الطريق
السبت 27 أبريل 2024 08:23 صـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ليلة بكت فيها برقاش.. ماذا حدث في مذبحة الريف الأوروبي؟

جنازة الضحايا الخمس
جنازة الضحايا الخمس

عروس سُلبت فرحتها قبل زفافها بأسابيع، طفلين في عمر زهور ودعا الحياة بصفحة ناصعة البيضاء، رب أسرة لم يكد يفرح بوظيفة جديدة تدر عليه دخلا شهريا حتى قتل رفقة ابنتيه وحفيديه داخل أسوار فيلا تحت الإنشاء بالريف الأوروبي على أطراف مدينة الشيخ زايد.

قبل نحو 4 أشهر، حضر "عم عادل" -كما يحلو لجيرانه بقرية برقاش مناداته- لتولي خفرة القطعة 39 بالريف الأوروبي لصالح شخص متواجد بإحدى دول الخليج.

اعتاد الرجل قضاء عطلة نهاية الأسبوع مع أفراد أسرته بعد أسبوع شاق يقضي ساعاته بمفرده لا يؤنسه سوى جواله ما بين مهاتفة الأهل والأحباب على مدار اليوم وتشغيل آيات من الذكر الحكيم.

على غير العادة، حضرت ابنتا الخفير أكبرهما "هناء" في الرابعة والعشرين والثانية "منار" -التي أتمت للتو السن القانونية- وحفيديه "ولد - بنت" لقضاء بعض الوقت رفقة الأب على أن يعود الجميع إلى مسقط رأسهم يوم العطلة لكن سيناريو دموي كان ينتظر الخمسة.

لهو الطفلين وسعادة الابنتين بلقاء أبيهما كانا عنوان الساعات الأخيرة في حياة الأسرة البسيطة. أمس الخميس هاتف محمد عادل أبيه للاطمئنان عليه ومناقشته في آخر الاستعدادات لزفاف أخته المقرر إقامته بعد عيد الأضحى المبارك.

انتظر الابن بعض الوقت محدثًا نفسه "يمكن بيعمل حاجة أو التليفون بعيد عنه" قبل أن يعاود الاتصال لكن دون جدوى. ثمة قبضة في الصدر وخفقان في القلب داهمتا الابن حينها ليقرر التوجه بنفسه إلى مقر عمل "رب الأسرة" الذي أفنة سنوات عمره في تربيته وأشقائه.

طوال الطريق من قرية برقاش إلى الريف الأوروبي، جدد "عادل" محاولاته على أمل واحد ولا شئ سواه فيما يحاول مرافقاه طمأنته "يا جدع خير متقلقش.. كلها دقايق وهنوصل ونعرف اللي حاصل".

قبل غروب شمس الخميس، وبينما تنسدل أشعة الشمس خلف الغيوم دلف "محمد عادل" إلى فيلا تحت الإنشاء رقم 39 ليكتشف الطامة الكبرى. عثر على إحدى شقيقيته ذبيحة تفترش أرض مخضبة بالدماء ليكمل رحلة بحثه عن الآخرين بداية بالعثور على أخته الثانية "منار" قتيلة

المشهد الأصعب كان في انتظار الحضور بالداخل إذ عثروا على "عم عادل" مقتولا وإلى جواره حفيده كما لو كان يحتضنه وأخيرا جثة الحفيد الثاني بساحة الفيلا بينما نجت الأم "40 سنة" وحالتها حرجة.

اقرأ أيضا: كشف ملابسات نشوب حريق بمستشفى الأطفال التخصصي في بنها

لحظات عصيبة مرت على الابن المكلوم فقد معها تركيزه فتسمرت قدماه موضعها قبل أن يستعيد عافيته فيبلغ شرطة النجدة في اتصال سريع "إلحقوني في مذبحة هنا".

سيارات الإسعاف نقلت الجثامين من داخل مزرعة بالقطعة 39 بالريف الأوروبي بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي إلى مشرحة زينهم للتشريح بمعرفة الطب الشرعي في مشهد أدمى قلوب الأهالي الذين حضروا إلى مسرح الجريمة -بعد انتشار الخبر- من كل حدب وصوب لمد يد العون بالماء والطعام ووسائل الإضاءة اللازمة.

المشهد لم يختلف أمام المشرحة، انتظر أقارب الضحايا خروج الجثامين الخمسة بعد تصريح النيابة العامة بدفنهم بعد صلاة المغرب بمقابر عزبة خميس وسط توافد المئات بمشهد مهيب، ومطلبهم الوحيد "عايزين حق اللي ادبحوا زي القطط.. دا مايرضيش ربنا".

اللواء مدحت فارس مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة تلقى إشارة من إدارة شرطة النجدة بورود بلاغ بالعثور على 5 جثامين داخل إحدى المزارع في ظروف غامضة.

انتقل اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة واللواء علاء فتحي مدير المباحث الجنائية إلى موقع البلاغ يرافقهم فريق من الأدلة الجنائية لتتحول المنطقة إلى ثكنة عسكرية.

المعاينة الأولية التي أجراها رجال البحث الجنائي برئاسة العميد عمرو البرعي رئيس مباحث قطاع أكتوبر بينت أن الجثامين تخص مزارع و4 من أفراد أسرته مسقط رأسهم قرية برقاش بمركز منشأة القناطر.

ويستمع رجال المباحث بقيادة العقيد محمد ربيع مفتش فرقة الشيخ زايد إلى أقوال مكتشف الواقعة والعاملين في المزرعة ومراجعة آخر المترددين عليها أيضًا وفحص كاميرات المراقبة القريبة؛ للوقوف على ملابساتها كاملة.

مصادر أشارت إلى أن فريق بحث رفيع المستوى يترأسه اللواء علاء سليم يعكف ضباطه على فحص علاقات الخفير الخمسيني والوقوف على وجود خلافات بينه وبين آخرين ترقى للانتقام بتلك الطريقة مع مراجعة كاميرات المراقبة بخطوط السير المحتملة.

سيارات الإسعاف نقلت الجثامين من داخل مزرعة بالقطعة 39 بالريف الأوروبي بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي إلى مشرحة زينهم للتشريح بمعرفة الطب الشرعي في مشهد أدمى قلوب الأهالي الذين حضروا إلى مسرح الجريمة -بعد انتشار الخبر- من كل حدب وصوب لمد يد العون بالماء والطعام ووسائل الإضاءة اللازمة.

المشهد لم يختلف أمام المشرحة، انتظر أقارب الضحايا خروج الجثامين الخمسة بعد تصريح النيابة العامة بدفنهم بعد صلاة المغرب بمقابر عزبة خميس وسط توافد المئات بمشهد مهيب، ومطلبهم الوحيد "عايزين حق اللي ادبحوا زي القطط.. دا مايرضيش ربنا".

دشن الأهالي هاشتاج "#مذبحة_أبناء_قرية_برقاش" مؤكدين على دماثة خلق الخفير وأسرته "عمرنا ما شوفنا منهم حاجة وحشة" واستبعادهم وجود خصومة ثأرية.