الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 05:49 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حقوقي كردي: العملية العسكرية في سوريا «احتلال تركي» تحت مسمى المنطقة الآمنة| خاص

حقوقي كردي
حقوقي كردي

مع كل تدخل تركي في سوريا، بدعوى الوقوف بجانب اللاجئين والنازحين تارة ومحاربة الإرهاب تارة أخرى، يحوم شبح التغيير الديموغرافي والانتهاكات الحقوقية، حول السكان العرب والكرد بالمنطقة الحدودية مع تركيا، التي أعلنت مؤخرًا قرب تنفيذ عملية عسكرية خامسة في سوريا، بغرض إقامة مخطط «المنطقة الآمنة».

أطماع احتلالية

يقول إبراهيم شيخو، مدير منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا، في تصريحات لجريدة «الطريق» إن الهدف المعلن للعملية العسكرية التركية في شمال سوريا يختلف عن الهدف الحقيقي من حيث الأغراض العسكرية والأطماع الاحتلالية.

وذكر أن، أردوغان يقول إنه يريد إنشاء منطقة آمنة بطول 430 كم وعرض 30 كم، أي أنه ببساطة يريد أن يقضم مساحة من أراضي سوريا وضمها إلى تركيا.

استطرد الحقوقي الكردي قائلا: أنا أتساءل، أي منطقة آمنة يريدها أردوغان وسيحميها مِمَن؟ هل من السوريين أنفسهم، إذا كان هدفه القضاء على القوات الكردية المنتشرين على الساحل السوري، فهم سوريون موجودون في أراضي سوريا، ثم بالنسبة لمسمى «المنطقة الآمنة» ما الدليل على ذلك، وقد شهدنا انتهاكات جسيمة في المناطق التي احتلتها تركيا بعملية «نبع السلام» وأيضا عملية «غصن الزيتون» التي أسفرت عن ترحيل أكثر من 300 ألف من السكان الأصليين، والباقي يعانون من جرائم يومية مثل الخطف بغرض الفدية والاغتصاب والزواج القسري.

اقرأ أيضا: البرهان: أمامنا فرصة تاريخية لاستكمال المرحلة الانتقالية في السودان

شيخو يقول: أرى أن الوصف الحقيقي هو «احتلال تركي» تحت مسمى «المنطقة الآمنة» وسيرتكب في هذه المنطقة ما ارتكب في عفرين وعين عيسى وإدلب وغيرها من المناطق الواقعة تحت الاحتلال التركي.

قضم أراضٍ سورية

واعتبر الحقوق السوري أنه، من غير المنطقي أن العملية العسكرية لن تضر بأراضي الجوار وفق الإعلان التركي، «فهذه محاولة لشرعنة العملية العسكرية وكسب ود المجتمع المحلي، لكن تركيا تريد قضم الأراضي السورية، واحتلالها كما في عام 1939 عندما تم سلخ لواء إسكندرون وضمه إلى تركيا».

ولفت إلى أنه في منطقة تل رفعت التي يقول أردوغان إنه يريد «تطهيرها» يتواجد هناك أكثر من 20 ألف من مهجري عفرين الذين تم تشريدهم بعملية عسكرية تركية في 2018، في بجانب السكان الأصليين، وبهذه العملية العسكرية إلى أين سيذهبوا مجددا.

إبراهيم شيخو، قال إنه يستبعد فرض عقوبات جماعية من قبل حلف الناتو على تركيا، إذا أطلقت عمليتها العسكرية، في العلن الكل يرفض العملية العسكرية، لكن لا أعتقد أن يصدر الناتو عقوبات بحق تركيا التي هي إحدى دول الناتو، ولا ننسى أن الولايات المتحدة سمحت لتركيا باحتلال عين عيسى وتل أبيض وغضت الطرف عن احتلال عفرين التي تحولت إلى بؤرة استيطانية يرتكب فيها مختلف جرائم الحرب.

لن ينجح

بخصوص فرص تنفيذ المخطط التركي، قال إبراهيم شيخو: لا أعتقد نجاح مخطط المنطقة الآمنة، خاصة أن أبناء المنطقة الذين شاركوا مع أردوغان في العمليات العسكرية السابقة انكشف لهم الآن أن لا فائدة للسوريين أو اللاجئين من المنطقة الآمنة، وإنما الهدف هو اجتثاث الكرد من مناطقهم وتحقيق انتصار سياسي مع قرب الانتخابات التركي، كما أنه لا يزال المجتمع الدولي يرفض هذا المشروع وترفضه دمشق كذلك، وليس من مصلحة واشنطن تنفيذ عملية تركية جديدة تخل بالأمن في المنطقة، كما أن القصف الروسي مؤخرًا لمسلحي المعارضة الموالية لتركيا في تل أبيض دليل على رفض موسكو للمنطقة الآمنة والنفوذ التركي بالمنطقة.

مدير منظمة حقوق الإنسان عفرين ختم قائلاً نحن كمنظمة حقوقية لسنا مع الحرب وإنما نحن دعاة سلام، ونرفض أي مخطط للتغيير الديموغرافي في سوريا، ونريد انسحاب تركيا من شمال سوريا، وعودة آمنة لكل اللاجئين السوريين في تركيا ومختلف الدول إلى ديارهم، ونريد ضمانات دولية بعودة كل النازحين والمهجرين في الداخل إلى مناطقهم الأصلية، ومحاكمة المتورطين في الانتهاكات بحق السوريين في المناطق التي احتلتها تركيا.

اقرأ أيضا: محلل كردي: «المنطقة الآمنة في سوريا ستتحول إلى بؤرة للإخوان والتركمان»