الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 04:13 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خريجو الإعلام والواسطة

الكاتب الصحفي أحمد الضبع
الكاتب الصحفي أحمد الضبع

آلمتني مداخلة الزميلة سلمى خريجة الإعلام مع أحد البرامج التلفزيونية وحديثها عن أزمتها المتمثلة في عدم إيجاد فرصة عمل رغم مرور 5 سنوات على تخرجها، وتصدر غير المتخصصين المشهد الإعلامي، والحقيقة أن هذه المشكلة تواجه معظم شباب الإعلاميين لأسباب كثيرة أهمها وجود فجوة ما بين الدراسة النظرية وتحديات سوق العمل.

لم أنسَ اليوم الذي التحقت فيه لأول مرة بقسم الإعلام في كلية الآداب بجامعة سوهاج، حينما استقبلنا الدكتور عاصم عبد الهادي في محاضرة عن الخبر ومصادره، حيث بدأ الأستاذ حديثه معنا بتعريفنا دور الصحافة في المجتمع وماذا يعني أن تكون صحفيًا، لكن الجملة التي قالها وما زالت عالقة في ذاكرتي إلى الآن هي إن «الواسطة ممكن تدخلك المكان لكن مجهودك ومدى اكتسابك لمهارات السوق هي اللي هتحدد ما إذا كنت هتكمل ولا هتمشي بعد أول أسبوع» ولقد رأينا ذلك على أرض الواقع حينما اختفت الكثير من التجارب غير المؤهلة بعدما احتلت أماكن مرموقة بينما هناك آخرين تسلحوا بالمهنية واهتموا بتطوير أدواتهم فكانت لهم الاستمراية.

المعضلة في أزمة خريجي الإعلام هي تبدل الأحلام الوردية التي عاشها الطلاب أثناء فترة الدراسة، إلى كوابيس بعد التخرج والاصطدام بواقع سوق العمل، وعادة ما يكتشف دارس الصحافة أن المناهج التعليمية «النظرية» في الجامعات العامة، لا تمثل أكثر من 10% من المهارات الواجب توافرها في الصحفي، بداية من فن تحرير المحتوى وبناء المصادر المختلفة والتعامل معها، وكيفية توظيف المعلومة، والمعالجة الدقيقة للقضايا الشائكة، مرورًا، بالعمل التلفزيوني والإذاعي، والحضور أمام الكاميرا والوصول إلى نبرة صوت جيدة ومحاورة الضيوف، وصولًا إلى إعداد البرامج وغيرها من الوظائف الصحفية المختلفة المرتبطة بصناعة الإعلام.

يبحث صاحب العمل عن شخص لديه مهارة واحدة على الأقل من هذه المهارات، قبل أن يفكر في توظيفه لأنه لن يدفع له نظير أنه درس الإعلام لمدة 4 سنوات، وبذل مجهودًا لمذاكرة مواد نظرية قد تفيده في بعض المواقف لكنها لا تؤهله وحدها للقيام بمهمة صحفية، فلا بد من التدريب الجيد، وأن يكتشف الطالب نفسه ويفهمها ويسعى إلى تنمية موهبته سواء كانت الكتابة أو التقديم التلفزيوني حتى يفرض نفسه على المجال بدلًا من تعليق الآمال على العصى السحرية التي ستجعله مثل لاري كينج موظف البريد الذي أصبح أشهر مذيع في العالم.

هذا كله لا يجعلنا ننكر أن المشهد الصحفي والإعلامي ضبابي إلى حد كبير، في ظل تزايد أعداد خريجي كليات وأقسام الإعلام البالغ عددها نحو 43 كلية بمعدل يفوق قدرة استيعاب المؤسسات الصحفية والإعلامية من ناحية، وافتقار معظم الخرجين لمهارات صناعة الإعلام من ناحية أخرى، إضافة إلى وجود منتسبين من خارج المجال لديهم المهارة والموهبة يحصلون على الفرص المتاحة بدلًا من دارسي الإعلام، وآخرين لديهم أموال استخدموها في شراء ساعات الهواء المباع.. فما الحل؟

الحل يا عزيزي هو التحلى بالصبر والتمسك بالأمل والإيمان بأن غدًا ستشرق الشمس، مع ضرورة التوجه إلى السوق الإعلامي بعد اتخاذ قرار دراسة الإعلام مباشرة، وبناء العلاقات واكتساب المهارات اللازمة لأن الجامعة ليست المحك.

والسوق الآن أصبح قاب قوسين أو أدنى من طالب الإعلام الذي يمكنه استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في التدريب الذاتي، سواء بتقديم المحتوى المرئي أو الكتابة الصحفية والاستفادة من رد الفعل المباشر الذي تتميز به السوشيال ميديا والتي تعد إحدى وسائل الاتصال المجانية.

للتواصل مع الكاتب على فيسبوك

اقرأ أيضًا: عمرو واكد.. لا نخوة ولا أدب