الطريق
الأحد 2 يونيو 2024 01:44 مـ 25 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الإشكالية الأمريكية تجاه أفغانستان بعد انسحابها من البلاد

طالبان
طالبان

• اتبعت إدارة "بايدن" نهج "فقدان الذاكرة الجماعية" أملًا في نسيان الأمريكيين للخسارة الفادحة في أفغانستان.

• أصبح المجتمع الأمريكي أمام متلازمة أفغانستان، حيث خلق الانسحاب الأمريكي منها حالة تخوف ضد أي حملة عسكرية أخرى.

• كشفت معظم استطلاعات الرأي أن معظم الأمريكيين ينظرون إلى أفغانستان على أنها دولة فاشلة، وبالتالي، فإن التدخل الأمريكي جاء كاستجابة ضرورية لأحداث 11 سبتمبر.

سلَّط ذا ناشيونال إنترست في تقريرا الضوء على الإشكالية الأمريكية تجاه أفغانستان بعد انسحابها من البلاد في أغسطس 2021، وسيطرة "حركة طالبان" على الحكم، مشيرًا إلى أنه بالرغم مما تمثله التجربة الأمريكية في أفغانستان من خسارة عسكرية كبيرة، فإنه من الصعب على الأمريكيين الاعتراف بهزيمتهم في ظل العقيدة الأمريكية التي لا تقبل إلا النصر.

وأضاف التقرير أن المشكلة الأخرى التي تواجه "واشنطن" هي تعرضها لعدد من التحديات الداخلية التي تفرض على الرئيس الأمريكي "جو بايدن" التحول من التركيز على الحروب الخارجية إلى محاولة حل المعضلات الداخلية، لا سيما وأن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان عمّق من حدة الاستقطاب في الداخل الأمريكي؛ حيث أفرزت الإخفاقات العسكرية الأمريكية في أفغانستان ثلاثة أنواع من ردود الفعل أو الاستجابات، الاستجابة الأولى: تتمثّل في محاولات فقدان الذاكرة الجماعية؛ حيث يلجأ الأفراد إلى نسيان الذكريات العصيبة، وهو النهج الذي تتبعه إدارة "بايدن" أملًا في نسيان الأمريكيين للخسارة الفادحة في أفغانستان، وينعكس ذلك في تجنب "بايدن" إجابة أسئلة المراسلين حول الأزمة.

والاستجابة الثانية: ترتبط بفكرة التخوف من تكرار التجارب السابقة، مثل متلازمة فيتنام ومتلازمة الصومال، ومن ثمّ أصبح المجتمع الأمريكي أمام متلازمة أفغانستان، أي أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان خلق حالة نفور ضد أي حملة عسكرية تشبه الغزو الأمريكي لأفغانستان، وأوضح التقرير أن الاستجابة الثالثة: تتضمن تسليح النخبة السياسية بوسائل للدفاع عن نفسها؛ ففي حين يمكن للإدارة الأمريكية الحالية استخدام الخسائر العسكرية كذريعة وحجة لردع خصومها السياسيين، تقوم المعارضة باستغلال مثل هذه الخسائر لانتقاد مسؤولي البيت الأبيض باعتبارهم يتحملون المسؤولية الأولى عن الهزيمة.

وفي سياق متصل، لفت التقرير الانتباه إلى وجود ازدواجية في المشاعر العامة الأمريكية؛ فبينما اعتقد الكثير من الأمريكيين أن الحرب الأمريكية تعد تكرارًا لسيناريو فيتنام، كشفت معظم استطلاعات الرأي العام أن معظم الأمريكيين ينظرون إلى أفغانستان على أنها دولة فاشلة، وبالتالي، فإن التدخل الأمريكي جاء كاستجابة ضرورية لأحداث 11 سبتمبر2001، وختامًا يرى التقرير أن الحرب الأمريكية في أفغانستان كانت الرد الأمثل على هجمات 11 سبتمبر التي راح ضحيتها آلاف المدنيين الأمريكيين، ولكن الانتصارات الأمريكية فقدت زخمها نتيجة تجاهل الإدارات الأمريكية المتعاقبة لضرورة التفاوض مع "حركة طالبان".

اقرأ أيضا: «بايدن» يخفق في تشديد العقوبات الدولية على روسيا

موضوعات متعلقة