الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 08:54 مـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

باحثون أفغان لـ«الطريق»: عملية الاغتيال ستلقي بظلال سلبية..

علاقة طالبان والقاعدة في مهب الريح.. ونقل التنظيم إلى إفريقيا «وارد»

قد يتخذ السقوط غير المتوقع لزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، أحد أبرز القيادات الإرهابية حول العالم، منعطفًا في مسار التطورات المستقبلية في أفغانستان، كما يحمل في طياته تداعيات مختلفة ومتعددة قد يترتب عليها فصول جديدة من السيناريوهات في «كابول» والمناطق المحيطة بها.

بين تلك التداعيات التي قد تسفر بشكل مباشر أو غير مباشر عن مقتل زعيم القاعدة، توتر العلاقات بين حركة طالبان التي تحكم أفغانستان الآن وتنظيم القاعدة، واللتين لطالما كانت بينهما توتر واختلافات، حيث ترفض بعض التيارات في طالبان المعروفة باسم «طالبان الوطنية» الارتباط بـ«القاعدة» أو الانخراط في أي صراعات ممتدة إلى خارج أفغانستان، وتعتقد أن فكر القاعدة سيدمرها ويجلب لها الخراب، وما عزز هذا الاعتقاد هجمات 11 سبتمبر التي استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر نفسه الذي جعل العديد من المحللين الاستنتاج بأن تلك التيارات قد تكون شاركت في تسهيل عملية اغتيال الظواهري تنفيذًا لما يعتقدون به.

طالبان واغتيال الظواهري

يرى الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أحمد سلطان، أن الظواهري قد ضُحي به من أجل مصلحة طالبان، مشيرًا إلى أن فكرة التضحية بزعماء القاعدة والتخلي عنهم ليست غريبة على طالبان، مشيرًا إلى قول «الملا إحسان الله إحسان»، القيادي السابق في الحركة، لأسامة بن لادن: «ليتني أكون موجودًا حينما يخرجونك من أفغانستان»، ما يوضح رفض الكثير من عناصر طالبان لفكر القاعدة منذ وقت طويل.

وقال سلطان في اتصال هاتفي لـ«الطريق»: «من المرجح أن تكون هذه المجموعات هي التي تواصلت مع الولايات المتحدة وباعت الظواهري بشكل صريح، وبدأت تفكر في مصلحتها من جديد، لأن أفغانستان تضررت بما يكفي من عواقب استضافتها لقيادات التنظيم، وهناك أيضا نقطة هامة في هذا الصدد، وهي أن تسليم الظواهري لأمريكا، ارتبط بمفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان للإفراج عن ماتبقى من الأموال الأفغانية المحتجزة في الولايات المتحدة».

وتابع الباحث في الحركات الإسلامية: «بعد هجمات 11 سبتمبر واستمرار القاعدة داخل أفغانستان، وجدت القاعدة موطئ قدم جديد لها، وبدأت الفصائل الطالبانية تعزز مكانتها في كابول، ورغم ذلك، ظلت هناك تيارات من طالبان ترفض القاعدة».



خلاف قديم

وأشار سلطان إلى أن طالبان منذ البداية تأكدت من أن علاقتها بالقاعدة ستدمر أفغانستان، وكان مؤسس حركة طالبان وزعيمها الملا محمد عمر، يعطي توجيهات مباشرة لزعيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، بألا ينفذ هجمات خارج أفغانستان ويكتفي بالإقامة، لكن القاعدة لم تمتثل لتوجيهاته، ولعل أول ما فعله زعيم طالبان بعد هجمات 11 سبتمبر، هو إخراج المقاتلين العرب خارج الحدود الأفغانية.

وتابع: «بعد هجمات 11 سبتمبر واستمرار القاعدة داخل أفغانستان، وجدت القاعدة موطئ قدم جديد لها، وبدأت الفصائل الطالبانية تعزز مكانتها في كابول، ورغم ذلك، ظلت هناك تيارات من طالبان ترفض القاعدة».

ظلال سلبية

ومن جهتها، علقت الباحثة الأفغانية، فاطمة حكمت، على اغتيال الظواهري في بلادها، قائلة: «إن مقتل الظواهري في ظل حكومة طالبان، وفي قلب العاصمة، سيلقي بظلاله السلبية على علاقة طالبان بالقاعدة وجميع الحركات الإرهابية الأخرى، لأن التنظيم تحت قيادة الظواهري ظن أنه يمكنه التحصن بأفغانستان والاستفادة من أرضها كما فعل بن لادن، لكن الظواهري لم يكن يتوقع أن طالبان لن تتمكن من حماية زعيم القاعدة».

وأضافت الباحثة الأفغانية، وهي نجلة دبلوماسي أفغاني سابق، لـ«الطريق»: «طبيعة العلاقة بين الجانبين ستظهر بوضوح في الفترة القادمة، هذا الأمر سيتوقف على القائد الجديد الذي سيخلف أيمن الظواهري، لكن ما نراه الآن هو أن الغارة الأمريكية الأخيرة، بمثابة إنذار لحركة طالبان من الولايات المتحدة بأنها حتى لو انسحبت من كابول، فهي موجودة بالفعل ولديها القدرة في أي وقت على تنفيذ أي عملية داخل العاصمة».

مشكلتين بسبب مقتل الظواهري

وترى حكمت أن مقتل زعيم القاعدة سبب لطالبان مشكلتين، الأولى هي ثبوت علاقة طالبان بالجماعات الإرهابية، لأنه من غير المعقول أن يظهر شخص بارز مثل الظواهري في قلب العاصمة بعد سنوات من الغياب، ويعود للواجهة في ظل حكم طالبان، مشيرة إلى أن البلاد في ظل حكم طالبان ستصبح خطر على أفغانستان وخارجها، الأمر الثاني هو خسارة طالبان في كسب المشروعية الدولية لأنها حركة تحمي الجهات المتشددة والإرهابية.

الانتقال إلى إفريقيا

وعن مصير القاعدة، تعتقد حكمت أن تنظيم القاعدة من المؤكد أنه سيفكر بعد مقتل قائده في البحث عن أرض جديدة وملاذ آمن له، ومن المتوقع أن يكون معقلهم الجديد في أفريقيا، حيث تسيطر حركة الشباب التابعة له على مناطق واسعة أفريقيا، وخصوصًا في ظل المشكلات التي تعاني منها معظم المناطق الأفريقية من انتشار الفوضى وغياب الحكومات.

وفي السياق ذاته، أفاد الباحث الأفغاني، نور الهدى فرزام، في اتصال هاتفي لـ«الطريق»، بأن جميع المؤشرات تدل على أن هناك عناصر من الشبكة الحقانية كانت على تواصل مع القاعدة حتى بعد اتفاق الدوحة، ولعل هناك عناصر أخرى من طالبان لم تكن تعلم بوجود الظواهري، لكنها بالفعل ستتأثر بخطأ الباقي.

وعن تورط الحركة في الإطاحة بزعيم القاعدة، لا يستبعد الباحث الأفغاني حدوث ذلك أيضًا، لكن لو ثبت أن عناصر من طالبان شاركت في مقتل الظواهري دون علم القيادة، ولم يتم محاسبتهم، لن تتأثر علاقة طالبان بالقاعدة فقط بل ستتأثر مع باقي لفاصل الأخرى المسلحة.

اقرأ أيضًا: http://الأمم المتحدة: قصف محطة ”زاباروجيا” النووية هجوم انتحاري

اقرأ أيضًا: http://أصاب 35 شخصا.. فيروس «لاني» الكابوس القادم من الصين للبشرية

موضوعات متعلقة