الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 01:17 صـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

رمته في «بلاص مش».. سيدة تقتل ابن شقيقة زوجها لخلافات مالية بالأقصر

الطفل-الضحية
الطفل-الضحية

تجردت ربة منزل في العقد الثالث من عمرها، من معاني الرحمة ولبست بدلاً منها ثوب الغدر، حيث استدرجت ابن سلفتها "شقيقة زوجها" والإجهاض عليه وقتله دون رحمة أو شفقة منها بل وتخلصت من جثته داخل برميل جبن مملح "مش" لإخفاء معالم جريمتها وراحت تبحث عن الطفل من ذويه عقب تغيبه.

تعود أحداث تلك الواقعة المأسوية، في قرية نجع العقاربة بمركز الطود غرب محافظة الأقصر أقصي صعيد مصر، خرج الطفل "إبراهيم سيد" الذي لم يكمل عامه السادس لـ للهو بمنزل جده كما هو المعتاد بعد موافقة والديه، ومر الساعات حتي هاتفت الأم منزل والدها لتطلب مجيء طفلها "ابعتوا إبراهيم علشان يأكل مع أبوه ويستحم وبكرا أبعته تاني" لتتلقي الأم صدمتها خلال الاتصال التلفوني "أبنك مجاش عندنا"، وقعت تلك الكلمات علي مسامع الأم كالصاعقة لتبدأ في الصراخ هيسترياً دون علم بما حدث لنجلها ولكن كان يحدثها قلبها تجمع أفراد الأسرة وحضر أهل الأم وأهل الأب وصارت القرية جميعاً تقف أمام منزل والد الطفل في واقعة غريبة لم يعتادها أهالي الصعيد.

روح شريرة قررت الانتقام

من ناحية أخرى، كانت زوجة الخال التي على خلاف دائم مع سلفتها "شقيقة زوجها" "والدة الطفل" مالية كانت أم معنوية أم مشاكل أسرية، قد وضعت خطتها للانتقام وأشعلت نار الغيرة قلبها لتقرر أن تثأر في الطفل الصغير لتحرق قلب والدته عليه.

اقرأ أيضًا: ضبط ورشة لتصنيع الأسلحة البيضاء بقصد الاتجار فيها بالزاوية الحمراء

تعالي يا إبراهيم هديلك حاجة حلوة

كانت تترقب خطوات الطفل فور خروجه من منزله قاصداً منزل جده وقامت باستدراجه "تعالي يا ابراهيم عاوزاك أديلك حاجه حلوه"، لم يتوان الطفل في الذهاب فهذه السيدة زوجة خاله ولا يعقل إقحام الطفل في مشاكلها بوالدته ودلف إلى داخل المنزل، لتقوم المتهمة بخنقه فور دخوله المنزل لتنهي حياة ذلك البرئ الذي لا ذنب له سوى نفس مريضة قررت الانتقام من والدته فيه.

كيف تخلصت من جثة الطفل

بدأت الدماء تهدأ في عروق تلك الشيطانة وظنت بأن فعلتها هذه سوف تشعرها بأنها انتصرت ولو لوقت معين على سلفتها، وفكرت كيف تتخلص من الجثة؟ سرعان ما خطر ببالها أن تضع جثة الطفل الصغير داخل بلاص المش ويحدثها هاتف في رأسها "محدش هيجي علي باله أنه جوا المش و جسمه هيدوب جوا المش من الملح ومحدش هيعرف حاجه"، وبالفعل قامت بحمل الجثة ودفنتها ببلاص المش وجلست تنتظر معرفة أهله للخروج والصراخ مع النساء والبحث عنه مع أسرته.

وبعد مرور الوقت لم تستطع أخفاء الارتباك والخوف الذي كان يتملكها وهوي بها في شر أعمالها وكشف خيط جريمتها وعثروا علي جثة الطفل لتنتظر حبل المشنقة علي طبلية عشماوي.

ابنك هناك "ياسيد" ابنك مات

عقب حضور الجميع والاستعلام عن تواجد الطفل لدي أحدهم أنكر الجميع وبدأوا في البحث، تعلو الأصوات بضرورة تحرير محضر وتجيب أخرى لسه مكملش 24 ساعة مختفي مش هينفع نعمل محضر أحنا اللي هندور عليه، بدأت الشكوك تحوم حول زوجة الخال من ارتابكها واصطناعها للبكاء وخلافها الدائم الذي كان مع والدة الطفل المتغيب، لتكون أم الطفل هي الشرارة التي بدءت "روحوا فتشوا بيت أخويا" ليجيب والد الطفل "يا بنت الناس كده هيحصل مشكلة أكبر مع مراته لو ملقناش حاجه وهتخسري أخوكي" لترد "روح دور علي ابنك هناك يا سيد ابنك مات"، وبعد ألحاح من الأم دلف بعض المقربين إلي منزل خال الطفل وبدأ في تفتيشه ليعثروا علي جثة الطفل داخل برميل المش وسط اندهاش وصراخ وعويل ومشاعر كثيرة مضطربة عاشها أهالي وأسرة الطفل.

تكثيف جهود البحث

دقائق معدودة حتى حضرت قوة أمنية من ضباط مباحث مركز شرطة الأقصر بمديرية أمن الأقصر، وبسؤال والد الطفل قرر بعثوره على جثة نجله بالمكان المشار إليه وبتكثيف جهود فريق البحث المشكل بمشاركة قطاع الأمن العام ومديرية أمن الأقصر تبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوجة خال الطفل، وذلك لوجود خلافات مالية بينها وبين والدة الطفل، وعقب تقنين الإجراءات واستصدار أذن مسبق من النيابة العامة تم استهدافها وأمكن ضبطها وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الواقعة، حيث قامت باستدراج الطفل داخل مسكنها وقامت بإلقائه داخل برميل "لحفظ الجبن" مما أدى إلى وفاته، وذلك لخلافات مالية بينها وبين والدة الطفل المتوفـى فقررت الانتقام منها بقتل نجلها.

النيابة العامة

أمرت بحبسها 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات وجدد قاضي المعارضات حبسها 15 يوماً، كما اصطحب فريق من النيابة العامة المتهمة إلى مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمتها وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة ولا تزال التحقيقات مستمرة.

اقرأ أيضًا: 18 سبتمبر.. محاكمة 20 متهمًا بالانضمام إلى جماعة إرهابية