الطريق
الخميس 16 مايو 2024 09:52 مـ 8 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هل تقود واشنطن سباقا عالميا للتسلح النووي؟

الجيش الأمريكى
الجيش الأمريكى

بالإشارة إلى المقترحات التي قدمت للرئيس الأمريكي "جو بايدن" من قِبل 700 من العلماء والمهندسين -بعضهم حاز جائزة نوبل- بشأن تبنِي سياسة نووية جديدة، ترتكز على أربعة مقترحات رئيسة؛ يتمثل المقترح الأول في تعهُّد "واشنطن" بعدم استخدام أسلحتها النووية.

ويتمحور المقترحان الثاني والثالث في الحصول على موافقة مسؤول أمريكي، آخر إلى جانب الرئيس، قبل الإقدام على استخدام السلاح النووي، وخفض ترسانة الأسلحة النووية الأمريكية المنشورة بمقدار الثُلث، أي من 1550 رأسا نوويا إلى 1000 رأس نووي، ويتمثَّل المقترح الرابع في التوقف عن تمويل إقامة صواريخ أرضية جديدة، واستبدال صواريخ من نوع "مينيوتمان 3" (Minuteman III) التي تم نشرها في 1970، بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وهذه المقترحات من شأنها إبطاء سباق التسلح النووي مع كلٍ من روسيا والصين.

خفض ترسانة الأسلحة النووية الأمريكية

وهناك آراء مناهضة للمقترحات السابقة، فآخرون يرون أن المقترحات سالفة الذكر يتخللها العديد من العيوب؛ إذ ستقود إلى شعور كلٍّ من روسيا والصين أنّهما في مأمن من أي هجوم نووي، وتسمح لكلتيهما بمهاجمة "واشنطن" أو حلفائها دون خوف من أي رد فعل نووي، كما أنّهم يرون أنّ مسألة الحصول على موافقة مسؤول أمريكي آخر إلى جانب الرئيس قبل الإقدام على أي هجوم نووي غير ضرورية، باعتبارها عقبة أمام الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الرئيس الأمريكي حال لزم الأمر.

ويأتي الانتقاد الموجه إلى المقترح الثالث بشأن خفض ترسانة الأسلحة النووية الأمريكية، يتمثَّل في كونه يعمل على تقويض قدرة الولايات المتحدة في الحفاظ على التفوق النووي، كما سيصبح بإمكان الجانبيْن الروسي والصيني أن يتجاوزا بسهولة حد امتلاك خمسة آلاف رأس حربي نووي -أو ثلاثة آلاف رأس حربي نووي على الأقل- خلال العقد المقبل، كما يمكن لروسيا حينئذ أن تنسحب من معاهدة نيوستارت، الأمر الذي من شأنه الإخلال بالتوازن الاستراتيجي.

التوقف عن تمويل إقامة صواريخ أرضية جديدة

والمقترح الرابع بشأن التوقف عن تمويل إقامة صواريخ أرضية جديدة، واستبدال صواريخ من نوع "مينيوتمان 3" بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات، يبدو مستحيلًا من الناحية العملية؛ ذلك لأنه لا يمكن الاستمرار في الاعتماد على هذا النوع من الصواريخ دون تطوير بعد عام 2035، كما أن هذا النوع من الصواريخ يفتقر لإمكانات الردع؛ ولذلك يعارض المسؤولون الأمريكيون تخفيض مستوى الرؤوس الحربية النووية، خصوصًا أنه لم ينتج عن أي تخفيض أحادي الجانب من قِبل الولايات المتحدة في أعداد ومستوى التسلح النووي- سلوك روسي أو صيني مماثل.

اقرأ أيضا: واشنطن تمارس تكتيكات دبلوماسية فعالة لتقويض التحالف الروسي الصيني