الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:11 مـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هل بدأت رحلة النجاة من أزمة الغذاء على غرار ما يحدث في الساحة العالمية؟.. خبراء يتحدثون لـ«الطريق»

تراجعت أسعار القمح في الأسواق العالمية لمستويات ما قبل تداعبات الحرب الروسية الاوكرانية، عقب اتفاق توصلت إليه تركيا باستمرار تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، في حين تراجعت أسعار القمح بنسبة 40٪ منذ مايو الماضي، فهل تعبر بداية رحلة النجاة من الأزمة الغذائية العالمية؟

في هذا الصدد، قال الدكتور السيد خضر، الخبير الاقتصادي، إن الفترة الأخيرة شهدت العديد من الصراحات على المستوى الدولي، وخاصة مع بداية حرب روسيا مع أوكرانيا، التي أثرت بشكل كبير على إنتاج القمح، خاصة أن الدولتين من أهم دول العالم إنتاجًا للقمح ومن أهم المصدرين للحبوب، والتي تأثرت بها مصر بشكل جزئي في عملية إستيراد القمح.

وأضاف الخبير الاقتصادي لـ«الطريق»، أن الحرب والصراعات التجارية، وارتفاع تكلفة الشحن، أحد الأسباب المباشرة التي تسببت في ارتفاع اسعار الحبوب على مستوى العالم، مؤكدًا أن الإتفاقات الأخيرة التي تمت مؤخرا، ومنها اتجاه أول شحنة قمح إلى لبنان، كان له عظيم الأثر في تراجع أسعار القمح على المستوى العالمي.

أزمات متلاحقة تؤثر على اقتصادات العالم

ونوه خضر، إلى أنه ربما يكون هناك ازمات أخرى مثل الحرب الصينية على تيوان، والتي سيكون لها أثير على العديد من دول العالم وأيضا على قطاع مهم مثل القطاع الزراعي، وأيضا أزمة التغيرات المناخية التي تمثل أزمة تهديد ورعب للأمن الغذائي، لذلك نعتقد أن تراجع الحبوب سوف يكون تراجعا قصير المدى، لكن مع زيادة حدة الصراعات والأزمات حول العالم فهو على وشك الدخول في موجه قاسية خلال الفترة القادمة.

اقرأ أيضا: ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج إلى 29.1 مليار دولار خلال 11 شهراً

الفترة المقبلة تشهد مزيد من التذبذبات

وأبان الخبير الاقتصادي، أن الفترة المقبله سوف تشهد مزيد من التذبذات على المستوى الاقتصادي، لكن ما يهم المواطن هو تحقيق توازن في السلع، وخاصة بعد الإرتفاع الجنوني الحالي للاسعار، بسبب تأثير الأحداث الجارية وخاصة أن العالم لم يتعافى كليا من أزمة كورونا وبالتالي، الأزمات المتتالية تؤثر بشكل مباشر وسريع على الاسواق الناشئة، وبالتالي مسألة الأمن الغذائي تهم العالم أجمع وخاصة سلعة مثل القمح، لذلك لابد من وجود استراتيجيات ورؤى واضحة للخروج من تلك الأزمات والعبور بالاقتصاد العالمي نحو بر الأمان.

نحقق الإكتفاء الذاتي من الحبوب العام المقبل بنسبة 80٪

أشار الخبير الاقتصادي إلى أن المجتمعات الأوروبية تعاني من نقص السلع الإستراتيجية، إلا أننا في مصر لدينا مخزون استراتيجي خاصة من القمح، ونتوقع الفترة القادمة خلال 2023-2024 سيكون هناك تحقيق للاكتفاء الذاتي بنسبة تتخطى الـ 80%، ومع اعتبار الهند من أكبر الدول المنتجة، وفتح التصدير إلى دول العالم تعتبر خطوة جيدة ومهمة، لذلك على الدول أن تتخذ إجراءات استباقية للخروج من الأزمة.

الملاح: مبادة تصدير القمح الأوكراني لها إيجابيات وسلبيات

ومن جانبها قالت الدكتورة هدى الملاح مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، إن خطوة السماح لأوكرانيا بتصدير القمح، باعتبار أن لديها إمداد لواردات دول العالم بحوالي 60%، لذلك ارتفاع المعروض من القمح يخفض الأسعار، بعد ارتفاعها بنسبة 50% لقلة المعروض في الأسواق وتأثرها بالألغام التي زرعت في ميناء أوكرانيا، والتي تعتبر من أهم سلبيات تنفيذ المبادرة.

أقرأ أيضا.. ارتفاع قيمة التسويات اللحظية بين البنوك خلال يونيو الماضي إلى 9.2 تريليون جنيه

وأكدت الخبيرة الاقتصادية لـ«الطريق»، أنه في حالة الهدوء بين روسيا وأوكرانيا، ستنخفض جميع السلع وخاصة الحبوب مع استعداد أوكرانيا لتصدير ما لديها من مخزون إلى دول العالم، مشيرة إلى أنه بالرغم من وجود اتفاقيات على تصدير الحبوب إلا أن هناك صعوبات تعيقهم في عملية التصدير.

مبادرة تصدير الحبوب ومعدلات التضخم

وأشارت الملاح إلى أن هناك إيجابيات لتنفيذ مبادرة عبور السفن المحملة بالحبوب عبر البحر الأسود، منها هدوء الأسعار وخاصة بعد الارتفاع لأكثر من 50 او 60٪ منذ نشوب الحرب، والذي يؤدي بدوره إلى تراجت معدلات التضخم التي تنتج من ارتفاع الأسعار وكثرة الطلب وقلة المعروض، ويحدث إنفراجة كبيرة في الأسعار وتقل حدة أزمة الغذاء .