الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 07:48 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

لن تحصل عليها بضغطة زر.. كيف تصبح سعيدا؟

"أتدري ما السعادة؟ إنها طفولة القلب" الأديب مصطفى صادق الرافعي..

في العام 1938 بدأت جامعة هارفارد، دراسة عن سر السعادة لدى البشر، استخلص منها مسئول تلك الأبحاث الحالي روبرت ولدنجر، أن السعادة تكمُن في العلاقات الاجتماعية الجيدة والروابط العائلية الصحية.

تقول جريتشين روبن، مؤلفة كتاب "مشروع السعادة"، إن الجينات الوراثية تتحكم في 50% من توجه الشخص نحو السعادة والتفاؤل أو العكس، لذلك نجد الكثير من الأشخاص متفائلين بشكل تلقائي ونجد البعض لديه حس تشاؤمي، والـ 50% الأخرى تعود لعوامل التنشئة والتعليم ومستوى الدخل والصحة ومدى قبول الفرد نفسيًا للوظيفة التي يعملها.

السعادة والتفاؤل في الإسلام.

كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ "يُعجبُهُ الفَألُ الحسَنُ، ويَكْرَهُ الطِّيرةَ" ابن ماجة.

قَالَ سيدنا الْحُسَيْنُ بن علي رضي الله عنهما: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ سِيرَةِ النَّبِيِّ ﷺ فِي جُلَسَائِهِ، فَقَالَ "كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ دَائِمَ الْبِشْرِ، سَهْلَ الْخُلُقِ"

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ رِضَاهُ بِمَا قَضَى اللَّهُ لَهُ وَمِنْ شَقَاوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخارة اللَّهِ وَمِنْ شَقَاوَةِ ابْنِ آدَمَ سَخَطُهُ بِمَا قَضَى اللَّهُ لَهُ" رواه الترمذي

السعادة في علم النفس.

يقول الدكتور أحمد الأعور، اختصاصي علم النفس السلوكي في جامعة كولومبيا، عند تقييمنا للشخصية نبدأ بملاحظة السمات غير المتأصل، وكيف تتحول لسمات أساسية متأصل، يحدث ذلك من تكرارها، فمثلًا نجد حولنا العديد من الأشخاص كثيري الشكوى، ومع تكرار نفس النمط لفترة تتحول الشكوى والتذمر إلى سمت أساسي، يُفقد الشخص قدرته على العيش مع لحظات السعادة التي تمر عليه واستغلالها وإطالة أمدها.

السعادة مُعدية

يقول "الأعور" إن السعادة مُعدية مثلها مثل التشاؤم، فإذا عاشرت شخص له رؤية إيجابية للحياة على الدوام ويجد في كل مشكلة فرصة وأن كل الأمور المُعقدة سوف تمر، ستكتسب أنت أيضًا مع الوقت نفس الرؤية الإيجابية للحياة والعكس صحيح.

اقرأ أيضًا: عندما أعلن الشيخ محمود المصري توبته وانفصاله عن عمرو دياب

السعادة عادة

يضيف اختصاصي علم النفس السلوكي، أن السعادة والرؤية المتصالحة مع الحياة وتقلباتها لا تأتي بضغطة زر بل هي تدريب وممارسة، ووقوع في التشاؤم وقيام سريع منه وهكذا حتى تصبح السعادة والرؤية الإيجابية عادة حقيقية متأصلة مع الوقت.

يقول الدكتور جمال فرويز الاستشاري النفسي للطريق، إنه على الإنسان عدم الاكتراث الشديد بتقلبات الحياة وليكن لديه شيئا من اللامبالاة وليُحييها في نفسه، فطبيعة الحياة الآن طبيعة تنافسية، وإذا تابعنا وانشغلنا بكل ما يدور حولنا سنُرهق نفسيًا بلا شك، ونفقد الرضا الذي يُشعرنا بقيمة ما نملك.

وأضاف "فرويز"، تعمل مواقع التواصل الاجتماعي على تشويش الرؤية الحقيقية للواقع إذ يعرض أغلب المشاركين في المواقع لحظات النشوة والسعادة، فيما نجد الواقع تتشابك فيه لحظات السعادة والألم ولا تصفو الحياة لأحد، مايخلق لدى المتعايشين على تلك المواقع نوع من التذمر وعدم الرضا على واقعهم.

ختامًا، في أغنية السعادة لزاب ثروت ومحمود العسيلي مقطع يقول "ياه لما نرضى بحياتنا، ياه وقلوبنا فاتحينها لخلق الله"، فالسعادة هي الرضا، لكنها لا تأتي بضغطة زر.

اقرأ أيضًا: الأزهر يحسم الجدل.. هل بيع العشرة جنيه الجديدة بأكثر من قيمتها ربا؟