الطريق
السبت 20 أبريل 2024 02:35 مـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«مخدرات وخمور وإلحاد».. «الطريق» يكشف الجانب الخفي لقاتل سلمى بهجت (خاص)

 الضحية سلمى الشوادفي و القاتل إسلام محمد
الضحية سلمى الشوادفي و القاتل إسلام محمد

وما زالت اللعنة مستمرة، ضحية جديدة تنضم لسيناريو القتل المتهور لفشل الاستحواذ والتملك، فقد فوجعنا أمس أول بتكرار جريمة قتل مماثلة لذبيحة المنصورة نيرة أشرف، التي قتلت غدرا وخثة على يد زميلها محمد عادل، وها نحن اليوم نشهد إعادة لنفس المشهد المأساوي في ذبيحة الشرقية، سلمي الشوادفي ذات الـ20 عاما، حديثة التخرج على يد زميلها القاتل إسلام محمد بنفس الأكاديمية، لتدخل الجريمة زمام القضاء والنيابة التي بدورها ستقوم بالإجراءات الجنائية للكشف عن ملابسات الجريمة وتحقيق القصاص العادل.

وانطلاقا من البحث والاستقصاء الصحفي، للكشف عن تفاصيل الجريمة وأبعادها، ذهب "موقع الطريق" بالتدقيق والتقصي لمعرفة كواليس القصة قبل الجريمة ومعرفة أبعادها من خلال الوصول إلى مصادر موثوقة وشاهدة على تواترات الكارثة التي نشهدها اليوم.

ما قبل الجريمة

أخلاق وسلوكيات القاتل مع زملاء الدراسة

يقول الطالب م.ز، أحد زملاء القاتل بالجامعة، أن القاتل لم يكن محبوبا في الأكاديمية نهائيا، وكان دائما على خلاف مع الجميع، ويفتعل مشاكل وأزمات مع زملاءه، بالإضافة كونه متطرفا دينيا، ولم يكن الشخص المفضل للكثير، وكان متعاطي للمخدرات والخمور.

وبالتواصل مع بعض الطلاب الأخريين، بالجامعة، أكدوا- "للطريق"- أن القاتل كان يتعاطى المخدرات، ويشرب الخمر، كما كان ملحدا، وقد وشم جسده برسومات شيطانية، كما كان عدواني الطبع، فقد أشعل الكثير من المشاكل مع الطلاب حتى وصل الأمر إلى إحدى أساتذة الجامعة، ولكنها عفت عنه خوفا على مستقبله، ورغم كل ذلك كان المتهم القاتل ضمن اتحاد الطلاب!

علاقة القاتل بمعلميه بالأكاديمية

وفي سياق متصل تواصل الطريق، مع الدكتور ع.ك، معلمة الطالب بالجامعة، لسؤلها عن مستوى القاتل الدراسي في الجامعة وسلوكه داخل المحاضرات، التي بدورها نفت معرفتها بهذا الطلاب سوى بعد وقوع الجريمة قائلة:" لم أكن أعرفه ولم يمكن يحضر المحاضرات وليس من الطلاب المتفوقين، لم أشاهده في صفوف طلابي، ولا على مقاعد العلم، ولا أعلم كيف كان ينجح بالدراسة، وتابعت لقد شاهدته مرة في إحدى أزقة الجامعة وتخوفت من مظهرة، حيث يكثو جسده بالكثير من الوشوم، وتحكي موقفا أنها كانت تراقب ذات يوم في إحدى اللجان اليومية ضمن الامتحانات الدراسية وإذ تتفاجأ بطالب منقوش على يديه بعض الكتابات قالت كنت أظنها كذلك، حتى تفاجأت بأنها ووشوم تغطي زراعة.

علاقة القاتل بقتيلته قبل الجريمة

وفي رحلة البحث لكشف أسرار هذه الجريمة حصل الطريق على رسائل نصية بين القاتل وبين أحد زملاءه بالجامعة، الطالب ز.م ،الذي كشفت طبيعة العلاقة بين سلمى وإسلام، وعكست عدم نضح القاتل وهوائيته وحبة للسيطرة والتملك، فيقول زميل إسلام لم يكن يحب سلمى، فقد انفصل عدة مرات خلال الـ4 سنوات، كما وخانها كثيرا، وكان يرغب في اللعب والتسلية معها فقط لم يكن جادا اتجاهها، فقد أفصح القاتل لزميله عدة مرات بانفصاله عنها وسعادته في معرفة غيرها، ولقد كان زميل القاتل يحاول تقديم النصائح له بالابتعاد عن شرب المخدرات والخمور،واللعب بالفتاة سلمى وإنفاق الأموال في الهواء، ولاحظنا استخدام الطالبين في محادثتهم للألفاظ الخارجة وهذا بدوره يعكس مشكلة أخرى تستحق الدراسة لإيجاد حلولا لها في سلوكيات هذا الجيل .

