الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 02:19 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

اعرف طقوس الأدباء والشعراء وعاداتهم في العيد

العيد فرصة روحانية يلتقط فيها الأدباء والشعراء أنفاسهم من ضغوط الكتابة والعمل العام، فمنهم من يستغل الفرصة لزيارات الأقارب، ومنهم من يلزم بيته ولا تتغير طقوسه ويعتبره يومًا عاديًا.

وفي هذا السياق، تواصلت «الطريق» مع عديد من الشعراء والأدباء لمعرفة أين يقضون إجازة عيد الفطر المبارك؟ ومعرفة طقوسهم وعاداتهم، مؤكدين أن هذا العام مختلف بسبب انتشار وباء كورونا.

الغازي: صلاء العيد والاتصال بالأهل والأقارب

ففي البداية قال الشاعر والكاتب صالح الغازي، إن أجمل ذكريات العيد في طفولتي في الثمانينات بالمحلة الكبرى، أصحوا مبكرا وألبس الملابس الجديدة في حين أمي تجهز طعامها الشهي وأذهب مع والدي لصلاة العيد ثم نزور مقابر الششتاوي حيث يرقد جدي وجدتي وأخي رحمهم الله، نقرأ الفاتحة ثم نزور عماتي وأعمامي حيث أن أبي هو كبير العائلة فيصطحبني لنعيد عليهم جميعا حتى أن لي عمة في المنصورة أسافر معه لمعايدتها ،بعدها نرجع للبيت لنجد أخوالي في زيارتنا، ونسيت أقول أن قبل العيد بيوم يكون والدي قد زار القاهرة للمعايدة على عمتي في حلوان وأحيانا أكون معه.

وأضاف، بعد الظهر نتناول الغداء غالبا تكون والدتي جهزته الرقاق باللحمة المفرومة والفتة، ثم أنزل الشارع لصرف العيدية على الألعاب مثل المسدسات بنية اللون التي تنتهي ببوز أحمر مدبب كصاروخ صغير، والبلي والبومب وألعاب الأتاري وكاميرات الماءّ، ومع التسعينات بدأت فترة اللهو تقل مع تقدم العمر فصار طقس العيد يتركز في أول يوم فقط صباحا نعايد العائلة وبعد الظهر ننتظر المسرحيات المشهورة والأفلام التي تعرض في التليفزيون.

وتابع: أما في إقامتي للعمل سواء في السعودية أو الكويت، نصحو لصلاة العيد ونفطر بالتمر والكعك ونتصل بالأهل والأقارب تليفونيا أو بالفيديو نعيد عليهم ونتلقى اتصالات المعايدة من الأهل والأعزاء، ثم نخرج للملاهي أو للسينما أو نتناول الطعام في مطعم وان كان الجو ملائم نخرج لكورنيش الخليج، وأحيانا نزور بعض الأصدقاء المقربين أو يزورونا للمعايدة، أما اليوم الثاني قد نخرج لفترة قصيرة ثم النصيب الأكبر للقراءة والكتابة والعودة لروتين الحياة العادي.

صالح الغازي

الشربيني: إجازة العيد فرصة للراحة والتقاط الأنفاس

من جانبها، قالت الكاتبة علا سمير الشربيني، إنه قبل انتشار وباء كورونا، وأنا وأسرتي لسنا من هواة الخروج في إجازات الأعياد، بل نقضيها بالمنزل غالبًا، للابتعاد عن الازدحام الشديد في المتنزهات والسينمات والأماكن الترفيهية، لذا فلم يشكل التباعد الاجتماعي لي أية مشكلة أو ضيق في العيد، لأني اعتدت على قضائه في المنزل بالفعل مع أسرتي، حيث نتناول الطعام وكعك العيد معًا أثناء الدردشة، ومشاهدة المسرحيات والأفلام الكلاسيكية بالتليفزيون.

وأضافت، أنه في الواقع أعتبر إجازة العيد فرصة للراحة والاسترخاء والتقاط الأنفاس، وفي الغالب تكون هناك أيضًا فرصة جيدة للبدء في كتابة عمل أدبي جديد - أو استكمال عمل بدأته بالفعل- باسترسال لعدد من الساعات لأيام متتالية، وهو ما لا تسمح به الأيام العادية مطلقًا، نظرا لظروف عملي اليومية وساعاته الطويلة، فتكون الفرصة الوحيدة للكتابة في إجازات نهاية الأسبوع فقط، لذا تزداد فرحتي بالعيد لأني أكون على موعد مع الكتابة التي أعشقها.

شبلول: المتغيرات الجديدة تفرض نفسها على طقوس العيد

أما الأديب أحمد فضل شبلول، فقد صرح أن المتغيرات الجديدة تفرض نفسها على طقوس العيد هذا العام، مثلما حدث في العام الماضي، منذ تفشي جائحة كورونا في العالم كله، وما فرضته من عزلة وابتعاد وعدم زيارة الأهل والأصدقاء إلا في أضيق الحدود، مع القيام باتباع الإجراءات الاحترازية. مثل هذه الأمور تجعلنا تفتقد لطقوس الأعياد والتجمع العائلي وخاصة في أول أيام العيد.

