الطريق
الجمعة 17 مايو 2024 10:22 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الأزمة الأوكرانية تسلط الضوء على مشكلة النفور من الطاقة النووية

أرشيفية
أرشيفية

• الأزمة الأوكرانية الراهنة تدفع الدول الأوروبية إلى التوفيق بين أهدافها المناخية وتأمين الطاقة.

• حزب الخضر بكلٍّ من حكومات ألمانيا وبلجيكا يرغب في التخلص التدريجي من الطاقة النووية.

• تُعدُّ الطاقة النووية واحدة من أكثر مصادر الطاقة أمانًا؛ حيث إنّ 0.07 حالة وفاة تكون لكل تيراواط ساعة يتم توليدها، مقارنة بـ 24.6 حالة وفاة للفحم، وأربع بالنسبة للغاز.

• في مؤتمر أحزاب الخضر 2017، أعادوا التأكيد على معارضتهم للطاقة النووية على أساس السلامة والمخاطر، مُشيرين إلى أنّ تكنولوجيا الطاقة النووية لا يمكن السيطرة عليها، ويمكن أن تكون سامة ومميتة.

طالبت الأحزاب الأوروبية الخضراء، منذ سبعينيات القرن الماضي، بخفض انبعاثات الكربون، بالإضافة إلى تجنُّب الطاقة النووية، والتي تُعد المصدر الوحيد الموثوق به عالميًّا للكهرباء الخالية من الكربون. فيما أحدثت الأزمة الأوكرانية الراهنة ثغرات في هذا المنطق؛ حيث يتعين على الدول -حاليًّا-التوفيق بين أهدافها المناخية وتأمين الطاقة.

حيث ينطوى نهج حزب الخضر بكل من حكومات ألمانيا وبلجيكا؛ على التخلص التدريجي من الطاقة النووية؛ ففي ألمانيا، أُغلقت ثلاثة مفاعلات من أصل ستة العام الماضي، ومن المقرر أن يتبعها باقي المفاعلات بنهاية 2022.

ولكن الحاجة إلى استبدال النفط والغاز الروسي، في الوقت الذي يحدث فيه استخدامٌ الطاقة النووية، يؤدي إلى زعزعة التحالف الحاكم.

ووفقًا لبيانات الشبكة الأوروبية لمشغلي أنظمة النقل للكهرباء، جاء حوالي 36٪ من الكهرباء في ألمانيا من الفحم. كما أعلن "روبرت هابيك"، الرئيس المشارك السابق للخضر الألماني، عن إنشاء مخزون من الفحم لحرقه عند الحاجة، وهو ما سيفعلونه بالتأكيد إذا تم إغلاق خطوط أنابيب الغاز الروسية مع المفاعلات الثلاثة الأخيرة هذا العام. هذا إلى جانب اعتقاد الخبراء بأنّه من المحتمل إعادة اثنين -على الأقل- من المفاعلات الثلاثة المُغلقة حديثًا إلى العمل.

أما بلجيكا، فقد وعدت بإغلاق جميع وحداتها السبع التي تولِّد نصف طاقتها الكهربائية بحلول 2025. وتتمثل الخطة في استبدال مصادر الطاقة المتجددة بالمحطات، ولكن هذا من شأنه أن يضعف أمن الطاقة في بلجيكا بالإضافة إلى رفع الأسعار.

وفي هذا الصدد، يشير مركز أبحاث المناخ "Ember" إلى أنّه إذا تم التخلي عن الطاقة النووية، فمن المرجح ارتفاع كثافة الكربون في شبكة بلجيكا بمقدار الربع بحلول 2030.

وبحسب الإحصائيات، تُعد الطاقة النووية واحدة من أكثر مصادر الطاقة أمانًا؛ حيث إنّ 0.07 حالة وفاة تكون لكل تيراواط ساعة يتم توليدها، مقارنة بـ 24.6 حالة وفاة للفحم، وأربع بالنسبة للغاز.

ولكن في مؤتمر أحزاب الخضر 2017، أعادوا التأكيد على معارضتهم للطاقة النووية على أساس السلامة والمخاطر، مُشيرين إلى أنّ تكنولوجيا الطاقة النووية لا يمكن السيطرة عليها، ويمكن أن تكون سامة ومميتة.

وبناء على ما سبق، تحتاج الأحزاب السياسية في أوروبا إلى بناء تحالفات حاكمة، يكون فيها لأحزاب الخضر دورٌ حتميٌّ. بينما يظل التساؤل، هل بإمكان الخضر أن يضعوا في اعتبارهم افتقار أوروبا لأمن الطاقة، والمساهمة التي يمكن أن تقدمها المحطات النووية الحالية.

اقرأ أيضا: الإيكونوميست: هل ستقدم الصين مساعدة مالية لروسيا؟

موضوعات متعلقة