الطريق
الأربعاء 18 يونيو 2025 03:36 صـ 22 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
400 صاروخ إيراني منذ بداية التصعيد.. إسرائيل تستنفر ومنظومات أمريكية تشارك في التصدي شاهد| وزير المالية: خفض الدين وزيادة دعم الصادرات والأجور في الموازنة الجديدة سي إن إن: ترامب تراجع عن إرسال مسؤولين للاجتماع مع الإيرانيين رئيس الوزراء يتابع الجهود المبذولة لتوفير الاحتياجات اللازمة من مياه الشرب الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل توقع بروتوكول تعاون مع «اتحاد بنوك مصر» وزير البترول والثروة المعدنية يشارك في قمة ”تحول الطاقة: شرق البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق أوروبا” فى العاصمة اليونانية أثينا تتويج مصر للطيران بجائزة أفضل شركة طيران فى أفريقيا من حيث الخدمات المقدمة للركاب لعام 2025 وفقًا لتقييم Skytrax العالمي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان يستقبل المنسق المقيم للأمم المتحدة بمصر والمدير الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لبحث الخطط المستقبلية وزيرة التنمية المحلية تستعرض جهود الوزارة لتنفيذ المنظومة المتكاملة لإدارة المخلفات الصلبة أمام لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب رئيس الوزراء الصربي يُلقي كلمة خلال المؤتمر الصحفي بحضور مدبولي المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يستضيف طلبة من دولة إريتريا ويكرم مسيرة مفتيها الأزهري الراحل التعليم: جروبات الغش هدفها التربح المادي ونرصد محاولات الغش والتسريب خلال دقيقتين

خاص| القبائل كلمة السر.. حرب تكسير عظام تأكل مليشيات الحوثي

صراع داخلي بين قيادات مليشيات الحوثي الانقلابية
صراع داخلي بين قيادات مليشيات الحوثي الانقلابية

في ظل المعارك المحتدمة في اليمن، عادت الصراعات الداخلية بين قيادات مليشيات الحوثي الانقلابية على النفوذ والسلطة، إلى واجهة المشهد اليمني، من خلال حرب تكسير عظام بين القيادي في المليشيات محمد علي الحوثي، وأحمد حامد مدير مكتب زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي حول شيوخ القبائل.

ويسعى القيادي الحوثي أحمد حامد إلى تحدي نفوذ محمد علي الحوثي في أوساط المجتمع القبلي، من خلال تقديمه مقترحا إلى زعيم المليشيات الحوثية عبد الملك الحوثي، مدعوما بقائمة طويلة من أسماء شيوخ قبائل مطلوب طردهم من مواقعهم على رأس التجمعات القبلية، وتعيين آخرين.

شكل الصراع

وكشف المحلل السياسي اليمني سام الغباري، أن القيادي أحمد حامد مدير مكتب رئاسة الانقلاب يعد الرقم القوي في معادلة الصراع، ويقاتل للبقاء على رأس أكثر المجاميع القيادية ومراكز القوى حضورا، مستمدا قوته من كونه ممثلا لزعيم المليشيات داخل مؤسسات الدولة المنهوبة.

وأوضح الغباري، في تصريحات لموقع الطريق، أن زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي حسم الجولة الأولى من هذا الصراع لصالح مدير مكتبه أحمد حامد عندما وقف في وقت سابق إلى جانبه ومنحه تزكية علنية في اجتماع، وصفه بأنه "مجاهد من الطراز الأول".

وأضاف أن القيادي الحوثي أحمد حامد حدد أسماء شيوخ قبائل يتواجدون خارج اليمن، وآخرين داخل مناطق سيطرة المليشيات، وطلب دعما لتنصيب عناصر قبلية أكثر ولاء للمليشيات، كون هؤلاء الشيوخ إما خارج البلاد أو غير فاعلين في مشهد الحرب.

وتابع الغباري، أن أحمد حامد يعتبر بقاء التركيبة القبلية والنفوذ القبلي لكثير من شيوخ القبائل في المجتمعات القبلية، يمثل تهديدا مستقبليا للمليشيات وسيطرتها، لذلك يسعى لتحدي نفوذ محمد علي الحوثي وإبعاد عدد كبير منهم وخاصة في محافظتي صنعاء وذمار.

ويتصدر القيادي في المليشيات، محمد علي الحوثي؛ المشهد كأكثر القيادات الحوثية التي تزاحم على فرض مساحة نفوذ واسعة بعد زعيم المليشيات الذي تحول إلى ما يشبه المصلح الاجتماعي بين قيادات الحوثي.

مخطط مضاد

في المقابل، يتحرك محمد علي الحوثي ضد مشروع أحمد حامد كونه نسج علاقات قوية مع بعض المكونات القبلية والشيوخ الحاليين منذ الإطاحة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح وتصفيته من قبل المليشيات.