وأضاف، لا نملك إلا القيام باسترجاعات أو عمل فلاش باك على أعياد ما قبل كورونا، بل العودة بهذه الاسترجاعات إلى أيام الطفولة، حيث كنا نجهز أنفسنا للعيد قبلها بيوم، نطلق عليه وقفة العيد، فنرتدي "بيجامة الوقفة" والتي كانت تتم خياطتها بأيدي الوالدة، ولا نلبسها إلا عندما نعرف من جهاز الراديو أنه ثبتت رؤية هلال العيد، وأنه غدا أول أيام العيد.

وتابع: قبل ذلك بأيام كان البيت يتعاون ويتضافر في صناعة كحك العيد، فيجتمع عندنا الجيران في يوم من أيام الأسبوع الأخير في رمضان لعمل "كعك العيد"، وفي يوم آخر تذهب الوالدة إلى منازل الجيران لمساعدتهم في إنجاز كحكهم، وكان يحلو لي الإمساك بالمنقاش، وهو عبارة عن قطعة معدنية ذات شكل معين وسنون معينة ننقش بها على عجينة الكعك والبسكويت، ويظهر أثرها الجميل وشكلها البديع بعد أن يستوي الكعك ويعود من الفرن لنتذوقه قبل حلول أول أيام العيد.

ومع أن الأقارب والجيران يشاركون في عمل كعك العيد، فإنه يتم تبادل أطباق الكعك والبسكويت والغُريبة والقُرَص. ولم نكن نعتمد على شراء هذه الأشياء من محلات الحلويات – مثلما يحدث الآن – فهذا كان يعتبر "عيب قوي" زمان.

أحمد صبري شبلول

رضا: العيد فرصة جيدة لنصل أرحامنا ونطمئن على أصدقائنا

وصرحت الكاتبة داليا محمد رضا، أن العيد كلمة صغيرة فى حروفه لكنه يحمل فى طياته أجمل معانى البهجة والسرور، فمن منا لا يحمل بداخله العديد من الذكريات عن الزيارات العائلية وأخذ العيديات بالطفولة ، وحتى الأن نجدها فرصة جيدة وسط انشغالنا بصعوبات الحياة لنصل أرحامنا ونطمئن على أصدقائنا بهذه المناسبة السعيدة.

ويحمل هذا العيد فرحه خاصة لي بصدور روايتي الجديدة " جواري لليلة واحدة " بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بعد مجهود تأليف دام لعامين، وتعاون دام لثلاث أشهر مع دار الأديب لإخراج الرواية بأحسن صورة للقارئ شكلاً ومضموناً ، وأتمنى أن تنال الرواية إعجاب القراء.

داليا محمد رضا

المهدي: الأعياد بالنسبة لي تمثل عبئا شديدا

وقال الشاعر مصباح المهدي، أسعد الله الناس وجعل أيامهم كلها أعيادنا.. أما عن العيد والفرح بالعيد فالحديث يطول يختلف التعاطي مع الأعياد من طائفة لطائفة ومن شخص لشخص داخل الطائفة الواحدة.

وأضاف، أن المبدعين مثلا أشخاص ليس لهم كتالوج فهم في الغالب أشخاص مزاجيون، لهم كيميا مختلفة متقلبة الأطوار.

وتابع، أنا شخصيا لا أحب على الإطلاق الأعياد، وأختلس أوقاتا للفرح خارج صناديق الأفراح.

وتمثل الأعياد بالنسبة لي عبئا شديد الوطء يجسد الوحدة والشعور بالشجن ..أقضي منذ الطفولة يوم العيد في العزلة نائما أو مضطرا اضطرارا للانصهار في بوتقة الضجيج المسمى يوم العيد لكنني كمن يؤدي واجبا ثقيلا في استقبال زائرين يؤدون بشكل روتيني طقس التزاور في العيد لكنني في المقابل لا أزور أحدا اللهم بيت أشقائي الذين يقومون بالواجبات وزيادة ويتغاضون عن تقصيري في أداء تلك الطقوس.

وأشار إلى أن الأعياد شيء يخص الأطفال، فيما كنت طفلا نكديا لم أعش طفولتي، وربما موقفي من الأعياد مخزن في ديسك اللاوعي من فترة الطفولة.

عباس المهدي

عامر: سألزم منزلي مع أسرتي بسبب كورونا

بينما قال الشاعر الدكتور عباس محمود عامر، إنه بمناسبة عيد الفطر المبارك أعاده الله على العالم أجمع بالخير والسلام؛ في هذا العيد المبارك ، ونظرا لانتشار مرض " كورونا " سألزم منزلي مع أسرتي ، وأقرأ كتاب الله في صباح كل يوم ؛ وبعدها أتجه بقراءة ما طاب لى من إبداعات للشعراء ، والروائيين ؛ لأظل متعايشا في رونق الإبداع ، وجماليات اللغة العربية .

وتابع: بطبيعتي، أبحث عن الحب، والسلام بين مشاعر الأسرة، وأتابع هذه المشاعر بين العائلة، والأصدقاء، والزملاء؛ ومبادلة تهاني العيد من خلال جهاز الموبايل ، ومتابعة احتفالات المجتمع بالعيد عبر الشاشات.

عباش عامر