كومباني"، عبر الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، ويتوزَّع باقي هيكل الملكية بواقع 6.1% لاتحاد العاملين المساهمين، و41% هي أسهم حرَّة التداول بالبورصة.
وارتفعت المبيعات خلال الأشهر السبعة الأولى من عامها المالي (يوليو-يناير) إلى 37.7 مليار جنيه مقابل 33.2 مليار جنيه في الفترة المقارنة من العام المالي الماضي.
وسجَّلت الشرقية للدخان في شهر يناير 2021 مبيعات شاملة الضرائب بقيمة 5.2 مليار جنيه.
وخلال النصف الأول من العام المالي الجاري 2020/ 2021، نمت أرباح الشركة الشرقية للدخان، بنسبة 14.5%، لتبلغ 2.54 مليار جنيه، مقارنة مع 2.21 مليار جنيه فى الفترة نفسها من العام الماضى، بعدما جمعت إيرادات نشاط بقيمة 8.16 مليار جنيه، مقارنة بنحو 7.69 مليار جنيه في النصف الأول من العام المالي السابق.