الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 11:46 صـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أكراد سوريون: تركيا هدفها ضرب المشروع الكردي.. ومناطق نفوذها تشهد انفلاتا أمنيا

تأتي التهديدات التركية بشن عملية عسكرية مرتقبة على الشمال السوري متزامنة مع طلب كل من السويد وفنلندا الانضمام لحلف الناتو، والرفض التركي بدعوى إيواء الدولتين عناصر لحزب العمال الكردستاني، مما يثير التساؤلات حول استخدام أنقرة حاجة الناتو لتوسيع عضويته وضم الدولتين من أجل الضغط للقبول بالعملية العسكرية، ولا سيما مع التحذيرات الأمريكية الأخيرة من حدوث تصعيد بتلك المنطقة.
وجاء الرد الأمريكي على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن عملية عسكرية بالشمال السوري بأن أي هجوم جديد سيزيد من تقويض الاستقرار الإقليمي وسيعرض القوات الأمريكية المنضوية في حملة التحالف ضد تنظيم داعش للخطر، داعيًا تركيا بأن تلتزم بخطوط وقف إطلاق النار الراهنة.

وكشفت ليلى خالد، السياسية الكردية بحي الشيخ مقصود، والرئيسة المشتركة لمنتدى حلب الثقافي، أن تركيا دولة احتلال ومنذ مئات السنين تستغل الظروف الملائمة لتنقض على الفرص المتاحة لتحقيق مصالحها الاحتلالية الاستعمارية.
وأكدت لـ"الطريق"، أن تركيا شرعت في الاعلان عن عملية عسكرية في هذا التوقيت بعد طلب فنلندا والسويد الانضمام لحلف الناتو لتلعب على وترالتحولات السياسية في العالم لصالح مشروعها التوسعي وتفرض مطالب على واشنطن من أجل موافقتها على انضمام السويد وفنلندا للحلف.
وأضافت الرئيسة المشتركة لمنتدى حلب الثقافي، أن المطالب التركية تشمل أيضًا رفع العقوبات الامريكية المفروضة عليها بسبب منظومة S400 الروسية وتسليم بعض الشخصيات المطلوبين في السويد وفنلندا لتركيا ورفع حظر السلاح المفروضة من قبل دول الناتو على تركيا.
وبينت خالد، أن التهديدات التركية على المنطقة موجودة منذ أمد، طالما الكرد موجودين بالإضافة لأطماعها السياسية والعسكرية في تطبيق مشروعها الاستعماري (ميثاق المللي)، مشيرة إلى أنه في الآونة الأخيرة صعدت تركيا تهديداتها بتنفيذ عملية عسكرية في شمال وشرق سوريا بحجة المنطقة الآمنة، علما أن المناطق الواقعة تحت سيطرتها تشهد فلتانا أمنيا، وهناك كل يوم العشرات من الاعتقالات التعسفية والقتل والخطف والسرقة و السطو على املاك السكان الأصليين لتلك المناطق، ولا يغيب عنا مشاهد الاقتتال المتكررة لفصائل المرتزقة فيما بينهم.
وأوضحت الرئيسة المشتركة لمنتدى حلب الثقافي، أن الوضع الدولي بالنسبة للعالم غير مهيئ لتلك العملية وخاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية وخطر توسع رقعة الحرب في العالم، ولكن بالنسبة لتركيا فالظروف مهيأة و تراها فرصة يتوجب استغلالها خاصة في ظل انشغال العالم بالحرب الأوكرانية، وخاصة القوى الضامنة لوقف إطلاق النار في شمال سوريا، إذ أن روسيا غير مستعدة لاستعداء تركيا لأنها المتحكمة بالمضائق في البحر الاسود، وأمريكا ودول الحلف بحاجة لتوسيع حلف الناتو.
وأردفت خالد، أنه من هذا الوضع الدولي يأتي تشدد تركيا في سياساتها وتسعى بكل طاقاتها ضرب المشروع الكردي المتمثلة في الإدارة الذاتية، واستغلال الفجوات الحاصلة في التفاهمات بين الدول المعنية بالأزمة بالسورية, وهذا ما يعيق حل الأزمة السورية في ظل تدني الوضع الاقتصادي ونقص المواد المعيشية في البلاد وصعوبة تأمين لقمة العيش مع انعدام الأمن والأمان
بينما كشف جمال شيخموس الملقب بـ"أبو جودي"، عضو حزب الاتحاد الديمقراطي، المؤسس للإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية، أن التهديدات التركية ليست بجديدة، الدولة التركية لها باع طويل في محاربة الشعب الكردي بتركيا منذ أكثر من ٥٠ سنة، وانقلاب ١٩٨٠ وحتى الآن ويعيش الأكراد تحت التهديد والوعيد التركي وعمليات القتل والذبح التي يمارسها النظام التركي ضد الأكراد.
وأكد شيخموس لـ"الطريق"، أن إعلان الحملة العسكرية التركية يأتي لعدة أسباب أولها داخلي لأن أردوغان يعيش بمحنة وأزمة اقتصادية، ولديه انتخابات بعد عام ويريد الفوز بها، ويريد أن يغطي على الأزمة الاقتصادية بتلك التهديدات.
وأضاف عضو حزب الاتحاد الديمقراطي، أن السبب الآخر هو محاولة استغلال أردوغان لطلب انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، مشيراً إلى أن الدولة التركية تستخدم هذه الورقة للضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل المزيد من المال، وخاصة أن نظام أردوغان يعاني من أزمة اقتصادية.

وكشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تركيا تتحدث عن منطقة "آمنة" وخلال 4 أشهر في مناطق الاحتلال التركي كان هناك 320 حالة اعتقال تعسفي جرت في هذه المناطق "الآمنة" وهناك 121 قتيل بينهم 54 مدنيًا بالإضافة إلى حدوث 32 اقتتال فصائلي.

بينما وثق مركز توثيق الإنتهاكات بشمال سوريا، منذ التوغل التركي في سوريا، مقتل وإصابة 8605 شخصاً فيما وصل عدد المعتقلين إلى 8283 شخصاً، أفرج عن قرابة 5630 منهم، فيما لايزال مصير البقية مجهولا، ووصل عدد الذين قتلوا تحت التعذيب في السجون إلى 175 شخصا كما ارتفع عدد اللاجئين السوريين الذين قتلوا برصاص الجنود الأتراك إلى 524 شخصا، بينهم 101 طفلاً دون سن 18 عاما، و67 امرأة.

اقرأ المزيد:

خاص | ساسة لبنانيون يكشفون توقعاتهم لمصير حكومة لبنان القادمة بعد خسارة حزب الله