الطريق
السبت 27 أبريل 2024 08:02 صـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

قراءة داخل عقل القاتل.. كواليس 30 دقيقة دبر فيها محمد عادل لذبح نيرة أشرف.. حيثيات الحكم

القاتل والضحية
القاتل والضحية

سردت أوراق حيثيات الحكم على الطالب محمد عادل المتهم بقتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، تفاصيل دقيقة في تنفيذ الجريمة التي شغلت الرأي العام، وما زالت حتي الآن بسبب بشاعة ارتكابها.

وشرحت الأوراق تفاصيل يوم ارتكاب المتهم للجريمة، وأنه في هذا اليوم وهو في سبيله إلى الجامعة كان مُدججا بهذا السلاح الأبيض، «السكين» وتَوجه إلى محطة حافلات شركة سركيس بميدان المشحمة بالمحلة الكبرى لتيقُنه من استقلال المجني عليها لحافلات هذه الشركة إلى المنصورة، شأنها في هذا شأن بقية طلبة الجامعة، وظل مُنتظرا من الساعة العاشرة وعشر دقائق صباحًا حتى العاشرة والواحد والعشرين دقيقة، بالرغم من وجود حافلة تستعد للتحرك وبها مقاعد خالية وعلى ذات خط السير، على نحو ما رصدته كاميرات المراقبة في هذا المكان «كاميرات سنتر النصر التجاري».

ولما استقل المتهم محمد عادل، الحافلة التي تليها كانت المجني عليها وزميلاتها قد سبقنه إليها، فأبصر المجني عليها فيها واطمأنَّ لرُؤيتها ليثأر منها حتى لا يستحوذ عليها سواه، ووجدها الفرصة الذهبية ليُزهق روحها، وراح يُفكر في قتلها داخل الحافلة طيلة الرحلة التي استغرقت نصف الساعة، لكنه تريث مؤقتا لانتهاز فُرصة أفضل ليُجهز عليها، خَشية أنْ يذُود الرُكاب عنها فتفشل خُطته.

اقرأ أيضا: العثور على طفلة حديثة الولادة بجوار شريط السكة الحديد بإدفو

وحينما بلغت الحافلة مُنتهاها أمام بوابة الجامعة «بوابة توشكي»، ونزل الجمعُ منها، وكانت المجني عليها وزميلاتها رنا محمد محمد حجازي، ومنة الله عصام محمد البشبيشي ومي إبراهيم البسطويسي الأشرم ورضوى مجدي جابر أمين من اللاتي سبقنها، وهو من خلفهن يَترجل ليلحق بهن وسط زحام طلاب العلم في الحادية عشرة صباحًا ليفترس ضحيته، عاقدا العزم على إزهاق روحها، حتى صارت قاب قوسَين أو أدنى من دُخول بوابة الحرم الجامعي، فاستلَّ السكين من غمده من بين طيات ملابسه وانهال عليها طعنا به من الخلف والغل يملأ قلبه؛ فسقطت أرضًا على مرأى من زميلاتها المذكورات، ثم والي تسديد الطعنات إليها في مَقتل هو صدرها من جهة اليسار وجنبها الأيسر، ثم مَناطق متفرقة من جسدها خلال محاولتها الذود عن نفسها، قاصدًا إزهاق روحها فخارت قواها وتَعالت صرخات زميلاتها، وأسرَعن تجاه فرد أمن البوابة إبراهيم عبد العزيز محمد عبدالحميد أملاً في إنقاذها فحضر من فوره.

و كما انضم إليه الطالب الجامعي عبد الرحمن وليد فريد إبراهيم المُرسي ليَمنعاه من مُوالاة طعنها، فكانت فرصة له للعدول عن إتمام جريمته، بالرغم من الطعنات القاتلة المُتوالية قبل وبعد سُقوطها أرضًا، ولكنه ونظرًا لتصميمه على إزهاق روحها، هددهما مُلوحا بالسكين ليُعيد الكرة ليتيقن من موتها، ثم عاد إليها من جديد، فأمسك رأسها بيُسراه وطرحها أرضا وذبحها من عُنـقها.

وتمكن بعدها فرد أمن الجامعة من ضبطه والسلاح الأبيض المستخدم في الحادث بعد تمام تنفيذه، فأحدث بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية التي أودت بحياتها لما نجم عنها من قطع بالرئة اليُسرى وإصابتها الذبحية بخلفية العُنق، وما نجم عنها من خلع بين الفقرتين الثالثة والرابعة، مما أدى إلى هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية والتقَطت كاميرات المُراقبة وقعة الطعن والذبح بتفاصيلها، وبمُواجهة المتهم بهذه المقاطع الملتقطة في تحقيقات النيابة العامة؛ اعترفَ بأنه الشخص الذي يَظهر، فيها وأنه القاتل للمجني عليها بعد تفكيره وتدبيره على النحو مار البيان.