فينا يقول أحد الشاهدين على هذه العلاقة أنهم كزملاء لم يكونوا يعلمون التفاصيل الشخصية لعلاقة إسلام بالقتيلة، ولم يعلموا سوى أنهم كانوا على علاقة، وفجأة انفصلوا عن بعضهم، ثم تفاجأوا بتهديدات إسلام لسلمى من خلال «الاستوريات» التي كان يقوم بنشرها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، و«واتس آب»، ولم نكن نتوقع نهائيا إقادامة على تنفيذ هذه التهديدات، قائلا:" اعتقدنا أنه مجروح من هذه العلاقة، ويجد لنفسه متنفس ليس أكثر، ثم تطور الأمر عندما علمنا أنه أصبح يهددها بشكل مباشر، خاصة في الفترة الأخيرة في امتحانات هذا العام، وتابع إن والد سلمى قدم معها إلى الجامعة في آخر يوم للامتحانات تخوفا من تهديدات إسلام لسلمى، ولكن المفاجأة أن إسلام ذهب إلى منزل سلمى ليتقدم بطلب يديها بصحبة أهله، ولكن والد سلمى رفضه، ومن هنا بدأت الأفكار الانتقامية تتكون عند إسلام، مستنكرا رفضها وعائلتها له، يقول زميل إسلام :"أصبحت الشكوك تدور في عقله والشيطان يسول له قتلها، وقد فزعنا مساء الثلاثاء لخبر مقتل زميلتنا سلمي، فلم نعلم عنها سوى الاحترام، والالتزام والتفوق في دراستها، وليس صحيحا ما يتداول حول أنه قد رسب عام من أجلها.

إسقاط فيلم « سلمى» على القتيلة

والجدير بالذكر أن القاتل كان قد أنتج فيلماً قصير باسم «سلمى» ضمن المشروعات النهائية التي يقدمها الطلاب الفرقة الثالثة بالجامعة، وقد عكس الفيلم فكر تطرفي يدعوا إلى الإلحاد والبعد عن الله عز وجل، ولكن ما تم ملاحظته في الفيلم أن آخر مشهد في الفيلم ظهرت فيه صورة القتيلة سلمى، فهل قصة هذا الفيلم إسقاطا على حياة سلمى الحقيقية؟! وعلقت المعلمة على هذا الفيلم قائلة لقد تعجبت من اسم الفيلم وسئلت الطلاب لماذا هذا اسم سلمي بالتحديد؟ ليجيب الطلاب لأنها البطلة الحقيقية!.

أفكار عدوانية ودوافع انتقامية

كما وبالبحث في الصفحة الشخصية للقاتل على فيس بوك، وجدناه في الفترة الأخيرة كان يتساءل عن الحكم القانوني لاستغلال فتاة لشاب في فترة الأبحاث بالجامعة، موضحا أنه كان يصرف عليها في كل شيء ثم ما لبثت حتى أنهت القصة بدعوى عدم الرغبة في الاستمرار والاختفاء النهائي، إسقاطا على ما حدث معه ورغبته في الانتقام والأخذ بالثأر منها، لتنهال عليه التعليقات بعدم وجود عقاب قانوني وأن "القانون لا يحمي المغفلين" ودعوات للعلاج النفسي والتشافي من العلاقة، ولكن الغريب كان حول رد إسلام على هذه التعليقات وجاءت كما يلي: "أنا وصلت لي الإجابة خلاص وعرفت أن إرجاع الحق بالقانون شبه مستحيل كده الشخص عمل اللي عليه عشان ياخد حقه بالذوق....أنا فهمت الدنيا خلاص"

كما وكشفت عددا من المنشورات الأخرى نوايا القاتل على الأقدام لفعل ما اتجاه القتيلة، خاصة ما تم تداوله على موقع التواصل الاجتماعي من صوره كتب عليها:"اضحكي دلوقتي وافرحي أنك طلعت الثانية على الدفعة وامتياز مع مرتبة الشرف، وبالرغم أني كنت مسؤول عن كل درجات العملي على مدار سنة ثالثة ورابعة بس تمام، أتى أمر الله فلا تستعجلوه، أقسم بالسبع سماوات هزلزل عرش الله نفسه من بشاعة نهايتك ويومها بكل قوه هقول للعالم الآن فلتقوموا بالإعدام".

ماذا بعد سلمى ونيرة؟

وبعد هذا البحث والتدقيق يظهر كيف كانت شخصية القاتل وتعاملاته مع القتيلة ومع أصدقاءه وزملاءه ومعلميه في الجامعة، ومازالت النيابة العامة تجري تحرياتها في القضية على أمل اكتشاف الجانب الغامض لتفاصيل الجريمة، إحقاقا للحق وتنفيذا للقانون المصري العادل والناجز، ويبقي السؤال هل أصبحت جرائم قتل الشباب بالجامعات ظاهرة جديدة في المجتمع المصري تستحق وقفة جادة من جميع الجهات والمسؤولين لمواجهتها بكل قوة حتى لا تفتك بقيم ورواسخ المجتمع المصري الذي لم نشهد عليه مثل هذه الحالات الشاذة قط أم سيواصل استمرار سلسال الدم في شوارع مصر، ويعتاد المجتمع على سماع قصص قتل الفتيات على مرأى ومسمع من الجميع.

اقرأ أيضا: سقوط الموقع.. أبرز المشاكل التي واجهت الطلاب في تقديم تظلمات الثانوية