الطريق
الثلاثاء 7 مايو 2024 05:53 مـ 28 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الاضطرابات في كازاخستان تمثل مخاطر على روسيا

أرشيفية
أرشيفية

ذكرت وزارة الدفاع الروسية انسحاب قواتها من كازاخستان، أمس السبت، وفقًا لصحيفة "فايننشال تايمز".

وأعلن الرئيس الكازاخي " قاسم جومارت توكاييف" أنّ كازاخستان نجحت في تجنب محاولة انقلابية ومن ناحية أخرى، لا ينطبق انسحاب القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا.

ويستدل على الاضطرابات في أوكرانيا وكازاخستان عبر التحولات التي تشهدها جمهوريات آسيا الوسطى فضلًا عن تكثيف روسيا لتحركاتها؛ للتصدي للانتفاضات المناهضة للحكومات الموالية لها، كما فعلت في جورجيا في 2003، وفي أوكرانيا عامي 2004 و2014، وفي بيلاروسيا عام 2020.

وتحاول روسيا منع قدوم حكومات مؤيدة للغرب، ومن جانبه، أكد الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" دور منظمة "معاهدة الأمن الجماعي" في حماية الحلفاء من "الثورات الملونة" جدير بالذكر أنّ روسيا تعتقد أنّ "الثورات الملونة" عبارة عن احتجاجات وأعمال شغب، حرضت عليها الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى؛ لتغيير في الأنظمة وزعزعة الاستقرار.

وتعد الاضطرابات في كازاخستان هي الحالة الأولى التي تلعب فيها منظمة "معاهدة الأمن الجماعي" دورًا رئيسًا منذ إنشائها في التسعينيات؛ إذ رُفض تدخلها لتقديم مساعدات أمنية لدول مثل قيرغيزستان وأرمينيا بحجة أن ما يشهدوه من مشكلات تُعد مسائل داخلية.

ويعد اعتماد "توكاييف"، وقبله الرئيس البيلاروسي "ألكسندر لوكاشينكو"، على الدعم الروسي، يعزز طوح "بوتين" من ناحية، ويخلق مخاطر لتلك الدول ولـ "موسكو"، من ناحية أخرى فقمع الاحتجاجات دون معالجة الأسباب الأساسية للاضطرابات، يؤثر سلبًا على تلك النظم، ويدفعها لتصبح أكثر هشاشة بمرور الوقت.

ومن بين العوامل التي تقف وراء الاحتجاجات في كازاخستان، اتساع فجوة التفاوت الاجتماعي والاقتصادي، فضلًا عن صراع النخب على السلطة، واشتداد الخلافات بين الرئيس السابق "نور سلطان نزارباييف" والرئيس الحالي "توكاييف" الذي جاء خلفًا له في 2019.

اقرأ أيضًا| البيت الأبيض: لن تكون هناك أي مفاوضات بشأن أمن أوروبا دون مشاركة حلفائنا

وختامًا، تُلقي التطورات بدول الجوار بظلالها على الداخل الروسي؛ فمن الممكن أن يواجه "بوتين" تهديدًا لحكمه، فيما يأمل الكرملين في استمرار نظام "بوتين" سلميًا، دون اللجوء إلى الاعتقالات والترهيب والمساعدة العسكرية وبموجب الدستور الروسي، من المفترض أن يظل "بوتين" بالسلطة حتى عام 2036.