الطريق
الخميس 18 أبريل 2024 07:40 مـ 9 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«الإيكونوميست» تسلط الضوء على ضرورة تطوير الحكومة التايوانية للاستراتيجية العسكرية

سلطت مجلة "الإيكونوميست" الضوء على ضرورة تطوير الحكومة التايوانية للاستراتيجية العسكرية التي تتبعها لمواجهة التحركات الصينية التي تهدف للسيطرة عليها، وتنظر الصين إلى تايوان على أنها جزء من أراضيها، بينما تسعى الحكومة التايوانية بدعم من الحلفاء إلى التأكيد على استقلالها وسيادتها.

وأفاد التقرير أن الحزب الشيوعي الصيني في سبيل السيطرة على تايوان، يعمل على تعزيز القوات المسلحة والأدوات العسكرية بشكل كبير، ويتوقع العديد من المحللين أن تبدأ "بكين" بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الذي من المحتمل انعقاده في نوفمبر المقبل، بشن هجمات على تايوان، حيث يرى الرئيس الصيني "شي جين بينج" أن السيطرة على تايوان ستكون إنجازًا عظيمًا بالنسبة للبلاد لم ينجح فيه أحد من قبل، كما أنه بذلك سيحمي حدود البلاد وسيسترد إرثها.

اقرأ أيضا: الصين تستعد لهجمات إلكترونية ضخمة ضد البنية التحتية الحيوية التايوانية

إصلاحات واسعة النطاق لجيش التحرير الشعبي

ونوه التقرير إلى أن الحزب الشيوعي قد بدأ إصلاحات واسعة النطاق لجيش التحرير الشعبي، والتي ستمكن الجنود الصينيين من تنفيذ عمليات مشتركة بشكل أفضل، كما وجه "شي" صناعة الدفاع الصينية لإنتاج أسلحة مصممة خصيصًا لمنع القوات الأمريكية من التدخل لمساعدة تايوان أو حلفائها الآخرين في المنطقة، وتشمل هذه الأسلحة صواريخ باليستية، وصواريخ كروز دقيقة، وأنظمة دفاع جوي متكاملة، وأسلحة مضادة للأقمار الصناعية، بخلاف الأسلحة النووية، وبهذه الاستعدادات تبدو نوايا الحزب الشيوعي تجاه تايوان واضحة، ويخشى المراقبون في الوقت الحالي من إعطاء "شي" أوامره بمهاجمة "تايبيه" في أي وقت.

حشد القوات المسلحة الصينية ليست المشكلة الوحيدة

وفي المقابل، لفت التقرير الانتباه إلى أن حشد القوات المسلحة الصينية ليست المشكلة الوحيدة التي تواجهها تايوان، إذ تكافح تايوان من أجل تعزيز أمنها القومي، كما تعمل على معالجة المشكلات المتعلقة بالاستراتيجية العسكرية، مثل: التوجيه الدفاعي، وإدراك التهديدات، والتدريب العسكري والتجنيد، والعلاقات المدنية العسكرية.

الصراع الروسي الأوكراني غير التفكير التقليدي

وتابع التقرير أن الصراع الروسي الأوكراني قد غير التفكير التقليدي حول فعالية الاستراتيجيات العسكرية التقليدية، وأوضح مدى القصور الذي تواجهه منصات الأسلحة الكبيرة، وكشف عن مزايا الأسلحة المحمولة الدقيقة في ساحة المعركة، ويرى العديد من الخبراء العسكريين أن امتلاك تايوان للأسلحة التقليدية، مثل: الطائرات المقاتلة التي تمكنها من منع الصين من السيطرة على مجالها الجوي، لن تكون كافية، لافتين إلى أهمية التركيز على التغييرات الأساسية في الاستراتيجية العسكرية الشاملة للبلاد.

وتطرق التقرير إلى ضرورة أن يحلل القادة في تايوان الأزمة الروسية-الأوكرانية، ويركزوا على الدروس المستفادة، حيث يتعين على تايوان أن تستغل الموارد العسكرية المحدودة نسبيًّا أفضل استغلال، كما يجب عليها معرفة نقاط ضعف الجيش الصيني حتى تتمكن من ردعه.

صراع شامل

وتكشف المناورات العسكرية التي تجريها الصين حول تايوان في المجال الجوي ومياهها الإقليمية، ضرورة توجه "تايبيه" نحو تطوير تدابير تساعدها على صد الهجمات؛ لأن تلك الهجمات المتكررة يمكن أن تحولها الصين إلى صراع شامل في أي وقت.

ويطرح بعض الخبراء العسكريين أحد السيناريوهات التي يمكن أن يبدأ بها الصراع، إذ سيطلق جيش التحرير الشعبي الصيني ضربات صاروخية مدمرة عبر مضيق تايوان؛ بهدف تثبيط إرادة الشعب وعزيمة القوات على مواصلة القتال، وسيتبع ذلك هجوم برمائي، لذا يتعين على تايوان تأمين تلك النقاط والانتباه إلى كافة المداخل التي يمكن أن تسيطر عليها الصين، بدلا من السعي للسيطرة على المجال الجوي والبحري؛ نظرًا لأن عدم التوازن بين الجانبين سيساعد القوات الصينية على تطويق القوات التايوانية، وتتمكن من تدمير القواعد الجوية وشل حركة القوات البحرية أيضًا.

نقاط ضعف جيش التحرير الشعبي

وأضاف التقرير أن القوات التايوانية ستحتاج إلى أن تكون مرنة وموزعة بشكل يركز على كيفية تحديد نقاط ضعف جيش التحرير الشعبي في المقام الأول، كما يلزم ضرب نقاط عسكرية حرجة وكافة الوحدات المكشوفة التي تحاول عبور المضيق، وستكون الميزة الدفاعية لتايوان أكبر عندما تكون قوات جيش التحرير الشعبي في المياه القريبة من تايوان؛ لأنها ستكون قادرة على استدعاء القوات الجوية والبحرية والبرية لتطويق القوات الصينية.

تدريبات عسكرية بشكل دوري

وأشار التقرير إلى أنه يتعين على الجيش التايواني أن يجري تدريبات عسكرية بشكل دوري، كما يتعين عليه أن ينظم القوات للعمل تحت قيادة لامركزية؛ تحسبًا لانقطاع الاتصالات، فيما يجب على الحكومة تدريب المدنيين، وإنشاء قوة دفاع إقليمية لمواجهة أي حصار جوي، ويجب أيضًا العمل على تقوية إرادة الشعب وتوعية الجمهور بالمشاركة في القتال إذا لازم الأمر للحفاظ على استقلال الدولة.

اقرأ أيضا: وفاة مسؤول تايواني بارز في إنتاج الصواريخ بنوبة قلبية