اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي يحدّ من خيارات أوروبا في أزمة أوكرانيا

يمثل اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي، خطرًا جسيمًا على اقتصادها إذا أوقفت روسيا صادرات الغاز إلى الغرب، وعليه يفتقر الاتحاد الأوروبي إلى خيارات معاقبة "موسكو" في حال قامت بغزو أوكرانيا.
ووفقًا لوكالة الإحصاء الأوروبية "يوروستات"، تُعد ألمانيا أكبر مستورِد للغاز الروسي في العالم؛ حيث إنّ نصف وارداتها تعتمد على الغاز القادم من روسيا، ومن المُرجَّح تزايد تلك النسبة، مقابل حوالي 40% في المتوسط من الاتحاد الأوروبي؛ نظرًا لخفض الاعتماد على الفحم؛ لتقليل انبعاثات الكربون، والتخلص التدريجي من الطاقة النووية.
ومن جانبه، أوضح "جوستاف جريسيل"، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أنّ قرار التخلص التدريجي من الطاقة النووية والفحم، جعل ألمانيا تعتمد كليًّا على الغاز الروسي، ما يجعل روسيا تستخدم الطاقة كسلاح.
اقرأ أيضًا| إيرن والولايات المتحدة قد يعقدان لقاء ”مباشرًا” لإحياء الاتفاق النووي
ومع تدفُّق الغاز الرخيص من روسيا، لم تهتم الحكومات ببناء بنية تحتية لاستيراد الغاز الطبيعي المُسال من المصدرين الرئيسين؛ مثل الولايات المتحدة، أو قطر، فضلًا عن عدم وجود محطة خاصة للغاز الطبيعي المسال بألمانيا.
ومن المتوقع أن يضاعف خط أنابيب "نورد ستريم 2" القدرة على صادرات الغاز الروسي إلى "برلين"، التي يتم توجيهها حاليًّا عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" الموازي.
كما ارتفعت أسعار الطاقة الألمانية نتيجة لنقص الغاز في أوروبا؛ حيث أفاد مكتب الإحصاء الألماني، يوم الخميس 20 يناير، بارتفاع أسعار الطاقة بنسبة 69% في ديسمبر 2021، مُقارنةً بالشهر نفسه من عام 2020، ودفعت الأزمة شركات الطاقة الألمانية لتأمين مليارات اليورو في الائتمان لمواجهة ارتفاع الأسعار.