وأكد المحلل السياسي اليمني، محمد العبسي، أن محمد علي الحوثي يرى في مقترح ومشروع أحمد حامد، تهديدا لنفوذ راكمه على مدى السنوات الماضية في أوساط القبائل، ويعتبر أي تغيير في تركيبة المجتمع القبلي وآلية اختيار قادة القبائل مساحة حساسة قد تفجر صراعات داخل المجتمع القبلي على الزعامة.

وقال العبسي، في تصريحات لموقع الطريق، إن محمد علي الحوثي يسعى بكل قوة لإحباط ما يخطط له أحمد حامد، من خلال طرح مقترحا مضادا، يفيد بضمان ولاء الشيوخ للمليشيات، عبر امتيازات إضافية وتقريبهم من السلطات في المحافظات بدلا من الإطاحة بهم.

وأشار المحلل السياسي إلى أن محمد علي الحوثي عقد اجتماعات مع رموز قبلية واجتماعية وشيوخ ورجال دين، ويسوق لمقترحه الجديد بأن يتم تشكيل مجالس حكم في كل محافظة يشارك في قوامها كبار الشيوخ ورجال الدين وقيادات عسكرية وسياسية، ويكون المحافظ على رأس هذه المجالس كممثل لزعيم المليشيات الحوثية.

مركز القوة

وأضاف العبسي، أن محمد علي الحوثي يتحدث في اجتماعاته عن مجالس حكم على غرار حكماء اليمن الذي شكلته المليشيات سابقا ومجلس التلاحم القبلي، وإعادة المكونين إلى المشهد للمشاركة في إدارة الحرب والسلطة، وذلك في إطار سعيه حاليا لنسف ما يخطط له أحمد حامد من توسيع نفوذه في أوساط المجتمعات القبلية وإعادة تشكيل بنيتها القيادية، ما يعزز موقعه القوي في المليشيات، حيث يتواجد حاليا في منصب هام - رئيس مكتب رئاسة الانقلاب- ويحظى بدعم قوي من زعيم المليشيات.

ونوه إلى أن أحمد حامد في الوقت الحالي، يطلق عليه في صنعاء "رئيس الرئيس"؛ أي من يتحكم بقرار مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي للمليشيات، ويخوض صراعات علنية محتدمة منذ سنوات مع قيادات حوثية كبيرة وقيادات من عائلة زعيم المليشيات ولديه نفوذ يمكنه من الإطاحة بوزراء في حكومة الانقلاب، وقيادات حوثية كبيرة في مؤسسات الدولة المنهوبة بمناطق سيطرة المليشيات.

وتابع العبسي أن محمد علي الحوثي يتحرك كمنافس قوي لأحمد حامد بتوسيع نفوذه خارج مؤسسات السلطة الرسمية ونسج علاقات واسعة مع المجتمعات القبلية والمسؤولين المحليين، وظهر وكأنه يشكل سلطة وقوة موازية لنفوذ حامد الذي يتعزز باسم السلطات الرسمية.

طبيعة العلاقة

وبشأن طبيعة علاقة ميليشيات الحوثي بالقبيلة، أوضح المحلل السياسي اليمني، أن المليشيات اعتمدوا على منهجيتين متناقضتين في تعاملهم مع القبيلة سواء في اليمن، أو سائر البلدان التي تشكل القبيلة الجزء الأهم من نسيجها الاجتماعي، حيث تقوم الأولى على إذلال القبيلة باسم الله بشكل طوعي، وتقوم الأخيرة على استغلال الأعراف والقيم القبلية في خدمة مشروع الميليشيات.

وشدد العبسي أن القبيلة في اليمن تشكل تحدياً للحوثيين وتقف عقبة أمام طموحاتهم في السيطرة والنفوذ، غير أنها لجأت بدايةً إلى استغلال العاطفة الدينية لدى القبائل وعملت طويلاً على غسل أدمغة أبناء القبائل وأفهامهم بأن الرضوخ لهم إنما طاعة لله وانتصار لدينه وأنهم أوصياء على الدين، الذي لا يكون صحيحاً إلا إن تولى زعيم الميليشيات الأمر.

وزاد أن الميليشيات سعت إلى تشكيل تحالفات مع القبائل التي كانت تشعر بنوع من التهميش فيما يتعلق بالمصالح والنفوذ، وكان هذا أساس الحلف الذي عقدته مع الكثير من أبناء القبائل والدافع الأبرز لانضمامهم إليها، وشكّلوا لأجل ذلك مجلساً سموه مجلس التلاحم القبلي.

وتحتل القبيلة في اليمن مكانة بارزة في هرمية السلطة والمجتمع، ويتضاعف تأثيرها في ظروف الحرب والصراعات الأهلية، لتصبح إما محركاً للعنف أو أداة في يد الفاعلين المؤثرين من أطراف الصراع، للثقل الاجتماعي والسياسي لها، وتمددها في معظم المناطق اليمنية.

اقرأ أيضا: مليشيا الحوثي تلقن «الموت» لتلاميذ اليمن في المدارس

موضوعات متعلقة