هل يستجيب الغرب لتحذيرات بولندا بشأن التهديدات الروسية؟

• حشد حوالي 130 ألف جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا، يُظهر نوايا روسيا في زيادة حدّة التصعيد.
• ألمانيا تدعو إلى ضرورة استكمال مشروع "نورد ستريم 2"، وأوضحت أن التعاون مع روسيا في مشروعات الطاقة المتجددة يمكن أن يساعد في تهدئة التوترات.
• استمرار وتيرة التصعيد بين الجانبين الروسي والأوكراني، ربما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي وتقويض الديمقراطية الهشة في أوكرانيا.
على ضوء التحذيرات السابقة للرئيس البولندي "ليخ كاتشينسكي" من تصاعد التهديد الروسي لدول أوروبا، ودعوته لكل من الاتحاد الأوروبي، وحلف "الناتو" لضرورة مواجهة التدخلات الروسية المتنامية في دول القارة.
اتصالًا، تجاوزت روسيا الهجوم على جورجيا في الماضي لتضع أوكرانيا نُصب الاهتمام الخارجي الروسي، والذي بدأ بالفعل عام 2014، حين هاجمت روسيا أوكرانيا في صراع أودى بحياة أكثر من 15 ألف شخص، وفقًا لتصريحات السلطات في أوكرانيا "كييف"، لتعتزم روسيا بعد ذلك زيادة حدّة التصعيد في الآونة الأخيرة من خلال حشد حوالي 130 ألف جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا، الأمر الذي يُثير مخاوف الأوروبيين بأن التهديد المتجدد لا يتعلق بدولة واحدة فقط، في إشارة إلى أن غزو أوكرانيا وحدها لن يُرضِي طموحات الرئيس "بوتين" الإمبريالية.
وثمَّة مجموعة من التدابير الأوروبية التي تم اتخاذها في مواجهة التهديد الروسي المتصاعد، تمثلت في دعوة العاصمة البولندية "وارسو" دول الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على روسيا، ودعم الجيش الأوكراني، مع تأكيد ضرورة ردع العدوان الروسي من خلال حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وتأييد الاتحاد الأوروبي.
وفي المقابل، يجدر الانتباه إلى أن الموقف الألماني من الأزمة الأوكرانية كان مغايرًا لحلفائها الأوربيين، إذ إن استجابة ألمانيا غير المتكافئة للدعوات البولندية كانت بمثابة عقبة من نوع خاص؛ الأمر الذي يظهر جليًّا في رفض ألمانيا إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، كما أن دعوة ألمانيا بضرورة استكمال مشروع خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2"، والتي بررت ذلك بأن التعاون مع روسيا في مشروعات الطاقة المتجددة يمكن أن يساعد في نزع فتيل التوترات أثار غضب بعض الحلفاء.
على صعيد الدور الفرنسي في الأزمة، فإنه يُظهر اهتمام الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" بتأكيد الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي، في إشارة إلى أن طريقة تمكين القارة الأوروبية لن تكون من خلال خلق مسار موازٍ للمفاوضات مع روسيا، ولكن من خلال خلق قدرات دفاعية أوروبية إضافية، وفرض مزيد من العقوبات كخطوة استباقية رادعة للتهديد الروسي.
ورغم أن الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها العديد من القوى الأوروبية –لا سيما فرنسا- لتهدئة التوترات، فإن الرئيس "بوتين" يُفضّل في المقام الأول التعامل مع "واشنطن" خلال هذه الأزمة، حيثُ تعتقد روسيا أن إعلان وسائل الإعلام الأمريكية عزم الولايات المتحدة عدم فرض عقوبات على خط الغاز الروسي "نورد ستريم 2" يمكن أن يكون مسارًا جادًا للتفاوض.
ختامًا، هناك مجموعة من المخاوف بشأن استمرار وتيرة التصعيد بين الجانبين الروسي والأوكراني، والتي يمكن أن تأتي في شكل هجمات إلكترونية تصيب البنية التحتية الحيوية، أو تعمل على زعزعة الاستقرار السياسي وتقويض الديمقراطية الهشة في أوكرانيا، في هذا الشأن أشارت المخابرات البريطانية إلى أن "بوتين" يأمل في تغيير النظام القائم وتولي نظام جديد موال للكرملين في "كييف".
اقرأ أيضا: انتعاش الاقتصاد البريطاني يمهد الطريق لمزيد من رفع أسعار الفائدة