الطريق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 03:26 مـ 14 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عن مقتل أيمن الظواهري.. كيف تحول الأفكار المتطرفة الشخص السوي إلى إرهابي؟

كيف تحول الأفكار المتطرفة الشخص السوي إلى إرهابي؟
كيف تحول الأفكار المتطرفة الشخص السوي إلى إرهابي؟

شاب نابغ ولد في حي المعادي بالقاهرة لأب هو أستاذ الصيدلة، محمد ربيع الظواهري وتفوق في دراسته حتى التحق بكلية الطب.. هكذا كانت نشأت أيمن الظواهري الذي قتل في غارة أمريكية بأفغانستان قبل أيام، وهو على رأس تنظيم القاعدة أكبر التنظيمات الإرهابية في العام، فكيف تحول هذا الشاب المتفوق إلى إرهابي دولي؟

تأثر بكتابات سيد قطب

من المعروف عن أيمن الظواهري تأثره في وقت مبكر من حياته بقريب له يدعى محفوظ عزام، وهو ناقد متطرف، وكتابات سيد قطب مناظر جماعة الإخوان الإرهابية.

وسرعان ما انتمى الظواهري إلى خلية متطرفة في عام 1966، بعد إعدام قطب، وهو بعمر 15 عاما، ومع الوقت استطاع تكوين جماعة عرفت بـ«الجهاد»، التي اندمجت فيما بعد مع القاعدة.

وحصل الظواهري على شهادة في الطب من جامعة القاهرة، وبدأ العمل بعيادة تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية ومنها دعي للقيام بأول زيارة له إلى أفغانستان، حيث قدم العلاج في مخيمات اللاجئين على طول الحدود الأفغانية الباكستانية، وهناك تقاطع طريق الظواهري مع الشاب وقتها، أسامة بن لادن المسؤول عن تفجير برج التجارة الأمريكي.

التعرض للأفكار المتطرفة

وتعليقا على ذلك، قال الدكتور محمد إبراهيم أخصائي الطب النفسي، إن التعرض للأفكار المتطرفة في وقت مبكر من العمر، يترك آثار سلبية على الشخصية بسبب هذه الأفكار تأتي للشباب في سن المراهقة التي يكون فيها الشاب شخصيته، وبالتالي تصير عالقة في وجدانه ولا يستطيع التخلي عنها لأنها أصبحت جزءا منه.

وبيّن «إبراهيم» خلال حديثه مع الطريق أن احتكاك أيمن الظواهر بسيد قطب في بداية نشأته وبالتحديد في سن المراهقة، جعله يرى في قطب بطله المفضل وقدوته في الحياة دون أن يشعر بأن ما يفله جريمة في حق الإنسانية بل يرى الأمور بعدسة سيد قطب نفسه.

تجهيزات فكرية وشحن نفسي

وأضاف أن معظم القادة الإرهابيين لم يستيقظوا يوما ليجدوا أنفسهم يميلون للإرهاب بل كانت هناك تجهيزات فكرية لهم وشحن نفسي طوال سنوات الشباب، موضحا أنه مع الوقت تصبح شخصية الشاب غير قابلة لأي آراء أو أفكار تختلف عن الصورة النمطية التي تركزت في عقله عن الحياة بشكل كامل.

آلة مبرمجة

وأشار إلى أنه توجد أنواع عكسية من التثقف أبرزها المداومة على قراءة الكتب والاستماع إلى الآراء التي تدعم وجهة نظر واحدة دون غيرها، وهذا يحول الشخص من إنسان سوي إلى آلة مبرمجة على نمط واحد لا تجيد غيره ولا تقبل سواه، على عكس الشخص الذي يقرأ في مختلف المجالات والاتجاهات فتصير لديه ذائقة يستطيع من خلالها الحكم على الأشياء واتخاذ موقف خاص به بعيدا عما يريده الكاتب أو المنظر.

ولفت إلى أن الجماعات الإرهابية تسعى إلى تسطيح عقلية أعضائها الصغار أو المنضمين حديثا إليها من خلال عدم إشراكهم في اتخاذ أي قرارات أو حتى السماح لهم بإبداء الآراء، وجعلهم يؤمنون بمبدأ السمع والطاعة، مبينا أنه مع الوقت يصبح الجميع نسخة واحدة لديهم نفس الأفكار المتطرفة.

اقرأ أيضا: رغم الأزمة الاقتصادية.. كيف تصدر مصر الجرانيت والرخام من شق الثعبان لـ 118 دولة؟